~يُعْتبر كلٌّ من التواصل الاجتماعي، وبناء العلاقات الاجتماعية الناجحة من الضرورات والحاجات الملحة، فمن المعروف أنَّ الإنسان كائنٌ اجتماعيٌ بطبعه، وأنَّهُ يحبُ التواصل والاجتماع مع من حوله من الناس، وتكوين العلاقات الاجتماعية الناجحة معهم، فالإنسان لا يحب العيش منفرداً ومعزولاً عن الناس بشكل دائم؛ لأن العزلة والوحدة ستسبب له الكثير من المشاكل النفسية والصحية، مثل: القلق، والملل، والعصبية، واحتقار الذات، فالعلاقات الاجتماعية الناجحة تدفع كل هذه المشاكل عن الإنسان، وتجعل منه كائناً سوياً، ومتزناً نفسياً، وذو صحة جيدة، وتجلب له السعادة والراحة والطمأنينة. وتقسم العلاقات الاجتماعية إلى قسمين أساسيين وهما:" العلاقات الاجتماعية العابرة، العلاقات الاجتماعية الدائمة".
أما العلاقات الاجتماعية العابرة، فهي العلاقات الاجتماعية الموقتة التي لا تستمر دوماً، وقد تستمر هذه العلاقات لفترة طويلة، أو العكس. وتكون هذه العلاقات في العادة بين الغرباء الذين لا يعرفون بعضهم البعض، والذين لا تربطهم صلة قرابة، بحيث يجتمعون مع بعضهم البعض في ظل هذه العلاقات لغايات محددة ومصالح معينة، فما إن تتحقق هذه الغايات والمصالح لكل منهم، حتى تنقطع هذه العلاقات. وقد تتحول في بعض الأحيان العلاقات الاجتماعية العابرة إلى علاقات دائمة.
وأما العلاقات الاجتماعية الدائمة، فهي على العكس تماماً من القسم السابق، فهذه العلاقات ليست مؤقتة، وإنما هي مستمرة ودائمة بين أطرافها، وفي العادة لا تنتهي هذه العلاقات بين الأطراف إلا في حالة وقوع نزاعات وخلافات فيما بينهم، وهذا النوع من العلاقات يكون في العادة بين أفراد الأسرة الواحدة، وذوي القربي، وأفراد العشيرة الواحدة، والأزواج، والأصدقاء الحقيقيين.وحتى تكون العلاقات الاجتماعية ناجحة ومثمرة، بحيث تحقق لكل أطراف هذه العلاقات كل حاجاتهم ورغباتهم الإنسانية، وبحيث تكون هذه العلاقات مستمرة ودائمة، لا بد قبل إقامة هذه العلاقات من النظر إلى الأساس الذي ستقوم عليه، فلا بد أن يكون الأساس قوياً ومتيناً، بحيث تقوم هذه العلاقات على أساس من الحب والود والاحترام بين أطرافها، ولا بد لكل طرف من أطراف العلاقة الاجتماعية أن يجيد التعامل والتواصل والتفاعل من الطرف الأخر، بحيث يتبع أسلوباً حسناً في التعامل، ويبتعد على الغلظة والشدة؛ لأن الغلظة والشدة من شأنها أن تنفر الناس، وتفسد العلاقات الاجتماعية، كما يجب على أطراف العلاقة أن يتحلوا بحسن الظن، والوفاء، والإخلاص، والإيثار، وغير ذلك من الأخلاق الحميدة، فكل هذا من شأنه أن يقوي العلاقة الاجتماعية، وأن يحفظ استمرارها، وأن يجعل منها علاقات اجتماعية ناجحة ومميزة.