06-21-2007 08:12من أروع القصص الحقيقية
قصة قصّها الأستاذالدكتور خالد الجبير استشاري جراحة القلب والشرايين في محاضرته القيـّمة ( أسبابٌٌ منسية )
فأعيروني انتباهكمفالقصة مؤثرة ولنا فيها بإذن الله العظة و العبرة
يقول الدكتور:-
في أحد الأيام أجريتعملية جراحية لطفل عمره سنتان ونصف وكان ذلك اليوم هو يوم الثلاثاء ،و في يوم الأربعاءكان الطفل في حيوية و عافية يوم الخميس الساعة 11:15ولا أنسى هذا الوقت
- للصدمة التي وقعت - إذبأحد الممرضات تخبرني بأن قلب و تنفس الطفل قد توقفا عن العمل؛ فذهبت إلى الطفلمسرعا ً وقمت بعملية تدليك للقلب استمرت 45 دقيقة وطول هذه الفترة لم يكن قلبه يعمل،وبعدها كتب الله لهذا القلب أن يعمل فحمدنا الله تعالى.
ثم ذهبت لأخبر أهلهبحالته و كما تعلمون كم هو صعب أن تخبر أهل المريض بحالته إذا كانت سيئة وهذا منأصعب ما يتعرض له الطبيب ولكنه ضروري ، فسألت عن والد الطفل فلم أجده لكني وجدتأمه فقلت لها إن سبب توقف قلب ولدك عن العمل هو نتيجة نزيف في الحنجرة ولا ندري ماهو سببه و أتوقع أن دماغه قد مات فماذا تتوقعون أنها قالت؟
هل صرخت ؟ هل صاحت؟ هلقالت أنت السبب؟
لم تقل شيئا من هذا كلهبل قالت الحمد لله ثم تركتني وذهبت.
بعد 10 أيام بدأ الطفلفي التحرك فحمدنا الله تعالى واستبشرنا خيرا ً بأن حالة الدماغ معقولة، بعد 12يوميتوقف قلبه مرة أخرى بسبب هذا النزيف؛ فأخذنا في تدليكه لمدة 45 دقيقة ولم يتحركقلبه قلت لأمه هذه المرة لا أمل على ما أعتقد ، فقالت الحمد لله
اللهم إن كان في شفائهخيرا ً فاشفه يا رب.
و بحمد الله عاد القلبللعمل ولكن تكرر توقف قلب هذا الطفل بعد ذلك
6 مرات إلى أن تمكنأخصائيٌ القصبة الهوائية بأمر الله أن يوقف النزيف و يعود قلبه للعمل.
ومر ت الآن 3 أشهر ونصفو الطفل في الإنعاش لا يتحرك ثم ما أن بدأ بالحركة وإذا به يصاب بخراج ٍ وصديدعجيب غريب عظيم في رأسه لم أرى مثله، فقلنا للأم بأن ولدك ميت لا محالة ،فإن كانقد نجا من توقف قلبه المتكرر فلن ينجو من هذا الخراج، فقالت الحمد لله ثم تركتني وذهبت. بعد ذلك قمنا بتحويل الحالة فورا إلى جراحي المخ و الأعصاب وتولوا معالجةالصبي ثم بعد ثلاثة أسابيع بفضل الله شفي الطفل من هذا الخراج ،لكنه لا يتحرك.
و بعد أسبوعين يصاببتسمم عجيب في الدم وتصل حرارته إلى 41,2 درجة مئوية فقلت للأم: إن دماغ ابنك فيخطر شديد لا أمل في نجاته فقالت بصبر و يقين الحمد لله، اللهم إن كان في شفائه
خيرا ً فاشفه. بعد أنأخبرت أم هذا الطفل بحالة ولدها الذي كان يرقد على السرير رقم 5 ذهبت للمريض علىالسرير رقم6 لمعاينته وإذا بأم هذا المريض تبكي و تصيح وتقول يا دكتور يا دكتور
الحقني يا دكتور حرارةالولد 37,6 درجة راح يموت راح يموت فقلت لها متعجبا ً : شوفي أم هذا الطفل الراقدعلى السرير رقم 5 حرارة ولدها 41 درجة وزيادة وهي صابرة و تحمد الله، فقالت أمالمريض صاحب السرير رقم 6 عن أم هذا الطفل :
(هذه المرأة مو صاحيةولا واعية) ؛ فتذكرت حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الجميل العظيم (طوبىللغرباء) مجرد كلمتين ، لكنهما كلمتان تهزان أمة لم أرى في حياتي طوال عملي لمدة23 سنة في المستشفيات مثل هذه الأخت الصابرة إلا إثنين فقط.
