تاريخ إسلام عمر بن الخطاب
ذكر ابن إسحاق رحمه الله تعالى إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد الهجرة الأولى إلى الحبشة والتي كانت في شهر رجب من السنة الخامسة للبعثة، ورُوي أن إسلامه رضي الله عنه كان في السنة السادسة من البعثة. وثبت في الصحيح أن ابن عمر رضي الله عنهما شهد ما تعرض له عمر رضي الله عنه من ضرب قريش له لما أسلم وعقل ذلك، وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما ولد بعد البعثة بسنتين لأن عمره كان يوم غزوة أحد أربعة عشر عامًا، وكانت أحد بعد البعثة بستة عشر عامًا، فإذا كان إسلام عمر رضي الله عنه في السنة الخامسة من البعثة يكون عمرُ ابن عمر ثلاث سنوات وهو سن لا يعقل فيه الطفل غالبًا. والذي أرى أنه أقرب للصواب أن يكون إسلام عمر في السنة السادسة أو السابعة.
أما تحديد اليوم والوقت الذي أسلم فيه، فروي أنه كان يوم الثلاثاء، وقيل يوم الخميس، وقيل يوم الجمعة، وقيل إن إسلامه كان بعد صلاة المغرب [1].
أما كيفية إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد وردت فيها نصوص عديدة مختلفة من طرق ضعيفة وهي بمجموعها تفيد أن إسلام عمر رضي الله عنه كان بسبب سماعه القرآن وتأثره به، وأما الروايات فهي:
الرواية الأولى
روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: خرجت أتعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن أسلم، فوجدته قد سبقني إلى المسجد، فقمت خلفه، فاستفتح سورة الحاقة، فجعلت أعجب من تأليف القرآن، فقلت: هذا والله شاعر كما قالت قريش، فقرأ: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ}، فقلت: كاهن، فقال: {وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} [الحاقة: 40 - 47] إلى آخر السورة، فوقع الإسلام في قلبي كل موقع [2].
الرواية الثانية
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: كنت للإسلام مباعدًا، وكنت صاحب خمر في الجاهلية أحبها وأسر بها، وكان لنا مجلس يجتمع فيه رجال من قريش بالحزورة (من أسواق مكة) عند دور آل عمر بن عبد الله بن عمران المخزومي، قال: فخرجت ليلة أريد جلسائي أولئك في مجلسهم ذلك، فجئتهم فلم أجد فيه منهم أحدًا، فقلت: لو أني جئت فلانًا الخمار وكان بمكة يبيع الخمر، لعلي أجد عنده خمرًا فأشرب منها، فخرجت فجئته فلم أجده، فقلت: لو أني جئت الكعبة فطفت بها سبعًا أو سبعين، فجئت المسجد أريد أن أطوف بالكعبة، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي، وكان إذا صلى استقبل الشام وجعل الكعبة بينه وبين الشام (كان صلى الله عليه وسلم يصلي قبل أن تفرض عليه الصلوات الخمس صلاة بالغداة وصلاة بالعشي)، وكان مصلاه بين الركنين: الركن الأسود، والركن اليماني، فقلت حين رأيته: والله لو أني استمعت لمحمد الليلة حتى أسمع ما يقول، فقلت: لئن دنوت منه أستمع منه لأروعنه.
