السلوك المتمرد يمكن أن يدق إسفيناً في علاقة الوالدين مع ابنهما المراهق، وربما يعتقد الوالدان بأن الصرامة والحزم والعنف من أفضل الوسائل لوقف هذا السلوك، لكنه في الواقع يزيد من تمرد المراهق ويجعل التعامل معه أكثر صعوبة وتعقيداً. والحل يكمن في إقامة علاقة بناءة معه، حتى يشعر الطفل بالأمان الكافي كي يبوح بمشاعره ويكون صريحاً ويحترم رغبات والديه.

تقول مدربة الأبوة والأمومة الأمريكية ماري آند لوري إن هذا النوع من السلوك متوقع من المراهقين في سن 13 و14 عاماً، مشيرة إلى أنهم يشعرون لا إرادياً وبحكم فترة المراهقة التي يعيشونها بأنهم مستقلون ويجب أن يتحكموا في حياتهم دون تدخل من الأهل.

وتضيف أن هناك تأثيرات خارجية لتعزيز هذا السلوك، لاسيما في العصر الرقمي الذي نشهده من هواتف ذكية وألعاب فيديو، فيجد المراهق نفسه منجذباً تجاه أقرانه من نفس عمره، منجرفاً بعيداً عن والديه رغم أنه في سن مبكرة، هذا بالإضافة إلى تأثير العديد من برامج التلفزيون الشبابية التي تستهدف هذه الفئة العمرية، فهي غالباً ما تصور الكبار "حمقى" يتدخلون في حياة أطفالهم بشكل "مبالغ" فيه بل ويتحكمون فيهم.

في ما يلي بعض النصائح التي تقدمها الخبيرة الأمريكية لكيفية التعامل مع المراهق المتمرد:

1- معرفة نوع تمرد المراهق وسببه، فهناك تمرد صبياني، وغالباً ما يحدث في مرحلة الطفولة ويسمى "التمرد الطفولي"، أما تمرد المراهقين فيجب أن يؤخذ على محمل الجدية والتعامل معه بحذر، ومعرفة الأسباب ستسهم كثيراً في حل المشكلة من جذورها.

2- اختيار العقوبة المناسبة المتوائمة مع السلوك السيء والمتناسقة مع عمر المراهق، فالمراهقون الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عاماً، أفضل عقاب لهم هو إبعادهم عن ألعابهم المفضلة مثل إكس بوكس أو هواتفهم المحمولة، وعدم الرجوع في هذا القرار مهما حدث، لأن ذلك سيفقد الوالدين مكانتهما وهيبتهما أمام أولادهما.

3- الهدوء في المعاملة مع الطفل أو المراهق المتمرد، فيجب على الآباء عدم أخذ تصرفات أولادهم على نحو شخصي، والبدء في الصراخ وفقدان الأعصاب، ذلك أن هذا التصرف يعطي الطفل حق الدفاع عن نفسه بطريقة عدوانية، كرد فعل طبيعي على صراخ الأم أو الأب، والذكاء هنا يكمن في الهدوء وأخذ استراحة حتى يهدأ الجميع، وإلا تحول الموقف إلى صراع بين الوالدين والطفل المتمرد.

4- يجب تعريف الأبناء بعواقب عدم احترامهم أو تصرفاتهم غير العقلانية، وفي المقابل تقديم الدعم الإيجابي عند قيامهم ببادرة إيجابية مهما كانت صغيرة، فالتركيز على الأمور الإيجابية وتشجيع الأبناء على القيام بها، تدفعهم تدريجياً إلى التخلي عن التصرفات السلبية.

5- تخصيص بعض الوقت لإجراء حوار مثمر مع الابن المتمرد وجهاً لوجه كدعوته على الغداء أو العشاء وجعله يبدأ الحوار ويديره، وعلى الآباء الإصغاء، حتى لو تركّز الحديث على لعبة أو فيلم ما، فالتجربة تؤكد أن الوالدين سيحصدان نتائج مثمرة من مثل هذا النقاش.

6- ينبغي أيضاً على الوالدين أن يكونا مستعدين وأن يبديا الحماس والاهتمام عندما يرغب المراهق في الحديث معهما، وقتها سيشعر بالرغبة في كل مرة يريد فيها البوح أو التحدث عن أمر ما يشغله أو يهمه أو يقلقه، طالما الوالدان يصغين إليه ولا يتسرعان في إطلاق الأحكام المسبقة.