Saturday 7 July 2012
مناف طلاس.. معاقبة بابا عمرو أطاحت بسنوات الصداقة مع الأسد
الأسد يرافقه العميد المنشق مناف طلاس في صورة تعود لعام 1999
رويترز
ترك انشقاق العميد في الحرس الجمهوري وأحد قياديي النظام السوري العميد مناف طلاس، نجل وزير الدفاع الأسبق اللواء مصطفى طلاس، أثراً إيجابياً في حلفاء المعارضة السورية، حيث يعتبر طلاس من الدائرة المقربة الضيقة للنظام الذي عرف عنه صلابة نواته، وهو ما انعكس على ضباط الأمن بغضب عارم أفرغوه في منزل العميد المنشق ونهبوا محتوياتها.
وقال مصدر في المعارضة السورية في المنفى إن العميد مناف مصطفى طلاس في طريقه إلى باريس، وهو ما أكده وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس. ويوجد أفراد من أسرة طلاس في العاصمة الفرنسية. وأوضح مصدر قريب من السلطات السورية أن زوجة طلاس وشقيقته ناهد عجه، أرملة الملياردير وتاجر السلاح السعودي أكرم عجه، موجودتان في باريس.
وإذا ألقى طلاس بثقله خلف المعارضة سيكون أقرب فرد من الدائرة المقربة من الرئيس السوري يغير ولاءه وينقلب على الأسد خلال الانتفاضة المندلعة ضد حكمه منذ 16 شهراً.ودرس طلاس بالكلية الحربية مع الرئيس السوري البالغ من العمر 46 عاماً.
وشغل والده مصطفى طلاس منصب وزير الدفاع في عهد حافظ الأسد والد بشار لمدة 30 عاماً. ويمثل طلاس الغالبية السنية في النخبة السياسية ودائرة الضباط التي يهيمن عليها العلويون الذين ينتمي إليهم الأسد، وخروجه على أصدقائه ربما يعكس تآكل التأييد للرئيس السوري بين السنة الأثرياء الذين تباطؤوا في الانضمام إلى الانتفاضة التي قادها أقرانهم السنة الفقراء.
وغادر والده وشقيقه وهو رجل أعمال بارز سوريا منذ الانتفاضة. وقال ناشطون من المعارضة إن طلاس سيعلن قريباً تخليه عن الأسد بسبب الغضب المتنامي من مقتل المدنيين. وقال شاهد في دمشق، طلب عدم نشر اسمه خوفاً من أجهزة الأمن، إن منزل طلاس في العاصمة السورية نهب على أيدي ضباط الأمن أول أمس بعد تقارير عن فراره. وأضاف: «أخذوا كل شيء».
قرار موجع
وستسعد حكومات غربية - تتلهف على سقوط الأسد، لكنها لا ترغب في القيام بدور مباشر مثل حملة القصف التي نفذها حلف شمال الأطلسي التي ساعدت على إسقاط الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي- ببوادر الانشقاق في أهل الثقة في الدائرة المقربة من الأسد. وقال دبلوماسي غربي: «انشقاقه بالغ الأهمية، لأنه يظهر أن الدائرة المقربة بدأت تتفسخ». وقال الدبلوماسي الغربي الذي عرف طلاس في دمشق.
حيث كان الضابط وزوجته يعيشان حياة مترفة، وكان مهتماً بالفنون: «مناف لا يعطي الانطباع بأنه شبيح. لكن كان له أهميته في الجيش». وفي واشنطن قال مسؤول أميركي، طلب عدم نشر اسمه: «العميد طلاس اسم كبير وقراره التخلي عن الأسد موجع، حتى رغم أنه لم يكن مفاجئاً». وأضاف: «بدا طلاس مؤخراً على خلاف (مع السلطة) له شخصية جذابة إذا انضم للمعارضة، فهذا قد يكون له أهمية».
الطلاق مع النظام
وقال مصدر آخر في دمشق إن الطلاق بين مناف طلاس والنظام حصل خلال العملية العسكرية على حي بابا عمرو في مدينة حمص في فبراير ومارس الماضيين، عندما رفضت قيادة الوحدة التي هاجمت الحي ثم أسقطته. ومنذ ذلك الوقت، طلب منه الرئيس السوري ملازمة المنزل. وأشار المصدر إلى أن ما زاد من غضب مناف طلاس هو رفض الرئيس السوري ترقيته إلى رتبة لواء في قرار الترقيات السنوي الذي يصدر مطلع شهر يوليو من كل سنة.
ويتولى أحد أبناء عم مناف طلاس، وهو عبد الرزاق طلاس، قيادة «كتيبة الفاروق» التابعة للجيش السوري الحر. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، رداً على سؤال لوكالة «فرانس برس»: «إذا تأكد انشقاق مناف طلاس، سيشكل ذلك ضربة قاسية للنظام والمقربين منه».
ابن الرستن
يتحدر طلاس من الرستن في محافظة حمص، المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ أشهر طويلة، والتي تعتبر معقلاً للجيش السوري الحر. وكان صديق طفولة لبشار الأسد، بحكم العلاقة الوثيقة بين العائلتين. وكان مناف طلاس قائد اللواء 105 في الحرس الجمهوري، إلا أنه أقصي من مهامه منذ حوالى السنة، بعد أن فقد النظام ثقته به.
وقال المصدر القريب من السلطات إن مناف طلاس قام بمحاولات مصالحة بين السلطة والمعارضين في الرستن ودرعا (جنوب)، لم تحقق نجاحاً. وأضاف أنه تخلى عن بزته العسكرية منذ بضعة أشهر، وبات يتنقل بملابس مدنية، وكان يقيم في دمشق، وأطلق لحيته وشعره.
