تأثير النظام الغذائي ليس قاصراً على مشكلة السمنة وأمراض القلب والشرايين والسكري فقط، إنه يؤثر بشكل مباشر على نوعية النوم التي نحصل عليها أثناء الليل. وجدت دراسة جديدة أن تناول أطعمة قليلة الألياف كثيرة الدهون يؤدي إلى خفض مدة موجة النوم البطيئة، وهي مرحلة من النوم يستعيد من خلالها الجسم الطاقة البدنية والذهنية.
نشرت الدراسة دورية "جورنال أوف كلينيك سليب ميدسن" وأعدتها الباحثة ماري بيير سانت أونج من معهد التغذية البشرية في مركز الطب الجامعي بنيويورك. وأفادت نتائجها أن ما نأكله له تأثير مباشر وفوري على نوعية النوم التي نحصل عليها أثناء الليل.
يعتبر نقص ساعات النوم ظاهرة غير صحية متزايدة نتيجة نمط الحياة الحديث، وقد ربطت دراسات حديثة بين قلة النوم وبين زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، والنوبات القلبية.
شارك في أبحاث الدراسة 26 رجلاً وامرأة يتمتعون بوزن صحي، متوسط أعمارهم 35 عاماً. تم اختبار تأثير الأطعمة السكرية الغنية بالدهون على نوعية النوم التي يحصل عليها كل منهم خلال الليل لمدة 5 ليالٍ أمضوها في مختبر للنوم.
خضع المشاركون منذ الليلة الثالثة لهم في مختبر النوم للتشخيص بواسطة جهاز لفحص اضطرابات النوم، والذي يسجّل موجات الدماغ، ومستويات الأكسجين في الدم، ومعدل ضربات القلب والتنفس وحركات الساق والعين.
فوجئ الباحثون أنه بعد يوم واحد فقط من تغيير النظام الغذائي للمشاركين احتاجوا لوقت أطول للنعاس، وتطلب الأمر منهم 29 دقيقة إضافية ليغفو عندما اختاروا أطعمة غير صحية مقارنة بـ 17 دقيقة عند تناولهم أطعمة تم مراقبة محتواها الغذائي والتأكد من أنه صحي.
بحسب نتائج الدراسة كانت موجة النوم البطيئة أقل لدى المشاركين الذي اختاروا أطعمة غير صحية غنية بالدهون المشبعة وقليلة الألياف. وتبين أن من اختاروا أطعمة غنية بالألياف الغذائية وقليلة الدهون تمتعوا بنوم عميق نتيجة طول موجة النوم البطيئة.
تؤكد نتائج هذه الدراسة أن النظام الغذائي يؤثر بشكل مباشر على نوعية النوم التي يحصل عليها الإنسان، وأنه عنصر هام من عناصر نمط الحياة الصحي.