منظر عام لمدينة الحسيمة، شمالي المغرب
أبوظبي - سكاي نيوز عربية
أعادت الهزة الأرضية التي ضربت مدينة الحسيمة، شمالي المغرب، فجر الاثنين، فصولا مروعة إلى أذهان السكان عن زلزال 2004، حين أسفرت هزة أرضية أكثر شدة عن مقتل 628 شخصا، وجرح أكثر من 900 آخرين.
وذكر المعهد الوطني الجيو فيزيائي في المغرب، أن زلزالا بقوة 5.3 درجات على سلم ريختر، ضرب سواحل مدينة الناظور القريبة من الحسيمة، فيما استشعر عدد من سكان المدن الأخرى اهتزاز الأرض.
وظلت مدينة الحسيمة الواقعة على سواحل البحر الأبيض المتوسط، تشهد هزات ارتدادية بين الفينة والأخرى، فإضافة إلى زلزال 2004، تكبدت المدينة خسائر عمرانية كبيرة في زلزال 1994.
ويعزو خبراء توالي الزلازل في مدينة الحسيمة إلى وقوعها في منطقة قريبة تتصادم بها الصفيحتان التكتونيتان لإفريقيا وأوروبا، كما أن المدينة جزء من سلسلة جبال الريف المصنفة نشطة من ناحية الزلازل.
خشية من الأسوأ
توالي الزلازل في المدينة دفع عددًا من النشطاء إلى المطالبة بتطبيق نظام مضاد للزلازل في بناء البيوت، على غرار بعض الدول الآسيوية التي تباغتها الزلازل، بين كل حين وآخر.
عمليات الإيواء عام 2004
الباحث في الشؤون القانونية، عاطف بوكمزة، قال لسكاي نيوز عربية إن لدى الناس تخوفا كبيرا من هزة أكبر، بعدما عاشوا فترة عصيبة في 2004، واضطرت أسر كثيرة إلى السكن داخل الخيام بعد انهيار بيوتها.
ويرى عاطف أن غياب استراتيجية وقائية للتعامل مع الزلازل وضعف البنية التحتية يزيدان الطين بلة في المنطقة، "المفترض في مدينة كالحسيمة، أن نكون جاهزين للتعامل مع كارثة طارئة، لكن لا أحد تحرك ليتواصل مع السكان، صباح اليوم، ويبدد مخاوفهم على الأقل".
استعداد للقادم
ويرى الناشط منير أكزناي، أن الأثر النفسي للزلزال الأخير كبير جدًا، فبعدما نسي الناس ما كابدوه في زلزال 2004، تعود الهزة الأرضية لتغذي المخاوف مجددًا، لاسيما أن هزات عدة توالت في الأشهر الستة الأخيرة.
ويقول منير إن خارطة طريق عمرانية جرى وضعها بعد زلزال 2004، ورصدت المناطق التي يعتبرا فيها البناء أمرًا خطرا، "كان على الدولة أن تطبق إجراءات صارمة في مجال العمران، لكن عدة تجاوزات تم تسجيلها".
أضرار زلزال 2004
لم تمر سوى فترة قصيرة بعد الزلزال حتى بادر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، إلى نقل ما يدور بالأحياء التي يسكنونها، فنشروا صورا للناس بالشوارع، كما شرعوا في الاستفسار عما إذا كانت الهزة قد أسفرت عن وقوع خسائر بشرية.
وأشاد الناشطون بالتحرك السريع لفرق الإنقاذ في مدينة مليلية الخاضعة للسيطرة الإسبانية، في مقابل انتقادهم لما اعتبروه تأخرا في من المسؤولين المحليين في التجاوب مع المواطنين الذين لم يتبينوا ما يتوجب عليهم فعله.