بسم الله الرحمن الرحيم
بمناسبة حلول ذكرى وفاة السيدة (فاطمة المعصومة ) " عليها السلام "
نتقدم بأحرّ التعازي الى مقام سيدنا ومولانا رسول الله (صلى الله عليه وآله)
والى الأئمة الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين)
والى مقام مولانا صاحب العصر والزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)
والى المراجع العظام كافة (حفظهم الله تعالى وأيّدهم )
والى الأمة الاسلامية جمعاء
والى جميع الموالين والمحبين لأهل البيت(عليهم السلام)
نسأل الله تعالى أن يتقبّلها منا ومن المؤمنين بأحسن القبول
وفاة ودفن السيّدة المعصومة (عليها السلام)
في 23، ربيع الأوّل سنة 201 هـ . ق. ([1]) وصلت قافلة السيّدة المعصومة إلى مدينة قم، واستقبلها الناس بحفاوة بالغة، وكانوا مسرورين لدخول السيّدة ديارهم.
وكان موسى بن خزرج ذا يسر وبيت واسع، فأنزل السيّدة في داره وتكفل بضيافتها ومن برفقتها. واستشعر موسى بن خزرج فرط السعادة بخدمته لضيوف الرضا (عليه السلام)القادمين من مدينة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم). وهيأ لهم كل ما يحتاجونه بسرعة.
ثم اتخذت السيّدة فاطمة المعصومة معبداً لها في منزل موسى بن خزرج لكي تبتهل إلى الله وتعبده وتناجيه وتشكو إليه آلامها وتستعينه على ما ألم بها. وما زال هذا المعبد باقياً إلى الآن يسمى بـ (بيت النور) ([2]) .
أقلق مرض السيدة المعصومة مرافقيها وأهالي قم كثيراً، مع أنهم
لم يبخلوا عليها بشيء من العلاج، إلا أن حالها أخذ يزداد سوءاً يوماً بعد
يوم; لأن المرض قد تجذر في بدنها الشريف ([3]).
وفي الثاني عشر من ربيع الثاني 201 هـ . ق. توفيت السيّدة المعصومة(عليه السلام)([4]) دون أن ترى أخاها. ودمعة عينها وغم فؤادها لم تسكن ولم تنقض لفراقه.
فجع أهل قم بتلك المصيبة فأقاموا مراسم العزاء عليها وقلوبهم مفجوعة مملوءة بالأسى والحزن.