إذا كنت تعتقد أن ما تشاهده اليوم من أفلام كوميدية او أفلام اكشن ومغامرات وما يتخللها من تقنيات تصوير وإنتاج وديكور وصوت وسيناريو وإخراج، وهذا العالم المهوّل من الفَنّ والابداع والحرفية يرتكز في الأساس على عمل وافكار عصرية وسريعة انتجتها استديوهات هولييود او بولييود او حتى شينشيتا، فأنت بالتأكيد مخطئ!
اليك جولة سريعة وغنية في بدايات عصر السينما، وأفلام السينما الاولى التي صُنعت في هذا العالم. مع العلم أن هذه المعلومات قد تختلف، فبين مداخلات أديسون في مجال التصوير السينمائي وإنجازات لوي لو برينس يبقى من الصعب الجزم من أين انطلقت السينما.
الاخوين لوميير
في 22.3.1895 قدّم الاخوين لوميير، وهما صاحبا محل لبيع ادوات التصوير، في باريس العرض السينيمائي الأول في العالم. “الفيلم الاول” كان عبارة عن خروج العمّال من المصنع بعد انهائهم يوم عمل!! كان الفيلم عبارة عن لقطة واحدة دون تحريك الكاميرا أو تدخل انتاجي ودون أي صوت، الفيلم عبارة عن عرض 18 صورة في الثانية، مكان العرض كان بداخل مقهى في باريس حيث امتلئ المقهى بالمشاهدين ليشاهدوا هذه المعجزة.. اليك هذا الفيلم.
اسأل نفسك قبل المشاهدة هل كنت ستذهب لمشاهدة هذا الفيلم؟
ير الكثيرون أن يوم 28.12.1895 هو يوم ولادة السينما، حيث اشترى المشاهدون بطاقات لمشاهدة بعض الافلام التي سيعرضها الاخوين لوميير في ذات المقهى. فبالاضافة لفيلم الخروج من المصنع قدّم الاخوان الفيلم الروائي الطويل الأول وكانت مدته 36 ثانية فقط! تحت عنوانThe Sprinkler Sprinkled الفيلم عبارة عن بستاني يقوم بسقاية حديقة منزل، وبينما يقوم بعمله يقوم فتى بوضع رجله على انبوب المياه فتنقطع المياه فيقوم البستاني بتوبيخ وضرب الفتى. كما ويعتبر هذا الفيلم هو الفيلم الكوميدي البدني التهريجي الأول من نوعه. انت الان على وشك رؤية أول فيلم كوميدي من نوعه. نتمنى لكم مشاهدة كوميدية ممتعة.
فيلم آخر قاما بعرضه الاخوان لوميير في تلك الامسية الفنية الرائعة كان عبارة عن فيلم عائلي جميل، حيث يقوم الاب والام باطعام ولدهم وجبة الافطار الصباحية. نعم.. كان هذا من الافلام الاولى في شباك التذاكر يومها.
اما فيلمنا لهذا المقال فهو فيلم الاكشن الأول في العالم. يُدعى Arrival of a Train at La Ciotat وصول القطار في اسيوتا. عند مشاهدتك لهذا الفيلم لا تهرب عند مشاهدتك لقطار يقترب اليك، نعم فهذا ما فعله المشاهدون في المقهى في باريس حيث هربوا واختبؤا فور مشاهدتمهم لقطار يقترب منهم ظناً انه سيقوم بدعسهم! نتمنى لك مشاهدة شيقة.
جورج ميلييس
بعد عبقرية الاخوين لوميير يأتي من يقدّم ويبتكر لهذا العالم الفني الجميل، فقد ابتكر جورج العديد من الأساليب التقنية والسردية في بدايات السينما، اكتشف بالصدفة خدعة التوقف أو الاستبدال عام 1896 وكان أحد أوائل السينمائيين الذين استخدموا تقنيات الكشف المتعدد وتصوير انقضاء الزمن.
يُعتبر ملييس من روّاد أسلوب المونتاج الفني والمبتكر للعديد من الخدع السينمائية، حيث عمل على التجديد المستمر في استعمال خدعه الخاصة، وقد اكتشف عن طريق الصدفة خدعة “Time Lapse” في سنة 1896، استعمل تقنيات عديدة مثل “Jump Cut” وهو من أوائل من استعمل أسلوب مضاعفة شكل الشخصيات في الفيلم، خاصية “Dissolve” (دخول صورة بصورة أخرى)، لكونه كان يهتم في تغيير الحقيقة في التصوير، أطلق عليه البعض “المصور الساحر”.
فيلمه رحلة إلى القمر (بالفرنسية: Le Voyage dans la lune) هو فيلم الخيال العلمي الأول من نوعه. فيلم أسود وأبيض فرنسي أنتج عام 1902. الفيلم مستوحى عن روايتين: رواية جول فيرن من الأرض إلى القمر ورواية أول رجال على سطح القمر الفيلم من تأليف وإخراج جورج ميلييس وساعده في ذلك أخوه غاستون.
مدة الفيلم 14 دقيقة، حاز فيلم الخيال العلميّ هذا على شعبية كبيرة وواسعة جدا عند توزيعه. كما انه أول أفلام الخيال العلمي الذي استخدمت فيه أساليب رسوم متحركة ومؤثرات خاصة مستحدثة ومن ضمنها صورة مشهورة للمركبة الفضائية تهبط على عين القمر، يبدوا ان فكرة الوصول الى كوكب آخر غير الارض هي فكرة عميقة متجذرة في الزمان.
باختصار هذا الفيلم بحق رائع وجميل نتمنى لكم مشاهدة ممتعة.
المصدر
آراجـــيـــك