مللنا بكل تأكيد من أخبار فيس بوك وتطبيقاتها المُختلفة وخدماتها التي تقوم بالاستحواذ عليها الواحدة تلو الأُخرى، لكن الشبكة الاجتماعية التي ينشط عليها شهريًا مليار شخص حول العالم، نجحت في كسب ود شريحة كبيرة من المُستخدمين خلال الأعوام الأخيرة.
فيس بوك لا تُعتبر الشبكة الأكبر عالميًا فقط، بل هي الأكثر استخدامًا وإدمانًا إن صحّ التعبير، فالدراسات التي أجرتها بعض المؤسسات مثل GlobalWebIndex، وتُعرف اختصارًا بـ GWI، تعكس حجم الاستخدام المُتكرر لفيس بوك دونًا عن غيرها.
تقريبًا أكثر من 500 مليون مُستخدم أي 54% من مُستخدمي الشبكة يدخلون إلى فيس بوك أكثر من مرة يوميًا ولا يكتفون بالتصفح لمرّة واحدة فقط، وهذا بكل تأكيد يعود للمُحتوى المُتجدد باستمرار الذي تقوم الصفحات بمُشاركته، دون نسيان الأصدقاء الذين يُشكلون العصب الأساسي.
البيان الذي نشرته GWI لخّص قوّة فيس بوك، حيث قالت فيه إن 80% من مُستخدمي الشبكة يدخلون إليها مرّة واحدة على الأقل يوميًا، بينما يُكرر 54% من المُستخدمين عملية الدخول، في حين أن 31% فقط من مُستخدمي انستاجرام يتصفحون حساباتهم أكثر من مرّة خلال اليوم، وهو حال يوتيوب بنسبة وصلت إلى 30%، وتويتر بنسبة 27% فقط.
شبكة لينكد إن Linked in كانت الأخيرة في القائمة، حيث يتصفحها 17% من مُستخدميها أكثر من مرّة وهو غير مُستغرب نظرًا لتخصصها في مجال واحد.
قوّة الشبكات الاجتماعية لا تأتي فقط من عدد المُستخدمين النشطين شهريًا، لكن نسبة الاندماج والتفاعل مع المُحتوى هو الأهم، وبالتالي تكتسح فيس بوك هذا المجال أيضًا واضعةً شبكات مثل تمبلر Tumblr أو Pinterest في موقف ضعيف، فـ 17% تقريبًا من مُستخدمي هاتين الشبكتين يُكررون الزيارة يوميًا على الرغم من أن المُحتوى أيضًا مُتجدد، لكنها لم تجد الطريقة الأمثل لزيادة التفاعل وجذب المُستخدمين حتى الآن.
في المُقابل، وكما تحدثنا سابقًا في أكثر من مقال، فإن تطبيق مسنجر بدأ يخرج من كونه تطبيقًا للمحادثات الفورية فقط، وبدأ يحذوا حذو تطبيق وي تشات WeChat الصيني في تحويل تطبيقات المحادثات الفورية إلى منصّة اجتماعية تُسهّل حياة المُستخدم بشكل أو بآخر.
تطبيق مسنجر يُستخدم بشكل أساسي للمحادثات الفورية، حيث يعتمد 90% من مُستخدميه عليه لهذه الوظيفة فقط، بينما يعتبره 54% من المُستخدمين الأمثل لتبادل الصور، خصوصًا مع توفير ميّزة Photo Magic التي تقوم بالتعرّف على الأصدقاء داخل أي صورة، لتقوم فيما بعد بإرسالها لهم بعد موافقة المُستخدم بكل تأكيد.
الوجوه التعبيرية والمُلصقات Stickers لا يُستهان بها أيضًا، فعلى عكس واتس اب الذي يوفر وجوه تعبيرية Emoji فقط، يجد 35% من روّاد فيس بوك مسنجر ضالتهم فيه لتبادل المُلصقات كنوع من التعبير، فالصورة بألف كلمة كما يُقال، ولا يوجد أفضل وأكثر من تنوع الوجوه التعبيرية الموجودة داخل مسنجر.
تطبيقات تيليجرام وواتس اب توفران إمكانية استخدام الحساب عبر المُتصفح في الحاسب، لكنني شخصيًا أجد تيليجرام أفضل لأنني غير مُضطر أبدًا لتشغيل الهاتف والتأكد من اتصاله بالإنترنت مثلما هو حال واتس اب، وهذه ميّزة يتشارك بها مسنجر مع تيليجرام، حيث يدخل 22% من مُستخدمي مسنجر من خلال المُتصفح.
في المُقابل، يعتمد 21% من المُستخدمين على مسنجر لتبادل مقاطع الفيديو، و18% منهم لإجراء المُكالمات المجانية بالصوت والفيديو، خصوصًا أن الدقة والجودة عالية إلى حد ما، ولم تطلها يد الحجب حتى الآن في بعض الدول العربية والعالمية.
ويعتمد 15% على تطبيق مسنجر لإرسال رسائل صوتية، وهي نسبة مُتدنية لكنها واقعية بسبب الحد المسموح به، دقيقة واحدة لكل تسجيل صوتي، وهو ما تتميّز به تطبيقات مثل واتس اب أو تيليجرام التي لا تفرض الكثير من القيود على هذا النوع من الرسائل.
وبعيدًا عن الاستخدامات الشخصية، بدأت الشركات والنشاطات التجارية بالاعتماد على تطبيق مسنجر للتواصل مع عُملائها وزبائنها المُحتملين، حيث تعتمد 15% من الشركات عليه، مُتخلّين بذلك عن واتس اب الذي لاقى رواجًا لفترة ليست بالقليلة في هذا المجال، لكن استخدام فيس بوك في التسويق والترويج لأي نشاط تجاري، دفع بدوره عجلة استخدام تطبيق مسنجر، حيث لا يضطر المُستخدم للانتقال
بين تطبيقات مُختلفة لإدارة نشاطه التجاري.
المصادر :
1,
2