احتضنت بغداد الدورة الطارئة للمجلس المركزي للاتحاد الدولي للعمال العرب اليوم الاربعاء بحضور وزيرالعمل والشؤون الاجتماعية محمد شياع السوداني ورئيس المجلس المركزي وامينه العام واعضاء المجلس.
واكد وزير العمل في كلمته خلال الاجتماع على ان "انعقاد المجلس المركزي للاتحاد الدولي للعمال العرب في هذا الوقت وفي العراق تحديدا رغم انه يواجه حربا شاملة ضد التكفير وقوى الظلام المتمثلة بعصابات داعش الارهابية ، انما يمثل استمرارا لمواقف العراق الداعمة للعمل النقابي العربي .
واشار السوداني في كلمته الى ان الواقع الاقتصادي الذي تتعرض له بلداننا في هذه الفترة وخاصة مع الهزة العنيفة بسبب انهيار اسعار النفط في السوق العالمية ، يحتم علينا جميعا كمنظمات عمالية ان نتكاتف من اجل مواجه التحديات الناجمة عن الازمة الاقتصادية والمالية وتاثيراتها على اسواق العمل والعمال وعلينا اتخاذ التدابير والمتطلبات التي من شانها المحافظة على حيوية وقيمة العامل في اطار ظروف عمل لائقة ومعيشة مناسبة بعيدا العرض والطلب الذي يؤديان الى كفاف العيش.
واثنى الوزير على ما قدمته الحركة العمالية من مكاسب اجتماعية وثقافية وخص بالذكر تضحيات العمال العراقيين على طريق الوحدة والكرامة. داعيا الى التحصين من الافكار التحريضية التي يروج لها الطامعون والارهابيون الذين ينفذون برامج التقسيم والاحتلال المقيت.
وشدد على ان دفاع العمال ومنظماتهم النقابية عن الحقوق والمبادئ الاساسية في العمل التي جسدتها الاتفاقيات الدولية انما هو في جوهره هو دفاع عن حقوق الانسان في ارجاء المعمورة . مضيفا ان تحقيق شروط العدالة الاجتماعية انما هو ركيزة لاي استقرار او تعايش سلمي في المجتمعات كافة.
واكد الوزير على ان الحوار الاجتماعي وحرية التعبير عوامل داعمة للتغيير والبناء والعدالة الاجتماعية وذلك في سبيل خدمة التنمية المستدامة التي اصبحت اطارا عصريا للاهداف التنموية لمرحلة مابعد 2015 واستعرض وزير العمل في كلمته الخطوات التي قامت بها الوزارة من اجل الارتقاء بالمستوى الخدمي والمعيشي للمواطنين وتمثلت تلك الخطوات بـ :
1. الارتقاء بالمستوى الخدمي والمعيشي للمواطنين ، حيث استكملت الوزارة تاسيس هيئتين مستقلتين الاولى لرعاية الاعاقة و ذوي الاحتياجات الخاصة ، والثانية تخص الحماية الاجتماعية للتقليل من الفقر وفقاً لنهج مؤسسي وقانوني جديد .
2. تنظيم العلاقات الاتحادية والمحلية باتجاه البناء اللامركزي لمؤسسات الدولة وقد انجزت الوزارة برنامج نقل الصلاحيات والمسؤوليات في اطار تكافؤ العلاقات واعتمدت الية مؤسسية متكاملة في عملية انتقال مدروس لدوائر الوزارة واقسامها ومنها العمل والتدريب المهني والضمان الاجتماعي للعمال ومراكز الصحة والسلامة المهنية في بغداد والمحافظات .
3. اجراء الاصلاح الحكومي في الوزارة ودوائرها من خلال تحديث اجراءات العمل واعتماد المعيارية و الحوكمة الالكترونية وتطوير المنظومة القانونية ومنها تنفيذ قانون العمل رقم 37 لسنة 2015 ورفع مشروع قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال الى الجهات المختصة لاقراره واعادة النظر في العديد من اتفاقيات وتوصيات العمل الدولية من خلال حوار اجتماعي واسع ومهني في لجنة التشاور الثلاثي ، وادارة المخاطر الاجتماعية والتحسب للطوارئ والمفاجآت..
4. استكمال الاصلاح المؤسسي وتقويم اداء دوائر العمل واقسامها في بغداد والمحافظات وتطوير قاعدة البيانات والمعلومات واحصاءات العمل لاجراء المسوحات الاجتماعية ومسح سوق العمل وتطبيق برنامج العمل اللائق في قطاعات العمل كافة .
