تناوليه برفق .. فلا يقوى الانزلاق بهاويتك .. دون تأمل تفاصيل النوم على اجنحتك
تناوليه برفق .. فلا يقوى الانزلاق بهاويتك .. دون تأمل تفاصيل النوم على اجنحتك
ابداع متواصل
بحجة البرد ألتصقت على ظهره ... و بحجة الخوف دار بوجهه صوبها.. ( دواهي التلاقي )
لن تفهم معنى انطواء و حزن الورد في الغالب ... لـــ حتى ... تنقلب ورده .. وتتأكد .. ان عمرك لا يتعدى بضع ليال
فلا تقطف عمرها قبل الأوان
أسرع وانتهز مآب الليل
و عش معها خلجات اللقاء الحميمة بالدمع .. لحتى الخيط الأول للضياع
و أسكب أهاتك المكتومة مذ أوان مهد التمني
لحتى تبزغ على وجنتيك دوائر التعب منها
أسرع .. ليس من الأنصاف أن تترك نفسها المقيدة بالعناد .. وتأتيك بكل ليله
لتشبع رغبتك العليلة بوخز الانفصام ... تلك الجامحة لأوان اللقاء
أسرع لتعانق أصابعها المبتلة بخليط الخوف
بكفك الأمان .. ذاك الموشوم بطلاسم أسمها المنثور برفق
على مروز الانتظار .. و عيون تكتحل اشتياق
أسرع .. فعمر الطيف قصير
لم يحين الموت بعد على خاصرة الليل
فلا زال في دهليز القلب سؤال .. كيف هو وجه الفجر ياترى ..!
التعديل الأخير تم بواسطة رامي الاصيل ; 21/July/2017 الساعة 12:25 am
تأكد ... عندما يهرب منك صوب العتمة .. هو ذهب ليبحث عن نور عينيك الضائع منه هناك
الهروب الأسود .. ( من وحي الذاكرة )
هي لم تكن تجربه بقدر ماهي صور ألاهية ملونة بخطوط التذكير الواضحة لتدبير الله عند الضيق لعبده الضعيف ... و للتأمل
البداية
بالتسعينات و بعام 1999 وعندما كنا مجموعة من الشباب المتمردين على حكم البعث انذاك ضاقت علينا المدينة
بعيون الجواسيس والمطاردين فكانت الصحراء خير أمان من بيوتنا و كانت المنطقة الصحراوية على الحدود العراقية
السعودية بحدود منطقة الرميلة الجنوبية ( اللحيس ) الغنية بالنفط ومحطات الاستخراج هي الملاذ الاخير كونها منطقة منزوعة السلاح
و دوريات جلاوزة البعث منعدمة الا من دوريات شرطة الحدود ( الكمارك ) وهذة الدوريات والافراد كانت الرشوة هي
الدافع للعمل اكثر من الولاء للحكومة والحزب الحاكم
المهم ... و بما اني كنت الاصغر سناً بين المجموعة والأكثر تدبيراً عند الحاجة والتعامل مع السيطرات الحكومية كنت انا المسؤول
عن الأعاشة بالذهاب الى السوق ( سوق الزبير ) والتسوق بالمواد الغذائية للمجموعة وكانت سيارات البدو ورعاة الاغنام المتواجدين
على الحدود هي وسائل النقل من والى المدينة
الغاية
بأحد الايام و لا اتذكر اي يوم من الاسبوع وقبل طلوع الشمس بساعتين تقريباً ذهبت كالعادة الى السوق عن طريق
احدى سيارات البدو المتواجدين في ارجاء منطقتنا ( الوكر ) ولسوء الحظ كان السائق هذه المرة رجل غريب لم اشاهده
