بيئة العمل من أسرار نجاح كثيرٍ من الشّركات العالميّة أنّها توفّر بيئة عمل صالحة لموظفيها بحيث يستطيعون أن يقدّموا كلّ ما لديهم من إمكانات في سبيل تقدّم الشّركة وزيادة ربحيّتها، وإنّ الإدارة الحكيمة هي الإدارة القادرة على تعزيز القيم والأخلاقيّات لدى موظفيها وتقويّة الجوانب الإيجابيّة على حساب السّلبيّات. قيم سلوكية مهمّة في بيئة العمل لا شكّ بأنّ هناك سلوكيات وقيم للعمل في أي مؤسسة أو شركة تميّز الموظف صاحب الأخلاقيّات والمثل وتحكم علاقات الموظّفين مع بعضهم البعض، فالقيم هي كلّ سلوكٍ أو مفهومٍ إنسانيّ تكون له قيمته ومكانته في نفوس النّاس، فالصّدق قيمة والأمانة قيمة والتّواضع قيمة، وإنّ وجود تلك القيم في المجتمع أمرٌ ضروري لرفعته وتقدّمه،
وفي العمل لهذا القيم والسّلوكيّات الإيجابيّة فوائد كثيرة نافعة نذكر منها :
بناء الثّقة بين الموظّفين وأرباب العمل، وإنّ هذه الثّقة لا تبنى إلا بوجود عددٍ من القيم والأخلاقيّات ومنها الصّدق والأمانة، فالموظف عندما يكون صادقاً أميناً يطمئن إليه ربّ العمل ويثق به بحيث قد يوكل له القيام بالكثير من المسؤوليّات أو يفوّضه التّوقيع نيابة عنه على عددٍ من المعاملات وكلّ ذلك يقضي بلا شكّ على مظاهر سلبيّة في الشّركات ومنها المركزيّة الشّديدة لدى أرباب العمل أو مفهوم الشّلليّة حيث يلجأ ربّ العمل إلى شخصٍ معيّن و يعطيه السّلطة بزعم الثّقة به ممّا قد يعرّض حقوق الآخرين للحيف أو الظّلم ، بينما لو توفّرت الثّقة بين جميع الموظفين وربّ العمل المبنيّة على الصّدق والأمانة لما وجدت تلك المظاهر السّلبيّة.
إتقان العمل، فالإتقان بلا شكّ هو من صفات الموظف المثاليّ الذي يتحلّى بالأخلاق السّامية، وإذا وجد الإتقان في العمل في أيّ مؤسسة تقدّمت وتميّزت بين أقرانها وزادت ربحيّتها ممّا ينعكس إيجاباً على الموظف وربّ العمل على حدٍ سواء، وفي الحديث الشّريف عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام إنّ الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه.
البعد عن النّميمة والوقيعة بين الموظفين، فكثيراً ما يتحدث النّاس في كلّ شركة أو مؤسسة عن وجود شخصيّة معيّنة في العمل تسعى للتزلّف لربّ العمل من خلال كتابة تقارير سيّئة عن الموظفين بغية الوقيعة بينهم وبين ربّ العمل، والأصل أن تسود أخلاقيّات العمل النّبيلة بحيث يبتعد الموظّفين عن تلك الوسائل وأن يسعوا لأن يكونوا صفاً واحداً يضعون أيديهم بيد بعض في سبيل تقدّم العمل وازدهاره، وأن يكون التّنافس الحرّ الشّريف هو المعيار الوحيد للتّمييز بينهم بعيداً عن الشّحناء والبغضاء والتّدابر.
منقول