وكم من صوت يداعب خيوط الفؤاد .. حين العطش
وكم من صوت يداعب خيوط الفؤاد .. حين العطش
و متى يفهمون .. كل شئ جميل عمره قصير ...!
و كيف المسالك تستقيم ... نحوك المواسم
وانت هباء ...!
خيال
تحمله الريح بغير عزاء
وادواتك المغريه
عطر .. رسائل .. ورؤيه مدججه بخلخال امنيه
له لحن مساء .. وانفاس صبح .. مدلل
و ذاك الوعد الملثم بالذنب
يراقص الغدر
يستلقي على جسدي بغير خجل
دعها تنسل بهدوء .. نقاء ينسل من خصلات ال حُسن
قد شدها الحنين نحو الوقار
نحو مناسك الخيال ... فالذكرى
نحو خاتمة الفصول
اشياء الوجع
حيث تلك الموائد العامره بأشياء الشوق
واللحن الصعب
حيث اللهفة بغير نبض .. دون المطر
دعها .. فالطريق طويل
منذ أيام دعوتُ الى غرفة مكتبي مربّية أولادي (يوليا فاسيليفنا) لكي أدفع لها حسابها
قلت لها : إجلسي يا يوليا …هيّا نتحاسب …أنتِ في الغالب بحاجة إلى النقود ولكنك خجولة إلى درجة انك لن تطلبينها بنفسك ..
حسناً ..لقد اتفقنا على أن أدفع لك (ثلاثين روبلاً) في الشهر
قالت : أربعين
قلت : كلا .. ثلاثين .. هذا مسجل عندي …كنت دائما أدفع للمربيات (ثلاثين روبلاً)…
– حسناً
– لقد عملت لدينا شهرين
– قالت : شهرين وخمسة أيام
– قلت : شهرين بالضبط ..هذا مسجل عندي ..اذن تستحقين (ستين روبلاً) ..نخصم منها تسعة أيام آحاد ..
فأنت لم تعلّمي(كوليا) في أيام الآحاد بل كنت تتنزهين معهم فقط ..ثم ثلاثة أيام أعياد .
تضرج وجه (يوليا فاسيليفنا) وعبثت أصابعها بأهداب الفستان ولكن لم تنبس بكلمة
واصلتُ …
– نخصم ثلاثة أعياد إذن المجموع (إثنا عشر روبلاً) ..وكان (كوليا) مريضاً أربعة أيام ولم تكن يدرس ..
كنت تدرّسين لـ (فاريا) فقط ..و ثلاثةأيام كانت أسنانك تؤلمك فسمحتْ لك زوجتي بعدم التدريس بعد الغداء ..
إذن إثنا عشر زائد سبعة .. تسعة عشر .. نخصم ، الباقي .. (واحد وأربعون روبلاً) ..مضبوط ؟
– إحمرّت عين (يوليا فاسيليفنا) اليسرى وامتلأت بالدمع ، وارتعش ذقنها ..وسعلت بعصبية وتمخطت ، ولكن …
لم تنبس بكلمة
– قلت : قبيل رأس السنة كسرتِ فنجاناً وطبقاً ..نخصم (روبلين) ..
الفنجان أغلى من ذلك فهو موروث ، ولكن فليسامحك الله !! علينا العوض ..وبسبب تقصيرك تسلق (كوليا) الشجرة ومزق سترته ..
نخصم عشرة ..وبسبب تقصيرك أيضا سرقتْ الخادمة من (فاريا) حذاء ..ومن واجبكِ أن ترعي كل شيء فأنتِ تتقاضين مرتباً ..
و هكذا نخصم أيضا خمسة ..وفي 10 يناير أخذتِ مني(عشرة روبلات)
– همست (يوليا فاسيليفنا) : لم آخذ
– قلت : ولكن ذلك مسجل عندي
– قالت : حسناً، ليكن
– واصلتُ : من واحد وأربعين نخصم سبعة وعشرين..الباقي أربعة عشر
امتلأت عيناها الاثنتان بالدموع .. وظهرت حبات العرق على أنفها الطويل الجميل ..يا للفتاة المسكينة
– قالت بصوت متهدج : أخذتُ مرةً واحدةً .. أخذت من حرمكم (ثلاثة روبلات) .. لم آخذ غيرها
– قلت : حقا ؟ ..انظري وانا لم أسجل ذلك !! نخصم من الأربعة عشر ثلاثة ..
الباقي أحد عشر ..ها هي نقودك يا عزيزتي !! ثلاثة .. ثلاثة .. ثلاثة .. واحد ، واحد .. تفضلي .
ومددت لها (أحد عشر روبلاً) ..فتناولتها ووضعتها في جيبها بأصابع مرتعشة ..
وهمست : شكراً
انتفضتُ واقفاً واخذتُ أروح وأجيء في الغرفة واستولى عليّ الغضب
– سألتها : شكراً على ماذا ؟
– قالت : على النقود
– قلت : يا للشيطان ولكني نهبتك ..
سلبتك ! ..
لقد سرقت منك ! ..
فعلام تقولين شكراً ؟
– قالت : في أماكن أخرى لم يعطوني شيئاً
– قلت : لم يعطوكِ ؟! أليس هذا غريبا !؟ لقد مزحتُ معك ..لقنتك درساً قاسياً ..سأعطيك نقودك .. (الثمانين روبلاً) كلها ..
ها هي في المظروف جهزتها لكِ !! ولكن هل يمكن أن تكوني عاجزة الى هذه الدرجة ؟ لماذا لا تحتجّين؟ لماذا تسكتين ؟
هل يمكن في هذه الدنيا ألاّ تكوني حادة الأنياب ؟هل يمكن ان تكوني مغفلةإلى هذه الدرجة ؟
– ابتسمتْ بعجز فقرأت على وجهها : “يمكن”
– سألتُها الصفح عن هذا الدرس القاسي وسلمتها ،بدهشتها البالغة ، (الثمانين روبلاً) كلها .. فشكرتني بخجل وخرجت
تطلعتُ في أثرها وفكّرتُ : ما أبشع أن تكون ضعيفاً في هذه الدنيا .......
أروع قصة قصيرة في تاريخ الأدب العالمي للكاتب الروسي” انطون شيخوف
هناك من ينظر إليك كمن ينظر إلى طوق نجاته ..
و أسمع أنينها المتعري من ثقوب الصمت
وصوتها العال بالحشرجه .. برياء كسرى
تشتم حكاياتي بعد منتصف الذنوب
تتناسل شتائمها بطرف الشفتين .. حدود الحرام
لتنجب بعد العاشره وجه طفلة شقيه .. سمراء
و نبوؤة جدتي
احذر كيد السَمان يا ولدي
بصحتك .. سأشرب نخب الجراح
و بصحتي .. كوني طلاسم قلبي ... و محبوبتي دوماً
قالت ..كيف النجاة من سهمك الموصون بصدري
قال .. بنفس ترياق سهمك المسموم بظهري... عالجيه
كل يوم يبعث لها برساله .. فلم تجيب .. وحين انتهى القرطاس من مكتبه .. أنتهت انفاس اللهفة من صدره
فــ عسى ان تنتهي تراوده مع تلك اللهفه .. و يكف يكتب للموتى