من قبل بسيارة حوض ماء كبيرة و لم أطمئن لنظراته المريبة و أسئلته الملحه عن سبب تواجد شاب مثلي وسط الصحراء
و كنت متأكد ان اجوبتي كوني من رعاة الاغنام لم تفلح بأقناعه بسبب لهجتي المدنية ... المهم .. عند الوصول الى أول
سيطرة حكومية مشتركة من الرفاق البعثيين والشرطة المحلية وعند تجمع الافراد قرب السائق للاستفسار عن الوجهة من والى
و عن اوراق العجلة الثبوتية طلبوا من السائق النزول للتفتيش وانا بمكاني لم يسألني أحد ... وما هي الا بربع ساعة حتى
تجمعت كل القوة قربي بالصراخ العالي وباْشهار السلاح وطلبو مني النزول من السيارة فنزلت وانا مبتسم واطلب منهم
الهدوء و كأني قائدهم وما هي ألا لحظات و وجدت نفسي مقيد اليدين و معصب العينان و بلحظة أحسست بالأغماء
و لم انتبه الا بعد حين بمكان صامت .. أحسست بوجود ماء دافئ على وجهي تبين فيما بعد هي دماء تسيل من رأسي
و جبهتي على وجهي ( ضربني احد الابطال باْخمص البندقية على رأسي وانا مقيد وسقطت على جبهتي على الازفلت )
المحتوى
لحظات فسمعتهم يتكلمون فيما بينهم عن الغنيمة ( أنا ) و عن تجهيز كتاب التسفير الى احدى أفرع الحزب في الزبير
ومن ثم الى دائرة أمن البصرة بأعتباري احد المخربين للبلد ( جاسوس ) ,و للاسف السائق من كنت برفقته وشى بي ولا اعرف
السبب ان كان مخبر او ليخلص نفسه من الرشوة .. الافكار الغريبة والفوضوية برأسي كانت تتوالى بنتائج سلبية واحده و هي
اعدامي في الفرع الحزبي او بدائرة الامن على الاغلب ولكوني احمل هوية غير مزورة بأسمي الصريح فمن المؤكد ان عائلتي ستعاني
كثيراً بالسجن والتعذيب وربما التهجير القسري بسببي فهذه كانت هي معدات الحكومة انذاك مع عائلة كل متمرد
المهم ... و بينما كانوا الرفاق والضابط يتكلمون كنت اسمع بوضوح عندما أشار احدهم الى التحقيق معي قبل التسفير و تدوين
المعلومات الاساسية الشخصية الموجودة بهويتي التي لازالت بمحفظتي بالجيب الأمامي للقميص انفتح باب الغرفة المحجوز
بها و اقترب مني احدهم وسألني عن أسمي ومكان السكن فلم استطع اجابته من شدة الوجع برأسي والدماء التي تقريباً ملأت فمي
وبينما هو يقلبني ويبحث عن هويتي حاولت ان انقلب على صدري حتى لا يعثر عليها وباءت محاولتي بالفشل عندما مد يده عنوة للجيب
واخذ المحفظة وخرج من الغرفة دون ان يغلق الباب من الخلف بأعتباره مطمئن لعدم هروبي لسوء حالتي الصحية جراء الضربة القاصمة
على الرأس .. المهم ... سمعتهم يتداولون اسمي فيما بينهم ولكونها هوية طالب لم يتعرفوا على عنوان السكن بالتحديد فطلب احدهم
ان يحضروني امامه لتدوين اقوالي واخذ المعلومات وبينما هم كذلك ...