فجئت من قبل الحِجْر، فدخلت تحت ثيابها فجعلت أمشي رويدًا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي يقرأ القرآن حتى قمت في قبلته مستقبله ما بيني وبينه إلا ثياب الكعبة، فلما سمعت القرآن رق له قلبي، فبكيت، ودخلني الإسلام، فلم أزل قائمًا في مكاني ذلك حتى قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته، ثم انصرف، وكان إذا انصرف خرج على دار ابن حسين، وكانت طريقه حتى يجزع (يقطعه) المسعى ثم يسلك بين دار عباس بن عبد المطلب، وبين دار ابن أزهر بن عبد عوف الزهري، ثم على دار الأخنس بن شريق حتى يدخل بيته، وكان مسكنه في الدار الرقطاء التي كانت بيدي معاوية بن أبي سفيان قال عمر: فتبعته حتى إذا دخل بين دار عباس ودار أزهر أدركته، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حسي عرفني، فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أني إنما تتبعته لأوذيه، فنهمني (توعَّد وزجر)، ثم قال: "ما جاء بك يابن الخطاب هذه الساعة"؟ قلت: جئت لأومن بالله ورسوله، وبما جاء من عند الله، فحمد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: "هداك الله يا عمر"، ثم مسح صدري، ودعا لي بالثبات، ثم انصرفت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيته [3].
الرواية الثالثة
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خرج عمر متقلدًا السيف، فلقيه رجل من بني زهرة (في رواية ابن إسحاق: نعيم بن عبد الله النحام)، قال: أين تعمد يا عمر؟ فقال: أريد أن أقتل محمّدًا، قال: وكيف تأمن في بني هاشم وبني زهرة (أخوال رسول الله)، وقد قتلت محمدًا؟ فقال عمر: ما أراك إلا قد صبوت وتركت دينك الذي أنت عليه، قال: أفلا أدلك على العجب يا عمر؟ إن ختنك (وهو زوج أخت عمر فاطمة، سعيد بن زيد) وأختك قد صبوا وتركا دينك الذي أنت عليه، فمشى عمر ذامرًا حتى أتاهما وعندهما رجل من المهاجرين يقال له خباب، فلما سمع خباب حس عمر توارى في البيت، فدخل عليهما، فقال: ما هذه الهينمة التي سمعتها عندكم؟ وكانوا يقرأون (طه) فقالا: ما عدا حديثًا تحدثناه بيننا قال: فلعلكما قد صبوتما، فقال له ختنة: أرأيت يا عمر إن كان الحق في غير دينك؟ فوثب عمر على ختنة، فوطئه وطئًا شديدًا، فجاءت أخته فدفعته عن زوجها فنفحها (ضربها) بيده نفحة، فدمي وجهها، فقالت وهي غضبى: يا عمر إن كان الحق في غير دينك؟! أتشهد أن لا إله إلا الله وتشهد أن محمدًا رسول الله؟ فلما يئس عمر قال: أعطوني هذا الكتاب الذي عندكم فأقرأه.
قال: وكان عمر يقرأ الكتب فقالت أخته: إنك رجس، ولا يمسه إلا المطهرون، قم فاغتسل أو توضأ، فقام عمر ثم أخذ الكتاب، فقرأ (طه) حتى انتهى إلى قوله: {إنّني أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِم الصَّلوة لِذِكْرِي} [طه: 14]، فقال: دلوني على محمد، فلما سمع خباب قول عمر خرج من البيت فقال: أبشر يا عمر، فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الخميس: "اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام"، قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الدار التي في أصل الصفا (هي دار الأرقم بن أبي الأرقم). فانطلق عمر حتى أتى الدار وعلى باب الدار حمزة وطلحة، وأناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأى حمزة وَجل القوم من عمر، قال: نعم فهذا عمر، فإن يرد الله بعمر خيرًا يسلم، ويتبع النبي صلى الله عليه وسلم، وإن غير ذلك يكن قتله علينا هيِّنًا، والنبي صلى الله عليه وسلم داخل يومىء إليه، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أتى عمر، فأخذ بمجامع ثوبه، وحمائل السيف (صدر السيف وأضلاعه) فقال: "أما أنت منتهيًا يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة، اللهم هذا عمر ابن الخطاب، اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب"، فقال عمر: أشهد أنك رسول الله، فأسلم وقال: أخرج يا رسول الله [4].
