من الصعب على العراقي ان يتخيل ان زبالا او صباغا للقنادر يمكن ان يكون رئيسا للجمهورية او رئيسا للوزراء او حتى وزيرا. بل ويصل الامر ربما بطلبتنا الذين لا يستطيعون ان يستوعبوا درسا من معلم او دكتور في الجامعة كان يعمل صباغا للقنادر او زبالا.
فاصحاب المهن التي تصنف على أنها مهن وضيعة! . تلاحقهم مهنهم تلك حتى بعد ان يتركوها ويشقوا طريقهم في الحياة ويتفوقوا على الاخرين من ابناء الاسر الخاصة واصحاب الشهادات او المهن الراقية.
أن الدين الاسلامي يناقض هذا الاستغراب وهذا الاستهزاء... فالكفاءة هي الأساس في الاختيار.
والامثلة كثيرة في هذا السياق .
فهناك زبالا وصباغا للقنادر برازيليا وصل إلى حكم بلاده و استطاع نقلها من بلد فقير متخلف إلى خامس بلد في العالم من ناحية القوة الاقتصادية.
الزبال هذا هو لولا دا سيلفا. رئيس البرازيل الذي حكمها 8 سنوات من 2002 الى 2010.
لولا دي سيافا لم يستطع مواصلة دراسته بسبب الفقر، فعمل صباغا للقنادر وزبّالا، لكنه احترف العمل السياسي بعدها ليوظف طموحه وكفاءته وحبه لبلده وشعبه، الذيٍ لا يفرق بين الناس حسب مكانتهم الاجتماعية و مهنهم بل يركز فقط على الكفاءة.طور الرئيس لولا دي سيلفا ثالوث التعليم والصحة والاقتصاد الذي اعتمدت عليه البرازيل في صناعة نهضتها.
و هنالك رئيس امريكي هو الرئيس ليندون جونسون الذي عمل زبالا وصباغا للقنادر قبل أن يصبح رئيسا للولايات المتحدة .
وقد مارس العمل نفسه أو قريباً منه الرئيس الأميركي جيمس غارفيلد وجونسون جيرالد ورونالد ريجان.
فهل للزبالة او لصبغ القنادر شأن في إبداع الرؤساء ؟
شخصياً لا أعرف ذلك، ولكني مع هذا أتمنى أن نجد زبّالاً او صباغا للقنادر يحكم العراق لنستطيع الحكم على الفرق بين زبالينا وزباليهم!