منحنى
سمعت اقدامهم ترتبك وتخرج من الغرفة بسرعة شديدة الى خارج السيطرة فأحسست بوجود شئ غريب يحدث لهم ربما هي غنيمة جديدة
او عملية تهريب للمواشي المستمرة بكثرة انذاك وهي المفضلة عند السيطرات كونها تدر عليهم بأموال كثيرة ( بالرشوة ) .. أحسست اني وحدي
في البناية .. وان الوقت لفكرة الهروب لن يتكرر .. رغم انها كانت فكرة سخيفة وخيالية لكنها الوحيدة للخلاص من الموقف الصعب
حركت يدي يمين ويسار لمعرفة نسبة العصب فوجدتها سهلة ... ثلاث او اربع حركات الا و ينحل الوثاق ( الحمد الله ) فرفعت العصابة من
على عيني فلم أرى شئ سوى الظلام وفتحت صغيرة من الباب يدخل منها خيط من ضوء المصباح كأنه يدلني على الطريق للهروب فعرفت
حينها وجودي داخل محجر صغير بطول وعرض مترين فقط و حللت وثاق قدمي وحاولت بصعوبة النهوض ونهضت .. و اتجهت صوب
الباب فلم اجد احد في الغرفة الثانية وبالصدفة شاهدت محفظتي وهويتي على مكتب التحقيق .. اخذتهما ولا زلت اسمع صوت محرك سيارة
كبيرة في الخارج واصوات افراد السيطرة يتصايحون ... لم استطع الخروج من الباب كون السيطرة بوجه الباب مباشرة فلاحظت بوجود شباك
متوسط وعندما فتحته كان يتسع لحجم جسمي وما هي الا لحظات وجدت نفسي فيها خارج البناية ( الحمد الله ) ...
الوسيلة
في هذه الاثناء كانت الشمس لم تطلع بعد وكان الفجر هو المسيطر على الطبيعة استطيع ان ارى بشبه وضوح ولان الشباك كان في الجهة
الاخرى للسيطرة فلم يلاحظ احد هروبي منهم حاولت قدر المستطاع ان اركض لكن الدوار برأسي كان مؤلم و يبطئ من سرعتي و كانت
وجهة هروبي صوب الصحراء وارض لم اعرفها من قبل وبقيت أركض هكذا لحوالي نصف ساعة لحتى تعبت لدرجة الاغماء كنت اصادف
طرق ترابية و وديان وتلال رملية و هي من شجعتني على الاستمرار بالهروب والاختباء بين الحين والحين كانت دافع معنوي للاختباء
عند المطاردة والطرق الترابية دافع لوجود من يسلكها وينقذني بالماء او بالنقل .. كنت عطشان بشدة .. بهذه الاثناء جلست قرب احد
التلال الرملية بجانب طريق ترابي للاستراحة عسى ان تأتي سيارة مستطرقة للبدو او رعاة الاغنام وينقذوني بالماء .. كانت الشمس قد
طلعت وبقوة لان الفصل كان صيف و طلوعها كان حار وقوي وما هي الا فترة ورأيت سيارة تقترب مني على الطريق الترابي عندها فرحت
بشدة و أستحضرت نفسي لما سأقوله للسائق عن حالتي وسبب الدماء على وجهي و رأسي وملابسي و وجودي بهذا المكان المخيف ..
دقائق واقتربت السيارة .. لم تكن سيارة مستطرقه ... كانت لدورية الشرطة والرفاق حكومية زرقاء رأيتها من قبل واقفة عند السيطرة
والاقرب انهم يبحثون عني ... لا أخفي اني احسست بالانهيار و أعظمت فكرة الاستسلام لهم افضل من الهروب في الصحراء والعطش
اقتربت من الطريق الترابي لحوالي 20 متراً لأستقبلهم و أسلم نفسي .. بصراحة .. لم أكن خائف من ردة فعلهم لهروبي بقدر خوفي من
الموت من شدة العطش وسط الصحراء .. وكانت المفاجأة يا لسبحان الله ..
معجزة
ولأن الشمس القوية كانت خلفي و أنا اتقدم لهم وكانت الشمس تضرب على عيونهم كونهم مقبلين عليها على عكس وجهتي
قد مروا بجنبي بحوالي 20 متراً ولم يلاحظوني .. لم اصدق حينها ماحصل .. لكني أيقنت ان الله عز وجل أراد ذلك ..