الرواية الرابعة
وهذه الرواية لا تختلف في مضمونها عن الرواية السابقة، إلا أن فيها أن عمر رضي الله عنه لما ضرب أخته وقرأ الصحيفة التي معها فإذا فيها: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} حتى بلغ {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولهِ وأنفقوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} [الحديد: 1- 7] [5].
الرواية الخامسة
وهي لا تختلف عن الروايتين السابقتين في كيفة الإسلام، ولكن فيها أن عمر رضي الله عنه لما دخل على أخته وضربها حتى ظن أنه قتلها ثم قام من السَحَر فسمع صوتها تقرأ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}، فقال: والله ما هذا بشعر ... الخ [6].
الرواية السادسة
وفيها أن قريشًا اجتمعوا فقالوا: من يدخل على هذا الصابئ، فيرده عما هو عليه فيقتله؟ فقال عمر بن الخطاب: أنا، فأتى العين رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن عمر يأتيك فكن منه على حذر، فلما أن صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة المغرب، قرع عمر الباب، وقال افتحي يا خديجة: فلما دنت قالت: من هذا، قال: عمر، قالت: يا نبي الله هذا عمر، فقال من عنده من المهاجرين وهم تسعة صيام وخديجة عاشرهم: ألا نشتفي يا رسول الله، فنضرب عنقه؟ قال: "لا"، ثم قال: "اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب"، فلما دخل قال: ما تقول يا محمد؟ قال: "أقول أن شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وتؤمن بالجنة والنار، والبعث بعد الموت" فبايعه وقبل الإسلام، وصبوا عليه الماء حتى اغتسل، ثم تعشى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبات يصلي معه، فلما أصبح اشتمل على سيفه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتلوه، والمهاجرون خلفه حتى وقف على قريش وقد اجتمعوا، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، فتفرقت حينئذ قريش من مجالسها [7].
إيذاء قريش لعمر بن الخطاب بعد إسلامه
وبعد دخول عمر رضي الله عنه في الإسلام جهر بدينه على ملأ قريش، قال ابن عمر رضي الله عنهما: لما أسلم أبي قال: أي قريش أنقل للحديث؟ فقيل له: جميل بن معمر الجمحي، فغدا عليه فغدوت أتبع أثره، وأنظر ما يفعل وأنا غلام أعقل كل ما رأيت حتى جاءه، فقال له: أعلمت يا جميل أني قد أسلمت، ودخلت دين محمّد؟ قال: فوالله ما رجعه حتى قام يجر رداءه، واتبعه عمر، واتبعت أبي حتى إذا قام على باب المسجد صرخ بأعلى صوته: يا معشر قريش -وهم في أنديتهم حول الكعبة- ألا إن عمر قد صبا (صبأ وغيَّر دينه)، وعمر خلفه يقول: كذب، ولكني أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله. وبعد إعلان عمر رضي الله عنه إسلامه وعلم قريش بذلك قامت قريش إلى عمر فضربوه وضربهم وقاتلوه وقاتلهم حتى قامت الشمس على رؤسهم، وتعب عمر رضي الله عنه فكف عنهم وقاموا على رأسه وهو يقول: افعلوا ما بدا لكم فأحلف بالله أن لو قد كنا ثلاثمائة رجل لقد تركناها لكم، أو تركتموها لنا.
ولقد كان في شيوخ قريش ورجالاتها من يتصف بصفات حميدة كإغاثة الملهوف وحماية المظلوم ورفع الظلم والوفاء بالعهود والمواثيق مع تمسكهم بوثنيتهم وشركهم، ولم يكن ذلك دينًا فيهم، وإنما كان في كثيرٍ من الأحيان حمية وعصبية، فقد مر بعمر رضي الله عنه وهو يُضرب شيخ من قريش عليه حلة حبرة وقميص موشى (برد يماني)، حتى وقف عليهم، فقال: ما شأنكم؟ قالوا: صبأ عمر. فقال: فمه، رجل اختار لنفسه أمرًا فماذا تريدون؟ أترون بني عدي بن كعب يسلمون لكم صاحبكم هكذا؟! خلوا عن الرجل، قال: فوالله لكأنما كانوا ثوبًا كشط عنه، قال ابن عمر رضي الله عنهما لأبيه بعد هجرتهما: يا أبت من الرجل الذي زجر القوم عنك بمكة يوم أسلمت، وهم يقاتلونك؟ فقال: أي بني، العاص بن وائل السهمي.
