في رحلة البحث عن حضارات أخرى خارج الأرض، استبعد العلماء كثيرا وجود نوع من الحياة في المناطق الفضائية التي تعرف باسم "العناقيد الكروية" على ما يعتورها من فوضى. إلا أن دراسة جديدة..
بينت للعلماء أن هذه المناطق يمكن أن تكون في الواقع أفضل الأماكن للبحث عن شكل من أشكال الحياة.
وما يعد واحدا من أكثر الجوانب المحيرة في الفضاء ذلك الفراغ الهائل الموجود بين الأجرام السماوية. فهناك على سبيل المثال ما يقرب من 36 مليون ميل تفصل بين الشمس وأقرب كوكب إليها، وأقرب مجرة لمجرتنا درب التبانة، وهي التي تعرف باسم "أندروميدا"، تحتاج إلى حوالي 5 مليارات سنة حتى تصطدم بمجرتنا، على الرغم من سرعتها التي تبلغ 670 ألف ميل في الساعة.
وهذا الفراغ الكوني ليس، مع ذلك، متواجدا بشكل متماثل في جميع أنحاء الكون المعروف. فهناك مجموعات يقترب بعضها من بعض كمثل النجوم التي تعرف باسم "العناقيد الكروية"، وبعضها، مثل Messier 80، يحتوي على مئات الآلاف من النجوم محشورة داخل مساحة صغيرة نسبيا من الفراغ الكوني.
www.pinterest.com.
علماء: حضارات أخرى قد تزدهر في عناقيد النجوم الفوضوية
لزمن بعيد استبعد العلماء احتمال وجود أي حياة على "العناقيد الكروية" خارج كوكب الأرض، أي صنّفوها كـ"غير مضيافة" لتطور أي حضارة ذكية عليها.
لكن دراسة جديدة بقيادة "روزان دي ستيفانو" من مركز هارفارد سميثونيان للفيزياء الفلكية، ترى أن هذه البقع المزدحمة في الكون قد توفر أفضل فرصة لولادة الحياة في داخلها.
وبالرغم من أن الكثير من العلماء يرون أن عُمر النجوم في هذه المجموعات، الذي يزيد عن عُمر شمس كوكب الأرض بكثير، والطبيعة الفوضوية الملازمة لها، تجعل من غير المحتمل أن تأوي حياة في داخلها، إلا أن قُرب النجوم بعضها من بعض داخل هذه المجموعات، والذي يزيد 20 مرة عن قرب المسافات بين نجوم مجرة درب التبانة، يجعل الفرصة أكبر لوجود كواكب تدور حول نجومها في المنطقة "القابلة لوجود حياة عليها".
أي يمكن القول بمعنى آخر إن الأنظمة الشمسية الأقرب بعضها لبعض تعني تزيد من فرص وجود حياهة عليها، وبذلك قد لا تمثل "العناقيد الكروية" فقط أفضل فرصة للعثور على حضارات خارج الأرض، بل يحتمل أن تستضيف إمبراطوريات بداخلها.
المصدر: سبوتنيك