و الاية الكريمة التي أرددها بكل دقيقة ( وجعلنا من بين ايديهم سداً و من خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون ) كانت قد
أغشتهم كثيراً ... و لا زلت اتذكر الى الان كيف كانوا يتشاجرون فيما بينهم وهم داخل السيارة عن المسبب بهروبي .. وكلاً يتهم الاخر
المهم ... اعتبرت حادثة الدورية رسالة من الله عز وجل ان انطلق بقوة واحترم فكرة الهروب اكثر من الاستسلام ..وانطلقت .. والدم
اليابس على وجهي ينذر برائحة التخثر .. والعطش ينذر بالسقوط على الرمال بأي لحظة .. كانت الشمس ترتفع و كانت الحرارة تزداد
شئ فــ شئ الا ان جلست بجانب احدى النباتات الصحراوية كانت صغيرة بعض الشئ لا تفي ان أحتمي بضلها من الشمس ومع ذلك
جلست بجانبها لأستريح من التعب والتفكر قليلاً الى اين انا ذاهب في هذه الصحراء العريضة ... وليتني ماجلست ..
(( يتبع ))
من شدة الارهاق والعطش والتخوف من القادم من الامور حاولت أن استظل بتلك الشجيرة الصغيرة وارتمي نفسي لغفوة
قصيرة أحتاجها بشدة لأعيد شيئ من قواي الخائرة منذ الفجر ... وبينما أستسلمت لتلك الغفوة لحظة بلحظة سمعت
صوت صفير قوي من داخل الشجيرة .. فلم أعي الصوت والحالة ببداية الأمر لحتى انتبهت .. أني جالس قرب افعى
كبيرة تتوسط الشجيرة وتنظر نحوي .. كانت كبيرة لدرجة لم أرى بحجمها قط في الصحراء من قبل .. و أتذكر كان لها
قرنيين على رأسها مثل قرون الثور و كانت حوالي بطول متر ونصف ( أفة الصحراء ) صفراء اللون بلون الرمال انا انظر
لها وهي تنظرني والمسافة بيني وبينها بالسنتيمترات وكان صوت الفحيح قوي جداً .. ببداية الامر أقشعر جسدي منها
وبسبب الارهاق لم استطع القفز والهرب الا بعد دقائق وانا أجر بجسدي بعيداً عنها .. بحثت عن صخرة او حجارة او عصى
لاْقتلها فلم اجد غير الرمال ... والى الان لم اعرف لماذا لم تلدغني بالرغم كنت فريسة سهله ورائحة الدم على وجهي مغريه جداً
نهضت و أكملت المسير بخطى ثقيلة جداً و كأني أسحب بأقدامي و أترك أثراً لحتى وصولي لوادي عريض و أثناء نزولي منه
سقطت وتدحرجت لحتى القاع ونهضت و أكملت المسير على أمل الحصول على جرعة ماء واحدة تساعدني على الانتباه
و أتخاذ القرار الصحيح ... وبينما أنا كذلك سمعت صوت عالي لسرب طيور السمان وهي تطير و تصيح فتصورت وبما ان
الطيور تتجمع فأن الماء قريب .. وبعد وهلة تبين سبب طيرانها المفاجئ من الارض لكارثة لم أصدقها .. رأيت حيوانيين على
صورة كلبيين بلون رمادي غامق يتجهان صوبي بسرعة فائقه .. ولا زلت أتذكر سرعتهما و هما يتجهان نحوي لأفتراسي وكانا أكبر
من الكلب بقليل و شعر الجلد ثخين جداً ومن الامام مرتفعان واقدام الخلف قصيرة .. لم أفكر بفصيلتهما ان كانا كلاب او ذئاب
او ضباع فقط فكرت بالنهاية .. نهاية لم اعتقدها او اتصورها يوم من الايام .. لا اعرف من اين جاءتني القوة لأتخذ قرار ان اخلع
قميصي و أقذف به بعيداً عني وبداخله الهوية لحتى يتعرف الناس على اشلائي فيما بعد ( ان بقيت هناك اشلاء اصلاً ) ولا زلت
اتذكر تلك الدمعة التي سقطت سهواً من عيني وهي تختلط بالدم والعرق والرمل على وجهي .. حينها فقط تذكرت أمي .. والغريب
الذي لم اعيه لحد الان أستمراري بالمسير نحوهما دون خوف ..لربما هي خطوات لا أرادية قبل الموت .
(( يتبع ))