لا يُشترط أن تمتلك أفضل كاميرا وأفضل عدسة في العالم حتى تلتقط صورًا رائعة ومبهرة، بل يمكنك ذلك من خلال كاميرا هاتفك أو حتى كاميرا رقمية وليست احترافية، فقط عليك أن تعرف جيدًا ماذا تفعل، وستجد أن صورك أصبحت أجمل مهما كان نوع الكاميرا المستخدمة.
فالسر يكمن في تكنيكات التصوير، وليس في الكاميرا نفسها، وفي هذا الصدد يخبرنا المصور الإنجليزي المحترف “شين تاكر” بعضًا من النصائح التي تجعل صورك المُلتقَطة بأي كاميرا تناهز في احترافيتها أبرز الصور المأخوذة بأفضل الكاميرات في العالم.
فما هي تلك النصائح؟ فلنرى سويًا…
1- تعرف على الضوء الجيد
أول وأهم نصيحة هي أن تُمرِّن نفسك على التعرف على الضوء الجيد عند رؤيته، وتستطيع التمرين على ذلك يوميًا حتى بدون كاميرا. فأي كاميرا مهمتها هي التقاط الضوء الداخل لها. بعضه رائع وقوي، بعضه بسيط، ولكن هذا هو الجوهر دائمًا… الضوء.
تعلم كيف تتعرف على – وتُقدِّر – الضوء الجيد، هذه هي أهم خطوة، بعدها التقاط هذا الضوء سيكون هو الجانب السهل من الأمر كله. هل الضوء يأتي عبر أوراق الشجر بطريقة جميلة؟ هل يتراقص منعكسًا على سطح الماء في منظر خلاب؟ هل يعكس ظلالًا مميزة؟ لو استطعت تمييز الضوء الجيد، فستكون قد قطعت نصف الشوط لتصبح مصوِّرًا جيدًا.
2- رَتِّب المشهد
لكي تستوعب كل ما سيظهر في الصورة التي قررت التقاطها، ولا تتفاجأ بظهور عناصر غير مرغوبة فيما بعد، ولكي تظهر الصورة منمقة ومعتدلة؛ كل ما عليك هو ترتيب المشهد.
كيف ترتب المشهد؟ أبسط طريقة هي الطريقة التقليدية القديمة والمسماة “قاعدة الأثلاث”، وهي تتلخص في تقسيم المشهد أمامك – تخيليًا – بخطين طوليين يقاطعهما خطان عرضيان، لتُكوِّن تسعة مربعات يقسمون المشهد إلى تسعة أجزاء، وستنتبه إلى كل العناصر الموجودة في كل جزء.
ربما يبدو الأمر معقدًا في البداية، ولكنك سرعان ما ستعتاده مع التمرين. وهذا سيفيدك في تحليل المشهد سريعًا قبل قرارك بتصويب عدسة كاميرتك صوبه للالتقاط، وسيعلِّمك أيضًا متى لا تأبه بكل ذلك في حالات قليلة مختلفة.
3- المحتوى هو الملك
نقطة بديهية ولا تحتاج للكثير من الشرح، فلابد أن تسأل نفسك… ما الذي ستقوم بتصويره؟ ما هو محتوى الصورة؟ هل هو شيء شيق؟ هل يشترط أن يكون الشيء المُلتقَط جاذب للاهتمام لكي تكون صورتك جاذبة للاهتمام؟
ربما تكون صورتك مكررة وتم تصوير مثلها آلاف المرات، ولكن هذا ليس بالشيء الذي يجعلها مملة. فلكي تتغلب على خوفك من هذه
النقطة؛ قم بالتقاط صورة تحكي قصة، أو تُخلِّد مشهدًا في هذا الوقت. هؤلاء الأطفال وهم يلعبون وسط أوراق الشجر المتساقطة والمتناثرة على الأرض. هذا الضوء الساحر الآتي من وراء تلك التلال. هذا الشخص السائر على قارعة الطريق مرتديًا تلك القبعة الغريبة.
