أنا مسرور اليوم لأقدم لكم بعض صور الفلكلور التي تزخر بها بلادي المغرب الحبيبة وبعض البلدان العربية!
وسأطلعكم على جانب الفروسية أو “الفانتازيا” المغربية التقليدية وركوب الخيل منذ القديم بالعالم الاسلامي ، أتمنى أن تنال إعجابكم . وأولا سأفاجئكم بسر ولمسة الحصان في التاريخ قبل بروزه كفلكلور وفن أصيل.
منذ القدم كان الحصان رمزا لكل ما هو سام بالبلاد فكان رمزا للعز والشجاعة ، ففي أول الفترات التاريخية كان يستعمل للحروب والمباهات والتفاخر ، بعد ذلك بدأ يستخدم في الزراعة والجر . في البداية كان يركب الحصان عاري الظهر بدون لجام ، ليتوصل بني البشر فيما بعد إلى السرج واللجام وتم تجربة هذا الاكتشاف إن صح القول لأول مرة على الحصان العربي الأصيل الّذي يعد من أعرق أنواع الخيول بالعالم .
بدأ الانسان نوعا ما يحس بالملل والضجر من الروتين الذي أصبح يرافق امتطاء الخيل فقد اصبحت البروتوكولات المرافقة للحصان معدودة والاسرجة محفوظة الطراز ، فدعا ذلك بالانسان إلى التفنن في نسج أبهى الاسرجة وأغلاها من ذهب وفضة … وبمقدار عراقة العلاقة بين الخيل والبشر يمكن استنتاج تاريخ “الفانتازيا” ، فقد يسرت سهولة قيادة وتدريب الخيول البربرية التي تمتاز بالصبر والانقياد والتي كانت أساس فعالية الفرسان النوميديين الذين صنفو ضمن أفضل الفرسان بزوغ فجر جديد للفروسية أو ما يصطلح عليه “بالتبوريدة” التي كانت اول شرارة لها بالمغرب في القرن 15 الذي مورست فيه بالرماح والنبال لتنتقل بعد ذلك للبارود أو ما يصطلح عليه “بالمكحلة” …
“التبوردة” وهذا هو اسم الشهرة ، أو “الخيالة” ، “صحاب البارود” كل هذه الأسماء هي أسماء لفن واحد ، فن يرتقي براكب الخيل في عنان الإبداع كما يصفون شعورهم حين يمتطون الخيل ويصيحون بآهات وكلمات بمثابة ألغاز لا يعرفها إلا الفريق ويتم تلقينها لهم من طرف الزعيم أو ما يصطلحون عليه “بالعلام” ، تبدأ هذه القصة من خط البداية حين يجتمع كامل الفريق بالوان وتطريز مميز للغاية في صف متراص يدل على الانسجام واظهار مدى التحكم واخضاع الحصان لينطلقو في نفس الاستقامة باشارة من العلام ، البداية تكون بخطى استعراضية مثتاقلة وعند نصف الملعب يتغير الحال الى السرعة القصوى للحصان مع عدم تفاوت الخيل في الترتيب ، ليصلو لخط النهاية بضربة رجل واحد تسمع للجماهير في أبهى الأصوات بعد أن يعلو دخان البارود في عنان السماء .
هذه الرياضة اصبحت محط أنظار العديد من هواة الخيل والأسلحة في نفس الوقت لتحقق انتشارا واسعا بين المدن والقبائل المغربية ليدخلها من بابها الواسع الجنس اللطيف ايضا ويجدر بالذكر أن ممارسة هذه الرياضة لم تعد تحتكر فقط على المغرب بل انتشرت على طول المغرب العربي و إلى فرنسا ، بريطانيا ، هولندا و أيضا بلجيكا بتدخل من “الجمعية البلجيكية للحصان البربري” إلى أنه البلد المشهور بها كثيرا هو المغرب وأيضا الجزائر قليلا !
وتتم مراسم هذا الفلكلور في الأعراس و الأعياد و بعض المهرجانات الثقافية و الوطنية بشكل عام ، وبدأت تتقلص هذه المجالات لتنحصر فقط بما يسمى بـ “الدور” أو “الموسم”إلى أنه هذا الأخير بات هو الآخر تتلاشى صورته بعاملين أولهما طبيعي بحكم الجفاف والفقر الذي تعاني منه القبائل التي مازالت تحافظ على هذا التراث – بغض النظر عن ما اصبح عليه الحال في هذين العامين الأخيرين ، إذ تدخلت الجامعة الملكية للرياضة في هذا الصدد وجائت بحلول للنهوض من جديد بهذه الرياضة كما سمتها – و الثاني الديني بحكم العلماء على أن هذه المواسم هي موطن شعوذة و عصيان لله سبحانه وتعالى , لما فيها من أعمال شعوذة وسحر و شرك بالله عز وجل لذا وجب تركها على حد قولهم لكن ما ذكر في هذه العارضة فقط يجسد الحالة التي عليها الفروسية فيما يتعلق بالمواسم والأدوار أما الآن كما قلنا فقد انتشرت عدة مسابقات دولية ومحلية .
لكن تبقى الهواية والفن لأصحاب الإبداع الذين يقرون دوما ويكررون بأنهم سيحرصون على أن يتوارثوها جيل بعدا آخر ولو كلفهم ذالك حياتهم كما يقولون هذا يبرز مدى الحب والفداء الذي يخلفه الإبداع على مدى العصور ، وعليه فعلى كل مبدع أن يتمسك في ما يتيح له الإبداع على أية صورة جاء كما قرأنا سويا الآن لا سيما وأنت الآن عزيزي القارئ في عالم الإبداع!
المصادر
1 2 3 4
اقرأ ايضا
الخيول البربرية والعربية البربرية بالمغرب الأقصى