غير أن تذكير ذلك الشيخ قريشًا بمنزلة عمر وقبيلته وحثه قريشًا على ترك عمر وشأنه لم يمنع قريشًا من ملاحقة عمر رضي الله عنه فيما بعد، وخوف عمر رضي الله عنه على نفسه منهم، قال ابن عمر رضي الله عنه: بينما عمر رضي الله عنه في الدار خائفًا، إذ جاءه العاص بن وائل السهمي أبو عمرو عليه حلة حبرة وقميص مكفوف بحرير، وهو من بني سهم وهم حلفاؤنا في الجاهلية، فقال: ما بالك؟ قال: زعم قومك أنهم سيقتلوني إن أسلمت، قال: لا سبيل إليك، وبعد أن قالها أمنت فخرج العاص فلقي الناس قد سال بهم الوادي، فقال: أين تريدون؟ فقالوا: نريد هذا ابن الخطاب الذي صبأ، قال: لا سبيل إليه، فكَّر الناس [8].
وكان إسلام عمر رضي الله عنه فيما روي بعد تسعة وثلاثين رجلًا، وقيل: إن إسلامه كان بعد أربعين رجلًا، وقيل: بعد خمسة وأربعين رجلًا. وأمّا عدد النساء اللاتي سبقن عمر بالإسلام فقيل إنهن إحدى عشرة امرأة. وقيل إحدى وعشرين [9].
وقد ذكر ابن إسحاق في رواية أن إسلام عمر رضي الله عنه كان بعد الهجرة الثانية إلى الحبشة. لذلك قال ابن كثير رحمه الله بعد أن ذكر إسلام عمر كان بعد الهجرة الثانية للحبشة: "وهذا يرد قول من زعم أنه (أي: إسلام عمر) كان تمام أربعين من المسلمين، فإن المهاجرين إلى الحبشة كانوا فوق الثمانين، اللهم إلا أن يقال: إنه كان تمام الأربعين بعد خروج المهاجرين". ولعلّ مما يؤيّد كلام ابن كثير رحمه الله قول ابن إسحق رحمه الله بعد ذكره لأسماء المهاجرين إلى الحبشة وهم ثلاثة وثمانون رجلًا. ثم ذكر إسلام عمر رضي الله عنه فقال: "وكان إسلام عمر بعد خروج من خرج من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحبشة" [10].
إسلام عمر كان عزة للإسلام والمسلمين
وكان في إسلام عمر رضي الله عنه عز ورفعة ومنعة للإسلام والمسلمين؛ وذلك لمنزلته العالية وشخصيته المهيبة في أوساط المجتمع الجاهلي. قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر. وروي عن صهيب بن سنان الرومي رضي الله عنه أنه قال: لما أسلم عمر ظهر الإسلام ودعي إليه علانية، وجلسنا حول البيت حلقًا، وطفنا بالبيت وانتصفنا ممن غلظ علينا. وروي كذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: لما أسلم عمر قال المشركون: اليوم انتصف القوم منا [11].
