النتائج 1 إلى 5 من 5
الموضوع:

سكنة حي النفط في الكوت ليس لهم من النفط إلا اسمه

الزوار من محركات البحث: 1 المشاهدات : 285 الردود: 4
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: May-2014
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 88,594 المواضيع: 20,638
    صوتيات: 4614 سوالف عراقية: 663
    التقييم: 62932
    آخر نشاط: منذ 8 دقيقة
    مقالات المدونة: 1

    سكنة حي النفط في الكوت ليس لهم من النفط إلا اسمه




    وجوه شاحبة لفحتها حرارة الشمس صيفاً من كل جهة، وزادتها برودة الشتاء قسوة، مواطنون من محافظات شتى تقطعت بهم السُبل، فاضطروا للعيش في هذا الحي العشوائي.

    على عتبة حي النفط تتحدث الستينية أم علي وهي قلقة على مستقبل أولادها الأربعة، تقول المرأة التي غزت التجاعيد بشرتها السمراء "جئنا إلى هذا المكان بعد أن هجّرنا في العام 2006، ومثلما تشاهد فالنفط يحيط بنا من كل مكان، لكننا لم نستفد منه سوى الدخان والأمراض، وما يقلقني فعلاً هو أن أموت دون أن أجد مكاناً يحفظ كرامة عائلتي في العيش الكريم".

    يختصر حي النفط هذا حكاية عائلات فقيرة أنهكتها الفاقة وأخذت منها الحاجة مأخذاً عظيماً، اذ تنعدم فيه ابسط الخدمات، تجزئه شوارع نيسمية تقسمها برك لمياه آسنة، يختلف عرضها وطولها من شارع لآخر.

    بيوته طينية مسقفة بألواح خشبية قد تطيح بها الأمطار والعواصف في أي وقت، ومن هذه البيوت المتهرئة يقتطع الساكنون جزءاً يسيراً ليحولوه إلى مطبخ ومكان للاستحمام.

    "حقول النفط ومستودعاته مليئة بالبترول، وتدر أموالاً طائلة، ونحن نعيش الكفاف، فهل يجوز ذلك" بمزاج حاد يتساءل مواطن آخر يسكن في حي النفط.

    ويضيف "بيوتنا بنُيت بشكل عشوائي، ولا يوجد فيها ما يدل على الحياة، والأمراض تحيط بنا من كل جهة".

    ويعيش أكثر من خمسين ألف شخص في حي النفط الذي أنشئ بعد العام 2003، تنحدر الأكثرية منهم من المحافظات التي شهدت أحداثاً طائفية خلال السنوات الماضية، وسبب تسميته تعود لقربه من حقول النفط، فضلاً عن إمكانية وجود آبار غير مكتشفة لحد الآن تحت منازل سكنة الحي.

    وبحسب معاون محافظ واسط الحقوقي جاسم الأعرجي فأن سكان الحي يواجهون تحدّيات كثيرة في مختلف المجالات، ويعدّ نقص الخدمات، وشحة فرص العمل وتضاعف نسب البطالة بين السكان، أبرز تلك التحدّيات، خصوصاً بعد الأزمة المالية التي يعيشها العراق حالياً".

    "لا يمكننا تنفيذ أي مشروع خدمي في هذا الحي لأنه ببساطة حي عشوائي ويقع خارج حدود البلدية" يؤكد الاعرجي.

    لعل المآسي المتعددة التي تعصف بالعائلات الفقيرة في العراق توفر تساؤلاً منطقياً تمس الحاجة إليه، لإلقاء الضوء على طبيعة مشكلة هذه العائلات في بلد يعدُّ من البلدان المصدرة للنفط، فالعراق ليس هو البلد الوحيد الذي يعيش تفاوتاً طبقياً، ولكنه البلد الذي يشكو أبناؤه من انعدام العدالة الاجتماعية.

    وبينما يتحدث معاون المحافظ عن شحة الخدمات المقدمة للحي يقول لـ"نقاش" حول الموضوع "لو وزعت الثروات النفطية في البلاد بصورة عادلة على الناس لما عانى سكنة هذا الحي وغيرهم من ظروف معيشية عصيبة".

    ويخلص الاعرجي إلى القول "لعله من المضحك المبكي أن تعيش هذه العائلات معاناة حقيقية، والذهب الأسود يتسرب من تحت بيوتها".

