عروض فيسبوكية لوسائل "غش" بتقنية عالية.. والتربية تتوعد
السومرية نيوز/ بغداد
تعليقات عديدة تعج بها صفحات ناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي روادها شباب باحثون عن أساليب "غش" متطورة، فهل يعيش الطلاب وهم التمرد العلني على القوانين في العالم الافتراضي؟ أم أنه أسلوب ناشط لعقد صفقات تؤل لتوفير وسائل غش غير مرئية مع كوادر الرد مقابل مبالغ نقدية ليست بقليلة؟.
لسومرية نيوز، تسلط الضوء انطلاقاً من "الفيسبوك" على أهم صفحات "بيع السماعات" التي غصت بأنواع وأشكال عديدة منها، الى جانب زبائن متحمسون لاقتنائها، كما بدا جلياً عبر تعليقاتهم، غير مدركين أن هذا النشاط يجعل مستقبلهم على المحك، وممكن أن يهدد مستقبلهم الدراسي، بحسب وزارة التربية، التي تؤكد ضبط عدة حالات من هذا القبيل، وتوفر إمكانية رصدها.
صفحات "مشتعلة"
"سماعات للامتحانات"، تحت هذا العنوان ينشط أدمن مجهول الشكل، ويثبت إعلان مفاده "يوجد كادر خاص للرد في التمهيدي، مع حل نموذجي للأسئلة"، وزاد صاحب الإعلان بالقول، "مع تحيات الأدمن"، في عبارة ودودة لا تخلو من الثقة بالنفس، وذهب الى أبعد من ذلك بوضع نمرة هاتفه النقال لأغراض الاستفسار والشراء!.
"الطلقة + الذبانة + الريشة + المكنتك، فضلا عن اللحمية ذات الـ6 فتحات"، أحجام السماعات المعلنة، مرفقة بصور توضيحية، مع أساليب مبتكرة لإخفائها عن أعين المراقبين، بعضها يثبت في الملابس الداخلية للفتيات، ما يجعل اكتشافها صعباً.
ولم تقتصر خدمات الصفحة عند هذا الحد، بل زادت عليها بـ"بوست" لافت يقول، "يوميا رد لجميع الفروع، علمي أدبي تجارة صناعة، يبدأ الرد بعد عشر دقائق من توزيع الأسئلة"، ووفق المشاهدات فإن المستوى العلمي لصاحب الصفحة وأغلب زبائنه متدني جداً، نظراً لحجم الأخطاء الإملائية والنحوية الكبير فيها، ويطرح التساؤل لماذا لم يستغل الشباب مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة "بشعة" كهذه، إلا يخشون كشفهم وملاحقتهم؟.
أحد الزبائن يعلق بالقول، "نحن ننتظركم بفارغ الصبر، شكرا لكم على مساعدتنا في النجاح والتفوق"، وذلك رداً على منشور يقول، "سنطرح لكم عروضنا الجديدة، انتظرونا قريبا، للدور الثالث".
مخاطرة لا تستحق المجازفة
المتحدثة باسم وزارة التربية هديل العامري، تقول في حديث لـ السومرية نيوز، إن الوزارة لديها آلية للتعامل مع مثل هذه الأساليب في الغش"، موضحة أن "مدرباً اخترع جهازاً وعرضه في إحدى المديريات للحد من حالات الغش، وساعد في اكتشاف السماعات التي تزرع في الأذن".
وتضيف العامري، أن "الجهات الرقابية داخل قاعات الامتحانات تراقب عن كثب، كما توجد تقنيات حديثة مقرة من قبل بعض الجهات من اجل الحد هذه الحالات"، محذرة من أن "هذه الحالات تؤدي الى خسارة الطلب للمرحلة الدراسية، إذ يحرم من السنة الدراسية كاملة إذا ثبت غشه".
ودعت العامري الطلبة الى "عدم الانسياق وراء هذه الحالات السلبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة تلك التي تعرض أجهزة وسماعات أو عروض لزرع هذه الأجهزة في أذانهم"، لافتة الى أنها "سيئة من الناحية الصحية والتربوية، كونها تجعل الطالب عرضة لخسارة العام الدراسي ومقعده".
وتوضح العامري، أن "العام الماضي شهد اكتشاف عدة حالات أثناء الامتحان النهائي"، مشددة بالقول، "قادرون على الإمساك بهذه السماعات، وضبطنا أعداد في العام الماضي ليست بالهينة، وهي أساليب تسيء الى الطلبة أنفسهم وليس للجانب التربوي".
وتابعت العامري، إن "أجهزة خاصة تنصب في القاعات لكشف تذبذبات هذه الأجهزة وفي حال مسك الطالب متلبساً، فإن الحالة ستوثق عبر كاميرات المراقبة ولا يمكن نكران الغش"، موضحة أن "من يلجأ لهذا الأسلوب، يتوهم بأنه يستطيع النجاح، لكنه يخسر السنة الدراسية كاملة".
وتوضح العامري، أن "الوزارة تنوه بمثل هذه الصفحات المشبوهة وتعلنها في موقعها من أجل عدم التعامل معها، وهناك جهات رقابية مسؤولة تنسق مع وزارة الداخلية في هذا الشأن حرصاً على نجاح الامتحانات".
وتضيف العامري، أن "حالات الغش التي تعتمد هذه الأساليب، غالباً ما تنتشر الامتحانات التمهيدية الخارجية"، عازية السبب الى "وجود قدرة مالية لدى طلبة هذه الامتحانات تشجعهم على سحب على هذه الأجهزة، التي تباع بمبالغ ليست هينة، أما اعتمادها في الامتحانات المدرسية، فهي قليلة".
وتلفت العامري الى أن الطلب عليه التفكير ملياً قبل المغامرة، مؤكدة أن "الطالب إذا كان ناجحاً في كل المواد وغش في الأخير منها، فهو يعتبر راسباً بالرغم من انه يكون ناجح في الامتحانات السابقة".
وتؤكد العامري بالقول، "ممكن أن يكون الطالب مكملاً، ولكنه إن غش في الدور الثاني يعد راسباً في الدورين".
يشار الى أن وزارة التربية استخدمت خلال الفترة الأخيرة أجهزة توضع في قاعات الامتحانات للصفوف المنتهية، لمنع حدوث حالات الغش، فضلا عن قطع شبكة الهواتف المحمولة أثناء الامتحانات.
وكانت لجنة التربية النيابية اعتبرت، الأربعاء (24 حزيران 2015)، أن أجهزة التشويش التي توضع داخل القاعات الامتحانية لا تقضي على الغش ولا تطور العملية التربوية، مؤكدةً أن الفساد هو احد أسباب انتشار الغش.
http://www.alsumaria.tv/news/157601/...D8%A7%D9%84/ar