شهد المسرح الوطني حضور اكثر من الف متفرج لمتابعة فيلم "محمد رسول الله" في عرضه الخاص، لمخرجه الايراني مجيد مجيدي ليكون العراق اول دولة عربية تعرض الفيلم بعد ايران وامريكا وكندا وباريس. وجاء العرض وفقاً للإتفاقيات الثقافية بين العراق وايران.
وفي هذا الانتاج الجديد للفيلم آثر المخرج ان يحمل فيلمه "محمد رسول الله" لغة جديدة، تسمو فيها روح الاسلام من رحمة ومحبة وتسامح، بدل صليل السيوف وصياح المقاتلين كما نقلتها الافلام الاخرى. فكان هذا الفيلم الذي هو حصيلة سبع سنوات من العمل الشاق والجاد بين السينمائيين الايرانيين وسينمائيي العالم لنقل صورة الاسلام الحق.
حمل الفيلم رؤية انسانية تمثلت بتوجهين الاول سلوك الطفل محمد برحمته ورأفته مع الآخرين من حوله، والثاني في بيئته التي جسدها الفيلم بصورة خضراء تملؤها البساتين واشجار الفاكهة النظرة والنخيل غير الصورة النمطية الصحراوية المتعارف عليها. لينقل الفيلم مرحلة من عمر النبي محمد لم تتناولها افلام اخرى، اذ يبدأ احداثه بولادة النبي محمد لينتهي برحلته الى الشام حينما اصبح فتياً.
عن اهداف الفيلم تحدث المخرج مجيد مجيدي قبل العرض قائلا "نلاحظ ان العالم لايعرف الصورة الحقيقية للإسلام، وان المجاميع المتطرفة التي تدعي الاسلام قد غيبت المعنى الحقيقي للدين الذي يحمل الرحمة والصداقة والمحبة بين الآخرين لتنقل صورة سيئة عن الاسلام، وانا اعتقد في هذا الوقت يجب ان ننقل الصورة الجيدة للأسلام الحقيقي".
ولكي ينجح مجيد مجيدي في عمله فقد استغرق بحدود ثلاث سنوات في اجراء التحقيقات والاستشارات بين العديد من علماء اهل السنة والشيعة ليخرج هذا المنتج السينمائي بشكل مقبول.
ورغم العمل الجاد والرصين في انتاج الفيلم، الا ان الازهر منع عرض الفيلم لتؤيده السعودية بذلك لسبب يتوقعه البعض في ظهور شخص النبي محمد ولو كان ليس ظهورا كاملا.
يقول مدير قسم السينما في دائرة السينما والمسرح قحطان عبد الجليل عن الفيلم "لقد عرض الفيلم في 140 صالة عرض في آن واحد في ايران، وبعدها في امريكا وباريس وكندا واول دولة عربية يعرض فيها هو العراق، هدفنا بعد ان يحقق هذا الفيلم النجاح هو اعادة استقطاب جمهور السينما، ونتأمل ان تتوفر قاعات كبيرة اخرى لعرض الافلام مستقبلاً".
وعن ردود افعال الحضور، فقد قال نائب رئيس مجلس الرباط المحمدي في العراق السيد محمد نوري جاسم فقد كان رأيه "ان الفيلم كان رائعاً والعمل مبدع ويصب في ازالة التشوهات التي طرأت على الاسلام، فصورة الاسلام اليوم هي وكأنه دين الذبح والقتل والاغتصاب هذا الفلم يصور بأن الاسلام هو دين الرحمة كما هي حقيقته، ونقل صورة مشرقة للإسلام في هذا الزمن".
وعن الموسيقى التصويرية فقال الفنان كريم وصفي " كانت الموسيقى التصويرية مباشرة بشدة وبلا تعقيد هارموني ولم تكن عميقة المعنى، فكانت ناجحة في ايصال الجانب العاطفي للقصة، لأن لها لغة واضحة وقريبة للقلب، والاداء كان على مستوى عالٍ من الاتقان".
يقول الناقد الفني سعد نعمه "المؤسسات التي حاولت منع الفيلم نظرت الى الفيلم من زاوية سياسية، وحكمت عليه ومنعته لأن مخرجه ايراني، لاشك ان المؤسسات الدينية الاسلامية في العالم العربي تفكر خارج الزمن، لتعيق نقل عظمة وسماحة الاسلام للأجيال الجديدة بوسائل العصر".
هذا وقد نجح الفيلم بعناصره السينمائية المتكاملة في الاداء والتصوير والماكياج والمواقع التي بنيت لها مدينة فنية كاملة شبيهة تماماً بمكة والمدينة.
وبلغت ميزانية الفيلم وهو اضخم انتاج في تاريخ السينما الايرانية اربعين مليون دولار واستمر العمل فيه سنوات، كما تم الاستعانة بافضل التقنيين في العالم. ومجيد مجيدي مخرج الفيلم معروف عالميا من خلال أفلامه التي حاز بعضها على جوائز مهمة واساسية مثل فيلمه "اطفال الجنة".
تجدر الاشارة الى ان الفيلم شهد حضورا متنوعا من رجال السياسة والدين والفن والثقافة ومن بغداد والمحافظات، وكان من بين الحضور وزير الخارجية العراقي والسفير الايراني ووزير الثقافة ووكلاء وزارات ومفتشي عموم لأغلب الوزارات واعضاء البرلمان ورتب عسكرية من وزارة الداخلية ورجال دين من الوقفين السني والشيعي.
وامتد زمن العرض ثلاث ساعات تخللها التصفيق المتواصل من قبل الحضور المتفاعل مع الاحداث.
المصدر
www.ara.shafaaq.com/50897