بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم صلِّ على محمدٍ وآلِ محمدٍ واللعنة على اعدائهم ومخالفيهم من الجن والانس اجمعين وعجل فرجهم يارب العالمين
للصحبة أثر عجيب في تشكيل أخلاقيات الإنسان.. فقد تكون له رحمة ونور.. وقد تكون له ظلام وحسرة
واعلمي اختي.. أن الأخوة الباقية، والصحبة التي لن تندمي عليها أبداً.. هي التي تكون لله وفي الله، وما سواها زائل.. فالأخوة في الله من أعظم الروابط.. بل هي والله أعظم من رابطة الدمّ والنسب.. فالله الله في الرفقة الصالحة، واعلمي أن المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل.. اعلمي أن الفتاة المسلمة في عصرنا تعصف بها نيران الأهواء والشبهات.. فيا من منّ الله عليكِ بحفظ كتابه، ويا من أكرمكِ بأن سخّر لكِ الظروف لتحيي حياة طيبة بعيدة كلّ البعد عن هذه النيران المحرقة، أقول لكِ: أنتِ الأمل المنتظر.. فيا حبيبتي.. اربئي بنفسك عن كلّ ما يَـعيبها، فأنتِ لست كغيركِ.. كوني متميزة في كلّ شيء.. كوني أداة بـناء.. ولا تكوني معول هدم.. كوني عوناً للأمة، ولا تكوني عوناً لأعدائـها، تذكري أنكِ تحملين بين جنبيكِ آياتٍ عظام.. ودلائل قاطعات.. قال تعالى: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله}.. فاجعليه حجة لكِ لا حجة عليكِ..
اختي في الله.. أنت الأمل المنتظر في تغيير الكثير من واقع الأمة.. اختي.. أنتِ فتاة المستقبل، بين يديكِ مسئولية توجيه بنات جيلكِ.. فكوني على قدر هذه المسئولية..
همسة خاصة جداً.. جداً.. جداً.. اعلمي اختي أن المواهب نعمة إلهية، ومنحة ربانية على اختلاف أشكالها وتنوّع صورها.. وفي المقابل قد تنقلب نقمة وحسرة، فهي نعمة إذا استغلّت الاستغلال الحسن، ووجهت التوجيه السليم.. وهي نقمة إذا سُخرّت لغير ما خلقت له.. ومن هذه المواهب: "نعمة الكتابة".. فيا من أنعم الله عليكِ بـهذه النعمة اعلمي أنه قد وُضع بين أناملك سلاح لا يستهان به.. بل ربما فاق في قوته جميع الأسلحة القديمة والحديثة.. أتعرفين لماذا؟! لأنه سلاح طويل الأمد.. تفنين ويبقى أثره.. بينما الأسلحة الأخرى تفنى بفناء صاحبها..
اختي.. لكل سلاح ذخيرة، فالسلاح بلا ذخيرة ليس له تأثير.. بل ربما أحدث بلبلة وَضجّة.. وهكذا القلم.. فلابد له من ذخيرة.. فمن أين تستمدين ذخيرتكِ؟! استمديها أولاً من كتاب الله وأهل البيت الطاهرين