5. دعم الاجهزة الرقابية ومكتب المفتش العام في مكافحة الفساد الاداري والمالي .
وقد استردت الوزارة اموالا ضخمة من المتجاوزين على حقوق الفقراء والمعاقين و لعبت فرق الحشد الوظيفي وفرق الباحثين الاجتماعيين دورا مهما في تنقية منظومة الحماية الاجتماعية من الطارئين والمتلاعبين وغير المستحقين للاعانات المالية التي تغطي اربعة ملايين مواطن فقير .
6. التوعية بالابعاد الاساسية للتنمية الوطنية والاقتصادية وبناء تقاليد اجتماعية وثقافية للاطمئنان على مستقبل الاجيال.
7. المحافظة على الاتجاه الديمقراطي في العمل الاعلامي والمجتمعي ونبذ القيم والافكار والعادات السلبية والدعوة الى بناء ستراتيجية وطنية لتوجيه نشاطات الاعلام المجتمعي نحو البناء والتواصل مع المؤسسات الاجتماعية وكذلك التصدي للظواهر التي تتقاطع مع الثوابت الوطنية ووحدة النسيج الاجتماعي.
من جانبه اكد رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق ستار دنبوس براك ان المجلس المركزي للاتحاد الدولي لعمال العرب له دور مهم ومؤثر في مقاومة المؤامرة الجديدة للتقسيم والتمزيق وعلى غرار " سايكس بيكو" ولابد للنقابات العمالية العربية النهوض برسالتها التاريخية من اجل درء الخطر عن الامة وابناءها، وحيا رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق الشعوب المناهضة للمخططات الطائفية وتقديم التضحيات من اجل الدفاع عن الامة العربية وتحرير ترابها من كافة اشكال الاستعمار.
اما رئيس المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب جبالي المراغي اعرب في كلمته عن شكره وتقديره للعراق لاستضافته للمؤتمر رغم التحديات التي يمر بها مؤكدا ان لا غريب ولا جديد على العراق ان يستضيف اشقاؤه رغم المحن داعياً الى التكاتف والوحدة ضد الارهاب وتطبيق شعار {قوتنا في وحدتنا} واشار الى ضرورة التصدي لما يسمى بظاهرة النقابات المستقلة التي تعمل على هدم البنى التحتية للاقتصار العربي والتي تمثل حرباً جديدة بدلا عن حرب الجيوش العسكرية
واكد انه متى ما كانت الفرقة والاختلاف موجودتان بيننا اذاً نحن امام اهدار لموارد الاقتصاد مشددا في الوقت ذلك على ان نقابات العمال قادرة على تحمل الصعاب وتجاوز المحن.
بدوره دعا الامين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب رجب معتوق الى مواجهة واقع الحال الذي نعيشه والبحث في الافكار والسبل التي تعمل على منع تراجع اداء النقابات وافشال المحاولات الرامية الى تهديم الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، مضيفا وكلنا يعلم تلك المقالة الشهيره للنقابي الاسرائيلي {اريك لي}والتي دعا فيها الى زوال الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب من اجل هدم كل المنجزات التي تحققت للعمال العرب وللاسف انبرت بعض الاطراف خلال الانفلات الديمقراطي والعمل على تعدديه النقابات التي اصبحت تمثل الضفة الاخرى من التحدات لتأسيس واقع جديد وبافكار خارجية، ودعا المشاركين في الدورة الطارئة المنعقدة في بغداد الى مواجهة التحديات.
واوجز الامين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب خسائر الاقصاد العربي خلال الخمس سنوات المنصرمة باهدار اكثر من 850 مليار دولار مع مليون ونصف قتيل اضافة الى تضاعف حجم البطالة من 17% ـ 25% من مجموع 100 مليون عامل اضافة الى تراجع قطاعي السياحة والتجارة واكثر من 18 مليون مهاجر وطالب لجوء ، مختتما قوله بان التحديات كبيرة جدا ومؤلمة وعلينا معالجة القضايا المطروحة امامنا بجدية حتى نستطيع كبح جماح المؤامرات وقتل احلام الجماعات الارهابية التي اعدها الاعداء للتدمير.

المصدر
http://alforatnews.com/modules/news/article.php?storyid=107165