27 كانون الثاني 2016 | 12:30
إنها الخدعة التي تحدّث عنها موقع Psychology Today من أجل النجاح في فنّ الخطابة، من دون الشعور بالتوتر والخوف والقلق مما نودّ قوله. إذ إن التحدّث أمام الجميع سواء في الجامعة أو العمل أو الأنشطة الاجتماعية بات سمة عامة لا يمكن التغاضي عنها. بالنسبة لكثيرين، إن التحدث أمام الجمهور هو بمثابة كابوس، حيث يتخيّل المرء نفسه وحيداً وضعيفًا أمام الغرباء، فترتجف يداه ويبدأ بالتعرق. لكن لحسن الحظ، بحسب الموقع المذكور، ثمة طريقة بسيطة نسبياً للحد من هذا القلق: عليك أن تتعامل مع نفسك كما لو كنت تتعامل مع شخص موجود في نفس الحالة مثلك تماماً.
وفقاً لبحث أجراه طالب علم النفس والدكتوراه إيثان كروس، من جامعة ميشيغان، فإن استخدام الاسم الأول للشخص المخاطب أو ضمير المخاطب "أنت" بدلاً من المتكلم "أنا" يمكن أن يساعد في التغلّب على التوتر. وفي سياق اختباراته طلب كروس من الطلاب إلقاء خطاب حول الموضوع التالي: "لماذا ستتمكن من نيل وظيفة أحلامك؟" وكان امام جميع المشاركين خمس دقائق للاستعداد. كما طلب كروس منهم تدوين مشاعرهم على الورق قبل التحدث.
وكذلك عمد كروس إلى تقسيم الطلاب إلى مجموعتين: مجموعة طلب منها استخدام ضمير المتكلم ومجموعة ثانية ضمير المخاطب أو الغائب "هو/هي". وكانت النتائج واضحة. إذ إن المشاركين في المجموعة الأولى ظهروا تحت الضغط، حيث كتبوا عبارات مثل "كيف لي أن أكتب كلمة ألقيها في خمس دقائق فقط؟". أما المجموعة الثانية فكانت أكثر ثقة واندفاعاً، حيث دونوا في كلماتهم جملاً مثل "يمكنك أن تفعل ذلك يا فلان". ووفقاً لتقييم من جانب لجنة تحكيم مستقلّة، كانت خطابات المشاركين في المجموعة الثانية أكثر إقناعاً.
وفي دراسة أخرى أجراها الباحث كروس، تبيّن له أن الناس عندما يستخدمون اسمهم الأول في الحديث فإنهم يميلون إلى اعتبار الموقف عصيباً، باعتباره تحدّياً شخصياً أكثر منه تهديداً. وبالإضافة إلى ذلك، "فعند استخدامهم لاسمهم الأول وليس ضمير المتكلم، فإنهم يشعرون بأنهم يساعدون صديقاً لهم. لأنه ليس سهلاً كثيرًا تقديم المشورة للأصدقاء، بل على العكس عندما يتعلق الأمر بنا، فإننا نجده أكثر صعوبة" شرح كروس للموقع المذكور. وقال "الناس الذين يطبّقون هذه الطريقة، باستخدام أسمائهم الأولى يتخذون مسافة مع أنفسهم، مما يساعدهم على النجاح".