دعا رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ، الدول الإسلامية الى التقارب لمواجهة محنة تشويهه واثارة الطائفية.
وقال معصوم في كلمته خلال مؤتمر برلمانات الدول الإسلامية اطلعت وكالة {الفرات نيوز} عليها "مناسبة طيبة أن نلتقي هنا في بغداد، مدينة السلام، وان وجودكم هنا، هو تأكيد عملي على تضامنكم مع بغداد التي تخوض حربا ضارية ليس من اجل تخليص العراق وحده من شرور وجرائم الارهاب وانما عموم المنطقة والعالم".
وبين معصوم " لقد عاش المسلمون وأصحاب الديانات الأخرى على أرض العراق، كما في بلدانكم، في جو من التآلف والمحبة. أقيمت في بغداد أعظم حضارات المسلمين، حيث اختلطت على ثراها الاعراق والامم والاديان والقوميات متعاونين متحابين".
وأشار الى ان " ليس بعيداً عن هذا المكان الذي نلتقي فيه الآن كانت أسواق الوراقين زاخرة بكل ما أبدعه العقل الانساني من كتب وفلسفات. وكانت فلسفة الاغريق وآداب وحكمة أمم الشرق تجد طريقها إلى الترجمة والتداول بلا تكفير وبلا منع. لقد كانت الثقة بالنفس لدى المسلمين عظيمة ولذلك كانت روحُ التطلع وحبُّ المعرفة هما جوهر الحياة. فلا سلام ولا معرفة ولا تقدم من دون إعلاء روح التسامح وزيادة مساحة الحرية وترسيخ قيم المحبة بين البشر."
وتابع ان " التقدم الذي احرزته البشرية في التكنولوجيا وسهولة الوصول والتواصل، وفي هذه الظروف والتحديات تتأكد ضرورة تقارب المسلمين في ما بينهم وكذلك بين دولهم ومؤسساتهم السياسية والاجتماعية."
واضاف " اننا نواجه جميعاً الآن محنة تشويه الإسلام واثارة عوامل الطائفية والفرقة والكراهية بين المسلمين انفسهم وبين المسلمين وغيرهم من اصحاب الديانات الاخرى.. ونواجه هذا السعي التكفيري الذي يتزيّى برداء الدين، والدين منه براء، ويستخدم تسميات مبادئ وأركان الدين الحنيف.. بما يسيء للدين نفسه ولشعوبنا ولبلداننا".
واستردك " نعتقد أن هذا التحدي التكفيري الارهابي المسمى بـ"داعش" هو التحدي الأخطر في هذا العصر، وقد بدأنا بأخذ زمام المبادرة للتخلص من شرور الارهابيين والتكفيرييين ومن ثم استعادة الصورة الحقيقية المشرقة للمسلمين ودينهم، كدين جاء من أجل المحبة والسلام والتقدم والأخوة بين البشر."
ولفت الى ان " سيكون القضاء على داعش بالعمل المخلص المشترك في ما بيننا، وبالمزيد من الترفع عما يفرقنا، وبكثير من الجهود التي تجعل مجتمعاتنا أبعد ما تكون عن غسيل الأدمغة والخضوع لادعاءات عصابات الارهاب والجريمة".
وأوضح ان " قواتنا وشعبنا يواصلون بطولاتهم ضد الارهاب ويحققون الانتصارات الرائعة، لكن ما زال أمامنا الكثير الذي يتطلب من العالم الإسلامي ومن الدول الصديقة الأخرى المزيد من التضامن والتآزر والعمل المخلص لتجفيف منابع الارهاب واغلاق منافذ توسعه وانتشاره وتحركه."
وختم " أشكر جهودكم وموقفكم التضامني وتجشمكم معاناة السفر للاعلان عن هذا التضامن، وكلنا آمل في توسّع آفاق التعاون والعمل المشترك لما فيه خير شعوبنا ومصالح دولنا، ولما يسهم في تقدم واستقرار عالمنا وانعاش فرص الأمن والسلام فيه"
المصدر
www.alforatnews.com