يعدّ ظهور أعراض التصلّب والألم في المنطقة السفلية للظهر، الوركين والركبتين أو الشعور بالتعب والإرهاق بعد ممارسة الرياضة أو الإلتهاب والتورم في اليدين من المؤشرات التي تدلّ على الإصابة بمرض الفصال العظمي (إلتهاب المفاصل التنكّسي).
ويعاني الملايين من الناس في كافة أنحاء العالم من أعراض الإصابة بهذا المرض، وتشير الإحصائيات الصادرة عن "مؤسسة التهاب المفاصل" الأمريكية إلى أنّ أعراض الإصابة بمرض الفصال العظمي تظهر على واحد من كل شخصين بالغين خلال فترة حياتهم، وأنّ واحداً من بين كل أربع حالات مصابة بهذا المرض تظهر عليهم الأعراض في الوركين بعد تجاوز سنّ الـ 85. كما أظهرت الإحصائيات أنّ واحداً من بين كل 12 شخصاً تجاوزا سنّ الـ 60 من العمر يعانون من الإصابة بالفصال العظمي في اليدين.
ويقول الدكتور محمد اأبو يوسف، أخصائي أمراض المفاصل والروماتيزم في مستشفى برجيل في أبوظبي أن مرض الفصال العظمي هو أكثر أنواع التهاب المفاصل شيوعاً، وتحدث الإصابة بهذا المرض نتيجة تلف الغضاريف في المفاصل وتآكلها مع مرور الوقت.
أسباب وأعراض الفصال العظمي
تشمل أعراض الفصال العظمي الشعور بالألم والتصلّب والتورم في المفاصل نتيجةً لاحتكاك العظام ببعضها البعض. ويصيب هذا المرض الركبتين والوركين والرقبة والظهر وأصابع القدم الكبيرة واليدين. ومن العوامل التي تزيد من احتمال التعرّض لخطر الإصابة بالفصال العظمي، التقدّم في العمر والعوامل الوراثية والسّمنة والإستخدام المفرط للمفاصل وإجهادها، بالإضافة إلى تلف المفاصل نتيجة التعرّض لإصابة رياضية ما في مرحلة سابقة.
والفصال العظمي من الأمراض الشائعة جداً في دولة الإمارات، خاصةً لدى المرضى في أواخر الأربعينات من عمرهم، ويزيد احتمال التعرّض لخطر الإصابة بشكل ملحوظ مع التقدّم في السّن. وتتراوح أسباب الإصابة بالفصال العظمي من السّمنة وصولاً إلى عامل الجينات، والتدخين وقلة ممارسة التمارين الرياضية. كما أنّ الشباب الذين يبدؤون بممارسة التمارين الرياضية دون الحصول على الإرشادات والتوجيهات الصحيحة قد يلحقون ضرراً كبيراً بركبهم أو ظهورهم، وذلك لجهلهم بطرق حماية مفاصلهم واتخاذهم وضعيات خاطئة عند الجلوس والوقوف وغيرها من الأسباب الأخرى.
خياراتٌ صحية للوقاية من الفصال العظمي
وعلى الرغم من أنّ الفصال العظمي يُعتبر من الأمراض المزمنة التي لا علاج لها، يضيف د. أبو يوسف، إلاّ أنّ هناك العديد من الخيارات للتحكم بالأعراض والحدَ من تقدمها، تتمثل في إدخال بعض التغييرات على نمط الحياة بما في ذلك ممارسة التمارين الرياضية بصورة منتظمة والتغذية الصحية والحفاظ على الوزن المناسب واستخدام الأدوية المضادة للإلتهابات التي تسهم في السيطرة على أعراض هذا المرض والتحكم فيها.
وتلعب ممارسة التمارين الرياضية والخضوع لجلسات العلاج الطبيعي دوراً محورياً في تحسين مستوى المرونة والقدرة على الحركة، وتقوية الأنسجة حول المفاصل والحفاظ على اللياقة البدنية العامة للجسم.
م/ن