4- لا تتجاهل الخلفية
تريد تصوير شخص أو شيء ما، حسنًا، ولكن لا تنسى أن هذا الشخص ليس هو الشيء الوحيد الذي سيظهر في الصورة! فاسأل نفسك، ما الأشياء الأخرى التي ستظهر معه؟ انظر إلى كل شيء وليس الهدف فقط. فإن وجدت البيئة المحيطة بهدفك غير مناسبة، فالتحرك حول الهدف والالتفاف قليلًا من زاوية أخرى ربما يغير هذا الأمر تمامًا.
إلى أي مدي الخلفية مضاءة أو مظلمة؟ ما هو اللون المسيطر عليها؟ هل هل تبرز هدفك من التصوير أم تجعله باهتًا غير مميز؟ كل هذه الأسئلة ستساعدك على اختيار الزاوية المناسبة للتصوير.
5- انظر إلى الهدف من زاوية أخرى
في المعتاد نحن نرى الأشياء أمامنا مباشرة ونقوم بتصويرها، ولكن لمَا لا تحاول رؤيتها من زاوية أخرى؟ جرب التقاط الصورة من نقطة أعلى أو من الأسفل بشكل ما، وسوف ترى النتيجة!
حاول دائمًا التفكير خارج الصندوق، وجرب أوضاعًا وزوايا جديدة للتصوير، وستكون النتيجة مفاجئة لك.
6- التقط التفاصيل
بجانب تصوير الأشخاص والأماكن، لا تنسى ملاحظة الأشياء الصغيرة التي ربما نمر عليها يوميًا بدون أن نلقي لها بالًا، لمجرد إنها هناك دائمًا. مرن عينيك على ملاحظة أدق التفاصيل لترى جمال الأشياء الصغيرة وتبرزها عدستك.
قرب كاميرتك والتقط نمط أوراق الشجر والتخطيطات البديعة عليها، تلك الحشرة الساكنة في مكانها ولا تنتبه إليك، هذا النقش على الأرضية الذي سببته إطارات سيارة مرت من هنا… أشياء كثيرة لو انتبهت إليها لقمت بأخذ صورًا تلقى إعجابًا وفيرًا.
وحتى إن كنت تستخدم كاميرا هاتفك، فالهواتف الآن لديها إمكانية التركيز Focus على الأشياء وعمل بهتان لباقي الأشياء Blur،
فستجد أنك تبرز تلك التفاصيل الدقيقة أكثر بالتركيز عليها دونًا عن بقية محتوى الصورة.
7- ابحث عن الخطوط
ستجد الخطوط حولك في كل مكان، أسلاك الأبراج الكهربائية، جذوع الأشجار والنخل، علامات فصل حارات الطريق، كلها أشكال تعطي خطوطًا متوازية بشكل بديع، تستطيع استخدامها في صورتك بطرق ذكية.
فيمكنك جعل هذه الخطوط تحيط بالشيء الذي تود تصويره، مما يساعد بالتركيز عليه مع إطار منسق من الخطوط. أو يمكنك دمج هذه
الخطوط بشكل إبداعي مع الشيء ليعطي منظرًا أفضل للتصوير.
8- انتظر اللحظة الحاسمة
هنا تجتمع كل النقاط السابقة وتتوَّج بالضغطة السحرية التي ستخلد هذه اللحظة للأبد. فبدلًا من أن تخرج هاتفك لتلقط الشيء الذي أمامك وتنتهي العملية بهذه السهولة، لمَ لا تنتظر ثواني قليلة قبل الالتقاط، ترى فيها تأثير الضوء، الزاوية المناسبة، الخلفية، مكان أخر لزاوية إبداعية.
ولكن مهلًا، فلربما لو فكرت قليلًا ستجد أنك لو تمهلت قليلًا ستلتقط صورة أفضل، شخصان يتحدثان ويبدو على أحدهما السعادة، يبدو بأن هناك ضحكة قادمة، حدثت، كليك!
شقيقتك تبتسم في ثبات أمام كعكة عيد ميلادها المليئة بالشموع المضاءة وتنتظر تصويرك لها، ولكن يدها تقترب من لهب الشموع بدون أن تشعر، فلتنتظر حتى يبدأ المرح الحقيقي للحظة ستتذكرها دائمًا!
اللحظة المناسبة هي دائمًا ما تعطي الرونق الخاص للصورة وتميزها عن أي صورة مشابهة. فالأفضل من التقاط الصورة هو صنع الصورة.
المصدر
www.arageek.com