وروي أن عمر رضي الله عنه لما أسلم في دار الأرقم خرج المسلمون بعد إسلامه من الدار وطافوا بالبيت ظاهرين وهم يكبرون. وجاء في رواية أخرى: أن عمر رضي الله عنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسلم: يا رسول الله علام نخفي ديننا ونحن على الحق، ويظهر دينهم وهم على الباطل، فخرج عمر، فطاف بالبيت ثم مر بقريش وهي تنتظره، فقال أبو جهل: زعم فلان إنك صبوت، فقال عمر: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فوثب المشركون إليه، فوثب على عتبة بن ربيعة، فبرك عليه، فجعل يضربه، وأدخل إصبعيه في عينيه، فجعل عتبة يصيح، فتنحى الناس عنه، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج عمر أمامه وحمزة بن عبد المطلب حتى طاف بالبيت وصلى الظهر معلنًا، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكانت تلك العزة بإسلام عمر استجابة من الله تعالى لدعوة نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعز الله دينه وينصره بأحب الرجلين إليه بأبي جهل أو عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وجاء في رواية أنه صلى الله عليه وسلم قال: اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو عامر بن الطفيل. وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم دعا أن يعز الدين بعمر بن الخطاب خاصة. وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لعمر رضي الله عنه بعد إسلامه، وقال: "اللهم أخرج ما في صدره من غل، وأبدله له إيمانًا، ثلاث مرات، وضرب صدره بيده" [12].
[1] انظر تفاصيل هذه الروايات في: ابن هشام: السيرة النبوية 1/422. ابن سعد: الطبقات 3/ 242،269،270. البخاري 2/30، 323. ابن كثير: البداية والنهاية 3/79، وقد رجح رحمه الله تأخر إسلام عمر رضي الله عنه حتى السنة التاسعة من البعثة. ابن حجر: فتح الباري 7/392. ابن عساكر: تاريخ دمشق ص31، 32. البزار: المسند 400 - 403، الحاكم: المستدرك 3/502 - 503. الإطرابلسي: فضائل الصحابة ص 127، 129. ابن شبة: تاريخ المدينة 2/224.
[2] رواه أحمد: المسند 1/17. ابن عساكر: تاريخ دمشق ص24، وابن الأثير: أسد الغابة 4/ 53 - 54، وابن كثير: مسند الفاروق 2/618، وابن حجر: الإصابة 1/244.
[3] ابن هشام: السيرة النبوية 1: 427،428. ابن عساكر: تاريخ دمشق ص25.
[4] رواه ابن إسحاق، السيرة النبوية لابن هشام 1/423- 426. ابن سعد: الطبقات 3/267-269. ابن شبه: تاريخ المدينة 2/222-224.
[5] رواه البزار: المسند 1/400-403، ابن عساكر: تاريخ دمشق ص27-29، ابن الأثير: أسد الغابة 4/54 ،55.
[6] رواه الطبراني: المعجم الكبير 2/97.
[7] رواه ابن عساكر: تاريخ دمشق ص31 ،32.
[8] رواه البخاري: الصحيح 2/323. السيرة النبوية لابن هشام 1/ 428 ـ430، البلاذري: أنساب الأشراف ص42 ،43. وهو صحيح من رواية ابن إسحاق.
[9] رواه الإطرابلسي: فضائل الصحابة ص127،129، الطبراني: المعجم الكبير 1/306. ابن أبي شيبة: المصنف 7/12،340، البلاذري: أنساب الأشراف، ص136. ابن سعد: الطبقات 3/269، ابن شبه: تاريخ المدينة 2/225، الطبري: التاريخ 2/565.
[10] ابن كثير: السيرة النبويّة 2/33، 408، 422.
[11] البخاري: الصحيح 2/294، ابن أبي شيبة: المصنف 6/354. ابن سعد: الطبقات 3/269، ابن شبه: تاريخ المدينة 2/225، البلاذري: أنساب الأشراف 144 ،145. الطبراني: المعجم الكبير 11/255.
[12] ابن سعد: الطبقات 3/242، 267، ابن شبة: تاريخ المدينة 2/224، البزار: المسند6/57. الإطرابلسي: فضائل الصحابة 127 ،129. أحمد: فضائل الصحابة 1/262، 263، ابن ماجه: السنن 1/39. الحاكم: المستدرك 3/84، ابن عساكر: تاريخ دمشق ص 34 ،35.
قصة الاسلام