لم يكن من عادته أستراق السمع ، ولكن الأمر كان صدفة حين سمعها تقول لجارتها : أني أفعل ذلك حين يكون زوجي غائباً ، وذلك الرجل يعطيني الكثير من المال ، مقابل ما أفعل له . فأستغرب من تلك الجملة ! لم يستطع نقل خطوته بعيداً ، فقد بدأت حبال الشك تقيده ، ونفسه الأمارة بالسوء زرعت عنده الرغبة لطلب المزيد من الأستماع لذلك الحديث المؤلم ، والذي تعلم هي ( نفسه ) والشيطان الغاية من ذلك الزرع السيء ، بينما هو كان جاهل لها ، لأنه خلخل قاعدةالثقة التي لدية بزوجته ، لذلك لم يستطع الوقوف بأستقامة الرضا عنها ، حتى تلك العشرة الطويلة المليئة بالثقة والتضحية منها ، لم يتكىء عليها ليقف !
أقترب ودقق السمع ، بقلب تتلاطم به أمواج الشك ، فأكملت قائلة ( والخطاب مع الجاره لازال قائماً ) بعدما سألتها جارتها : إلا يعلم بأنك متزوجة ! فقالت الزوجة : لقد أخبرته بأني أرملة ولا معيل لي .
تسمرت قدماه ! وقتل شكه بيقينٍ واهم ، أنها تخونه . حسم أمره بمعاقبتها ولكن كيف ؟ تشتت أفكاره وغرق ببحر حزنه وألمه وحسرته ، تدارك نفسه وذهب لصديقه ( المقرب جداً ) صلاح ليستشيره بعظيم مصيبته .
فـ .. دار هذا الحوار بينهما بعدما سرد الزوج المفجوع قصته لصاحبة ؛-
الزوج : بعد كل هذا ما تشير علّي فعله ؟
صلاح : يجب التريث والتأكد يا صديقي
الزوج : أراك لا تشعر بالنار التي في قَلبي !
صلاح : بلى يا صاحبي والله أشعر ولكن
يجب العمل بحكمه في مثل تلك الأمور ..
الزوج : حسناً - وما الحكمة بنظرك !!!!
صلاح : إن كنت مصراً ، فالترتب لوضعها
في موضع المتلبسة بالجرم . ولكن بدون تهور
ياصديقي .
هل كانت تخونه فعلاً ؟ وماذا سيفعل بها حين يجدها متلبسه كما يروم ؟ هذا ما سنعرفه في ج٢ من قصتنا البسيطة والهادفة . بقلم الفقير : جواد الزهيراوي