    وتترامى قصص المعاناة لعائلات تركت قراها ومدنها هرباً من الموت الذي زرعته العصابات الإرهابية في بعض المحافظات العراقية، فعلى الرغم من اختلاف أشكال المعاناة من بيت إلى آخر، إلا أنّها تتشابه في الأسباب والمسببات، فحي النفط يشهد حالة من الاكتظاظ الشديد في البناء بسبب ضيق المساحة، مقارنة بالنمو السكاني المتزايد، ويخلو من أي مرفق خدمي وصحي.

    هناك بالقرب من المدافئ المستعملة المركّزة وسط البيوت تجتمع الأُسر طلباً للدفء، خاصة خلال ساعات الليل المتأخرة حيث تزداد درجات البرودة، وفي الصباح تلوذ العائلات بأشعة الشمس طمعاً ببعض الدفء "مشكلتنا هذه قائمة منذ سنين" يقول سعدون هادي وهو موظف حكومي.

    وبحسب سعدون فأن مشكلة سكنة هذا الحي لم تقف عند العشوائية وشظف العيش فحسب، فهناك ما هو أكبر منهما، وبهذا الصدد يقول "مشكلتنا الأصعب تكمن في عائدية الأرض التي أنشأنا عليها بيوتنا المتواضعة، فملكيتها تعود للدولة ويمكن للسلطات مطالبتا بإخلالها في أي وقت".

    "في كل شتاء ممطر يشهد هذا الحي انهياراً لبعض بيوته التي تغزوها الحشرات، وتحاصرها الأمراض من كل جهة ويموت تحتها بعض الأبرياء" يقول الناشط المدني منير كمر لــــ"نقاش" ثم يصمت ويضيف "ليس بعيداً عن حقول آبار النفط تقف حكاية هذا الحي شاهدة على سنيّ الحرمان والقحط، تلمحها في عيون سكّان الحي الذي سمّي باسم النفط، لكنّه لم يحظ بشيء من مغانمه غير الاسم".

    ووفقاً لما تقوله مدير قسم الصحة العامة في محافظة واسط الدكتورة سندس عبد الحسين فالحي يصنف من المناطق ذات الخطورة العالية في ما يتعلق بالجانب الصحي بسبب الكثافة السكانية الهائلة وتدني الاهتمام بالجانب الصحي فضلاً عن انعدام البنى التحتية خصوصا ما يتعلق بالصرف الصحي والنفايات ووصول الماء الصالح للشرب".

    وتقر عبد الحسين بان المؤسسة الصحية تقف مكتوفة الأيدي أمام مثل هذه الظروف "بسبب قلة التمويل المالي وعدم توفر وسائط نقل لتقديم خدمات التلقيح ورعاية الأم والطفل والسيطرة على الأمراض الانتقالية".

    المصدر
    www.sotaliraq.com

  2. #2
    من أهل الدار
    Bad Shadow
    تاريخ التسجيل: December-2015
    الدولة: الكرة الأرضية التافهة
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 25,430 المواضيع: 948
    صوتيات: 300 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 20083
    مزاجي: مشاغب
    المهنة: ممثل بفلم الرسالة
    أكلتي المفضلة: عند الجوع لا يوجد خبز سيء
    موبايلي: Nokia
    مقالات المدونة: 6
    شلون حكومة بالباكيت
    مشكور عزيزي احمد على الموضوع

  3. #3
    مساعد المدير
    الوردة البيضاء
    تاريخ التسجيل: February-2013
    الدولة: بغداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 258,443 المواضيع: 74,515
    صوتيات: 23 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 96241
    مزاجي: الحمدلله على كل حال
    المهنة: معلمة
    أكلتي المفضلة: دولمه - سمك
    موبايلي: SAMSUNG
    آخر نشاط: منذ 25 دقيقة
    مقالات المدونة: 1
    اسم على غير مسمى
    الله يكون بعونهم
    شكرا احمد لطرح الموضوع

  4. #4
    من أهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zeto مشاهدة المشاركة
    شلون حكومة بالباكيت
    مشكور عزيزي احمد على الموضوع
    شكراً للتواجد العطر

  5. #5
    من أهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sawsanmahmoud مشاهدة المشاركة
    اسم على غير مسمى
    الله يكون بعونهم
    شكرا احمد لطرح الموضوع
    شكراً للتواجد العطـر

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال