أشهر علماء المعمورة ستيفن هوكينغ
يعتبر واحدا من أذكى العقول على كوكبنا وهو أشهر شخص أقعده المرض في كرسيّ متحرك في العالم: إنه ستيفن هوكينغ، أستاذ الرياضيات في جامعة كمبريدج البريطانية وعالم الفيزياء الفلكية والذي بلغ يوم أمس 70 عاما رغم مرضه العضال.
لم يستعمل سفينة فضائية ولا تلسكوبا للكشف عن أسرار الكون، بل فعل ذلك وهو جالس في كرسيه المتحرك. كان في سن الحادية والعشرين حين توقع الأطباء وفاته خلال سنوات قليلة بعد إصابته بمرض يُتلف الأعصاب التي تتحكم في العضلات ويؤدي إلى توقف عملها تدريجيا.
في عام 1985 وأثناء زيارة لمركز سيرن لفيزياء الجسيمات في سويسرا، أصيب بالتهاب حاد في القصبة الهوائية. واضطر الأطباء إلى إزالة قصبته الهوائية من أجل إنقاذ حياته، وبذلك فقد صوته الطبيعي إلى الأبد. وهو يتحرك بمقعد خاص ذي عجلات ويستخدم صوتا صناعيا من خلال الكمبيوتر في الكلام. ورغم ذلك نجح هذا العالم في فتح آفاق جديدة في البحث في نظريات الزمن والنسبية في الفضاء والثقوب السوداء.
ولادة تحت القنابل
ولد ستيفن هوكينغ في الثامن من كانون الثاني/يناير في أوكسفورد، التي هاجر إليها والداه من لندن هربا من قصف الألمان للمدينة. وحين انهارت أسعار العقارات في لندن بعد أن قصفها هتلر بصواريخ V2، اشترى والداه بيتا جديدا وعادوا بطفلهم إلى لندن.
كانت والدته عالمة اقتصاد ووالده متخصصا بالطب الاستوائي، وكان الطفل هوكينغ يحب كرة القدم. لم يكن مبرزا في المدرسة، مثله في ذلك مثل ألبرت آينشتاين، لكنه كان فذا في الرياضيات.
وبرغم إصابته بمرض لا شفاء منه حتى اليوم، واضمحلال عضلاته وجهازه العصبي باستمرار، تزوج هوكينغ في عام 1965 وأصبح أبا لثلاثة أطفال. وانفصل عن زوجته عام 1990 وتزوج ثانية عام 1995 من مساعدته ثم انفصلا في عام 2006.
ليس للكون نهاية ولا حافة
عمل هوكينغ مع عالم الفيزياء روجر بِنروز على نظرية الانفجار العظيم وبداية الزمان والمكان. وتقول النظرية إنه إذا صح أن الكون يتمدد بتسارع وإلى ما لا نهاية، فيجب أن يكون ذات يوم قد بدأ من نقطة في غاية الكثافة والصغر.
وبعد الانتهاء من وضع هذه النظرية التي أحدثت ثورة في علم الفلك، انكب على نظرية لا تقل أهمية عن نظريته الأولى: الثقوب السوداء، حيث برهن على انبعاث ضوء بسيط منها واستنتج أن كتلتها ستصغر مع الزمن وتتلاشى.
هذه النظرية جلبت له الشهرة بعد نشرها في عام 1974، لأنه كان أول من استطاع توحيد نظرية النسبية مع ميكانيكا الكم. وفي عام 1979 جرى تعيينه أستاذ كرسي للرياضيات في جامعة كمبريدج، وهو المنصب الذي شغله ذات يوم إسحق نيوتن.
وفي الثمانينات طور هوكينغ نظرية تقول بأن الكون بلا حدود وليس له نهاية ولا حافة. وفي عام 1988 ألف كتابه “تاريخ موجز للزمن” الذي ترجم لأربعين لغة وباع أكثر من عشرة ملايين نسخة، وكرّم تقديرا لاكتشافاته في نظريات الزمن والنسبية ولقدرته على جعل العلم المعقد في متناول الجميع. واليوم يعتبر هوكينغ أحد ألمع علماء الفيزياء النظرية منذ آينشتاين.
“انظروا إلى النجوم وليس لأقدامكم”
ويوم أمس الأحد، حال المرض دون حضور ستيفن هوكينغ احتفالا بعيد ميلاده السبعين لكنه حث الناس في كلمة مسجلة على “التفرس في النجوم” والنظر إلى الكون بفضول.
ونقلت وكالة رويترز عن الجمعية الملكية البريطانية لعلوم الفلك خلال ندوة بمناسبة عيد ميلاده، أنه تحدى الاحتمالات العلمية والطبية. وقال رئيس جامعة كمبريدج التي ينتمي إليها هوكينغ إنه “غيّر مفهومنا للكون”.
وفي كلمة مسجلة بثت على مسامع المشاركين في الندوة التي أقيمت في جامعة كمبريدج قال هوكينغ “تذكروا أن تنظروا إلى النجوم لا إلى أقدامكم. حاولوا أن تجدوا معنى لما ترونه وتفكروا فيما يجعل الكون موجودا. كونوا فضوليين”.