الحسين والعراق
ذبيحان تماثلا
كلاهما مئذنة حاصرها الغزاة
ترتل تأول تأذن الصلاة
كلاهما ذبحه الطغاة والبغاة
حسدا بغضا
بما آتاهما الله بالمجد والخيرات
باتجاهات وأطماع
وميول ورغبات
ذبحا بسكين
الجاهلية والنزعات
والطائفية والحقد اللعين
ذبحا في آن واحد
وارتوت الأرض بالدماء
أبناء الحسين سبايا عند الفاجر يزيد
وأبناء الوطن منقسمين حيارى
تحت رحمة الأعداء
تماثلا .....
أحببتهما بالفطرة
دون اسئذان دخلا القلب
واشتعلت مراجل نار العشق
في الوجدان
واحمل صورتين في الأحداق
صورة لمنهج إصلاح الحسين
فيها الحب والسلام يترقرق
في صورة أخرى لعراق الإنسان
تماثلا..........
بينهما والفرات آصرة
الحسين مجدلا على ضفاف الفرات عطشان
وعلى جرفي الفرات يتدفق الماء
والى اليوم ارض العراق عطشى للدماء
تماثلا وبينها
قرابةٌ
كلاهما ينامُ في ذاكرةِ العاشقين
ويحيط جسديهما عويل الأيتام
على يد أعدائهم يرضعون الرعب
وانين جراح وملح غدر
احتضن العراق الحسين
حتى صار
عراق الحسين
لولاهما
لعشنا بلا شمسٍ
ولكان ليلنا ميت بلا نجوم
يريدون إطفاء القنديل
بنوره ستحيا أمنيتي القتيلة
وأتخلى عن ابتسامتي المدماة