حصل صبي صومالي "13 عاما" على شهرة واسعة على المستوى المحلي وعلى فرصة للتعليم المجاني بفضل براعته في صنع الألعاب الإلكترونية.
وعلّم "غوليد آدن عبدي"، من مدينة بوهودل الجنوبية، نفسه تصنيع ألعاب بلاستيكية من بقايا الأشياء المهملة ثم عمل على تزويدها بمحركات صغيرة بعدما اطلع على تصميم السيارات الحقيقية.
وقال غوليد: "بدأت تصنيع الألعاب عندما كنت صغيرا،وأضاف: "اعتدت اللعب معها دون أن يكون بها محرك، لكن بعد ذلك قلت لنفسي لماذا لا أجعلها آلة تتحرك."
وصنع الصبي المخترع حتى الآن أربع ألعاب إلكترونية، من بينها شاحنة وطائرة، واستخدم في تصنيعها بصورة أساسية مواد بلاستيكية من عبوات زيت الطهي القديمة.
واخترع الصبي الصومالي كذلك مروحة يمكن استخدامها أيضا كمصباح ليلا.
ويعيش غوليد في المنزل مع والدته وشقيقه الأكبر وشقيقته، ويدرس في مدرسة بمدينة بوهودل يدعمها صوماليون في المهجر.
لكن غوليد لم يتمكن من استكمال مراحل تعليمه بانتظام، ويدرس الآن في الصف الثالث الابتدائي وهي مرحلة يُسجل فيها التلاميذ وهم في سن الثامنة.
ويرجع ذلك إلى أن والده الذي اختفى في عام 2002، ويعتقد أنه توفي.
وتسعى الأم جاهدة إلى مساعدة الأسرة من خلال بيع الكعك، وعندما تطرأ ضائقة مالية تضطر الأسرة إلى البقاء مع الأقارب في منطقة نائية ما يمنع غوليد من الذهاب إلى مدرسته.
لكن الأسرة قضت العام الماضي في بوهودل، وخصص غوليد ساعات من وقته لاختراعاته بعد انتهاء اليوم الدراسي.
وقال غوليد: "عادة ما كنت أعمل على تصنيع سياراتي بداية من الظهر حتى وقت متأخر من المساء".
وأضاف: "لم أرى في حياتي شخصا يصنع مثل هذه الأشياء، ولم أتلق تدريبا من أحد، لقد بحثت وتعرفت، على سبيل المثال، على طريقة دوران إطارات السيارة."
ولكي يجعل غوليد الألعاب تتحرك، كان يربطها بصندق تحكم مزود ببطارية عليها علامتي "موجب" و"سالب".
وأضاف غوليد: "إذا ضغطت على علامة سالب تتحرك السيارة إلى الخلف، وإذا ضغطت على علامة موجب تتحرك السيارة إلى الأمام."
ويجرى تصنيع الألعاب من المخلفات، لكن الشيء الوحيد الذي يشتريه غوليد هي البطاريات، التي كانت تبلغ قيمتها 0.25 دولارا للقطعتين.
وكان المعلم، أشا أحمد عمر، يشجع غوليد على الاستمرار في تجاربه، واشترى له البطارات الأولى التي استخدمها في ألعابه.
وعندما ذاع صيت غوليد، بات الناس يأتون إليه بعد انتهاء دراسته لتشجيعه ومشاهدته وهو يعمل في اختراعاته.
وأقنع هذا والدته، ماريان حسن، التي لم تكن دوما حريصة على دعمه، وكانت أحيانا تلقي بنماذج سيارته التي كانت تزحم المنزل خارج البيت.
لكنها الآن فخورة بنجلها، وتعتقد بأنه صبي عبقري.