رفض قيادة الوحدة التي هاجمت حي باب عمرو في حمص
مناف طلاس من الشاب السوري المدلل الى الضابط المنشق
أ. ف. ب.
العميد مناف طلاس الذي انشق الجمعة عن الجيش السوري انتقل من مرحلة "الحظوة" لدى النظام والصداقة مع الرئيس السوري بشار الاسد الى خيار الانشقاق عن الجيش ومغادرة الاراضي السورية.
ينظر الى مناف طلاس (48 عاما) على انه احد رموز "الشباب المدلل" في دمشق, بهي الطلعة، انيق، يحب السيارات الفخمة، يدخن السيجار، ويرتاد المقاهي الحديثة في العاصمة السورية. وتبقى الكوت دازور الفرنسية وجهته المفضلة خلال فصل الصيف.
وكان والده العماد مصطفى طلاس صديقا للرئيس الراحل حافظ الاسد الذي حكم سوريا لمدة ثلاثين عاما.
فاصبح مناف صديقا لباسل الاسد، النجل الاكبر لحافظ الاسد وقد توفي في حادث سيارة العام 1994، ثم صديقا لشقيقه بشار.وعلى خطى والديهما اللذين التقيا في المدرسة الحربية في حمص في بداية الخمسينات، توجه باسل ومناف نحو الحياة العسكرية وكانا ضابطين في الحرس الجمهوري، قوات النخبة العسكرية في البلاد.
ويقول الخبير في الشؤون السورية فابريس بالانش "مصطفى طلاس قام بخيار فائق الذكاء: وضع ابنه الاكبر في الجيش وابنه الاصغر فراس في مجال الاعمال".
وكان فراس يشرف على مجموعة "من اجل سوريا" المتخصصة في امداد الجيش السوري بالمواد الغذائية والملابس والادوية.
وقد اعطت عائلة الاسد عائلة طلاس هذا الامتياز، لان مصطفى طلاس المنتمي الى الطائفة السنية كان يشكل احدى الضمانات السنية لنظام آل الاسد العلوي.بين 1958 و1961، فترة اعلان الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا، كان حافظ الاسد ومصطفى طلاس، العضوان في حزب البعث، يخدمان في القاهرة، وكانا معارضين للوحدة.
في 1970، وصل حافظ الاسد الى السلطة، وبعد سنتين عين طلاس وزيرا للدفاع.
واذا كان حافظ الاسد انصرف الى السياسة، فان مهام مصطفى طلاس الدفاعية لم تمنعه من وضع كتاب عن الازهار في سوريا، وكتب اخرى معادية للسامية، وبعض القصائد الموجهة الى الممثلة الايطالية جينا لولو بريجيدا.
ومناف هو الابن الاكبر في عائلة من اربعة اولاد.وقبل سنة، اقصي من مهامه في الحرس الجمهوري، بعد ان فقد النظام الثقة به، بحسب ما افاد مصدر قريب من السلطات السورية.وقال المصدر ان مناف طلاس قام بمحاولات مصالحة لم يكتب لها النجاح بين السلطة والمعارضين في الرستن، مسقط رأسه، ودرعا (جنوب).
واوضح ان مناف طلاس تخلى عن بزته العسكرية منذ بضعة اشهر وبات يتنقل بملابس مدنية، وكان يقيم في دمشق، واطلق لحيته وشعره.
وقال مصدر آخر في دمشق ان الطلاق بين مناف طلاس والنظام حصل خلال العملية العسكرية على حي بابا عمرو في مدينة حمص في شباط/فبراير وآذار/مارس الماضيين، عندما رفض قيادة الوحدة التي هاجمت الحي ثم أسقطته.
ومنذ ذلك الوقت، طلب منه الرئيس السوري ملازمة المنزل.
واشار المصدر الى ان ما زاد من غضب مناف طلاس هو رفض الرئيس السوري ترقيته الى رتبة لواء في قرار الترقيات السنوي الذي يصدر مطلع شهر تموز/يوليو من كل سنة.وطلاس هو اهم الضباط السوريين الذين انشقوا منذ بدء حركة الاحتجاجات في منتصف آذار/مارس 2011.
وقد رحبت المعارضة السورية وواشنطن بانشقاقه.واوضح المصدر القريب من السلطات ان زوجة طلاس وشقيقته ناهد عجه، ارملة الملياردير وتاجر السلاح السعودي اكرم عجه، موجودتان في باريس التي توجه اليها بدوره على ما يبدو.
وقال مقربون منه ان كل عائلته اصبحت خارج سوريا، وكذلك شقيقه رجل الاعمال فراس طلاس المستقر في دبي والذي نشر في مطلع الحركة الاحتجاجية تعليقات مؤيدة لها على مدونته على شبكة الانترنت.
ويتولى احد ابناء عم مناف طلاس، وهو عبد الرزاق طلاس، قيادة "كتيبة الفاروق" التابعة للجيش السوري الحر في حمص.
ويقول بالانش ان عائلة طلاس كانت مدللة من النظام لانها كانت تضمن له وفاء السنة في وسط سوريا، او على الاقل في منطقة الرستن.ويضيف "لم يعد هناك سبب للابقاء على حظوتهم بعد ان اصبحوا غير قادرين على القيام بهذا الدور، لا بل ان دورهم العدائي ساهم في تفجير الوضع في الرستن" الخارجة عن سيطرة النظام منذ اشهر طويلة والتي تشكل معقلا مهما للجيش السوري الحر.