( شوهد من قبل ) حالة تصيب عدد كبير من الناس .. أسبابها وتفسيرها
11
إنها تلك الذكريات المزيفة التي تراودنا من وقت إلى آخر، وهي تعرف أيضا بحالة ( شوهد من قبل ) أو ظاهرة ديجافو déjà vu وهي كلمة فرنسية وتعني شوهد من قبل، ويقصد بها شعور الإنسان بان الموقف الماثل أمامه كان قد شاهده بكل تفاصيله سابقا بالرغم من انه لم يحصل ذلك من قبل، فلماذا يحدث ذلك؟ وما تفسيرها؟
فريق من الباحثين من التشيك من معهد وسط أوروبا التكنولوجي التابع لجامعة ماساريك التشيكية درسوا هذه الظاهرة وأعلنوا عن تمكنهم من تفسير ظاهرة شوهد من قبل أو ظاهرة ديجافو، ففريق البحث توصل إلى وجود عدد من التفسيرات لظاهرة الذكريات المزيفة، ومن أهم تلك التفسيرات هي أنها مرتبطة بالتطورات التي تحدث في الدماغ، وهذا يعني حسب قول الباحثين أن 80 بالمائة من حالات شوهد من قبل لها علاقة بالأصل العصبي لدى الإنسان.
الباحثون درسوا 113 متطوعا ممن تعرضوا لحالة شوهد من قبل او ديجافو، ومن خلال فحص أدمغتهم بالرنين المغناطيسي ومقارنة كبر وحجم مناطق الدماغ بين الأفراد الذين سبق لهم أن تعرّضوا لما يسمّى ( شوهد من قبل ) وبين الذين لم يشهدوا هذه الظاهرة في حياتهم.
وبينت التحاليل الدقيقة ان وجود بعض الاختلافات بين من تتكرر لديهم حالة ( شوهد من قبل ) أو الديجافو ، وهذا الاختلاف يكون في كمية المادة الرمادية في بعض أجزاء الدماغ، كما يوجد اختلافات في منطقة الهيبوكامب وهي منطقة الهياكل والجزاء التي تتكون في الذاكرة، حيث كانت منطقة هيبوكامب أصغر بكثير لدى الأشخاص الذين سبق لهم أن شهدوا ظاهرة ( شوهد من قبل ) مقارنة بالذين لم يشهدوها في حياتهم.
يقول الباحث ميلان برازديل من فريق الدراسة التشيكية أن ظاهرة ( شوهد من قبل ) لها علاقة أيضا بالتوتر أو مستوى التعليم الذي تم الحصول عليه يلعبان دورًا مهمًا في تكرار التعرّض لظاهرة الديجافو، ولذلك فإن غالبية الذين يتعرّضون لها هم من حملة الشهادات الجامعية الذين يتعرّضون للتوتر، وبين الباحث برازديل إلى أن هذه الظاهرة تمثل مشكلة معقدة جدًا، ولذلك ليس بالإمكان تعميم هذه النتائج التي تم الحصول عليها بهذا الشكل.
هذه النتائج تم نشرها في مجلة كورتيكس الدولية، وتم عقد مؤتمر دولي للباحثين لمناقشة النتائج السابقة والتعرف أيضا على طريقة source-based morfometrie وهي طريقة هامة جدا إذ يمكن من خلالها التعرف وتمييز الاختلافات الصغيرة جدا داخل الدماغ البشري، مما سيتيح للباحثين إمكانية دراسة الدماغ بشكل مفصل والتعرف على الأشخاص المعرضين للفصام أو حالات الجنون وغيرها من الأمراض العقلية.
رد مع اقتباس