بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


قال علي (ع): والله! لقد أخذت في أمرها، وغسلتها في قميصها ولم أكشفه عنها، فوالله! لقد كانت ميمونة طاهرة مطهرة، ثم حنطتها من فضلة حنوط رسول الله (ص)، وكفنتها وأدرجتها في أكفانها، فلما هممت أن أعقد الرداء ناديت: يا أم كلثوم! يا زينب! يا سكينة! يا فضة! يا حسن! يا حسين! هلموا تزودوا من أمكم، فهذا الفراق، واللقاء في الجنة.

فأقبل الحسن والحسين (ع) وهما يناديان: واحسرتا! لا تنطفئ أبدا من فقد جدنا محمد المصطفى، وأمنا فاطمة الزهراء، يا أم الحسن! يا أم الحسين! إذا لقيت جدنا محمدا المصطفى فاقرئيه منا السلام، وقولي له: إنا قد بقينا بعدك يتيمين في دار الدنيا.

فقال: أمير المؤمنين (ع): إني أشهد الله أنها قد حنت وأنت ومدت يديها وضمتهما إلى صدرها مليا، وإذا بهاتف من السماء ينادي: يا أبا الحسن! ارفعهما عنها فلقد أبكيا والله ملائكة السماوات! فقد اشتاق الحبيب إلى المحبوب! (1) اعتراضه (ع) على عمر ولما مضى الأول لسبيله، فأدلى الخلافة إلى الثاني (2)


--------------------------------------------
1- بحار الأنوار 43: 179، العوالم 6: 261.
2- المستفاد من خطبة الشقشقية.
نهج البلاغة: خ 3.