بعد ذلك بفترة توقفتالكلى فقلنا لأم الطفل: لا أمل هذه المرة لن ينجو فقالت بصبر وتوكل على الله تعالىالحمد لله وتركتني ككل مرة وذهبت .
دخلنا الآن في الأسبوعالأخير من الشهر الرابع وقد شفي الولد بحمد الله من التسمم ،ثم ما أن دخلنا الشهرالخامس إلا ويصاب الطفل بمرض عجيب لم أره في حياتي ،التهاب شديد في الغشاء البلوريحول الصدر وقد شمل عظام الصدر و كل المناطق حولها مما اضطرني إلى أن أفتح صدرهواضطرُ أن أجعل القلب مكشوفا ، بحيث إذا بدلنا الغيارات ترى القلب ينبض أمامك.
عندما وصلت حالت الطفللهذه المرحلة ،قلت للأم: خلاص هذا لايمكن علاجه بالمرة لا أمل لقد تفاقم وضعه؛فقالت الحمد لله كدأبها ولم تقل شيئا آخر مضى الآن علينا ستة أشهر و نصف وخرج الطفلمن الإنعاش
لا يتكلم لا يرى لايسمع لا يتحرك لا يضحك و صدره مفتوح ويمكن أن ترى قلبه ينبض أمامك، والأم هي التيتساعد في تبديل الغيارات صابرة ومحتسبة .
هل تعلمون ما حدث بعدذلك ؟
وقبل أن أخبركم ، ماتتوقعون من نجاة طفل مر بكل هذه المخاطر و الآلام والأمراض، وما ذا تتوقعون من هذهالأم الصابرة أن تفعل و ولدها أمامها عل شفير القبر، و لا تملك من أمرها الاالدعاء والتضرع لله تعالى .
هل تعلمون ما حدث بعدشهرين ونصف للطفل الذي يمكن أن ترى قلبه ينبض أمامك ؟
لقد شفي الصبي تمامابرحمة الله عزوجل جزاء ً لهذه الأم الصالحة ، وهو الآن يسابق أمه على رجليه كأنشيئا ً لم يصبه وقد عاد كما كان صحيحا معافى ً .
لم تنته القصة بعد ماأبكاني ليس هذا، ما أبكاني هو القادم :
بعد خروج الطفل منالمستشفى بسنة و نصف ،يخبرني أحد الإخوة في قسم العمليات بأن رجلا ً وزوجته ومعهمولدين ،يريدون رؤيتك، فقلت من هم ؟ فقال بأنه لا يعرفهم.
فذهبت لرؤيتهم وإذا بهموالد ووالدة الطفل الذي أجريت له العمليات السابقة عمره الآن 5 سنوات مثل الوردةفي صحة وعافية كأن لم يكن به شيء ومعهم أيضا مولود عمره 4أشهر.
فرحبت بهم وسألت الأبممازحا ًعن هذا المولود الجديد الذي تحمله أمه هل هو رقم 13 أو 14 من الأولاد ؟
فنظر إلي بابتسامةعجيبة ( كأنه يقول لي: والله يا دكتور إنك مسكين)
ثم قال لي بعد هذهالابتسامة : إن هذا هو الولد الثاني وأن الولد الأول الذي أجريت له العملياتالسابقة هو أول ولد يأتينا بعد 17 عاما من العقم وبعد أن رزقنا به، أصيب بهذهالأمراض التي تعرفها .
لم أتمالك نفسي وامتلأتعيوني بالدموع وسحبت الرجل لا إراديا ً من يده ثم أدخلته في غرفة عندي وسألته عنزوجته ، قلت له من هي زوجتك هذه التي تصبر كل هذا الصبر على طفلها الذي أتاها بعد17 عاما من العقم ؟ لا بد أن قلبها ليس بورا ً بل هو خصبٌُُُ بالإيمان بالله تعالى.
هل تعلمون ماذا قال ؟
أنصتوا معي يا أخواني ويا أخواتي وخاصة يا أيها الأخوات الفاضلات فيكفيكن فخرا ً في هذا الزمان أن تكونهذه المسلمة من بني جلدتكن.
لقد قال:
أنا متزوج من هذهالمرأة منذ 19 عاما وطول هذه المدة لم تترك قيام الليل إلا بعذر شرعي، وما شهدتعليها غيبة ولا نميمة ولا كذب ، واذا خرجتُ من المنزل أو رجعتُ إليه تفتح لي البابوتدعو لي وتستقبلني وترحب بي وتقوم بأعمالها بكل حب ورعاية وأخلاق وحنان.
ويكمل الرجل حديثهويقول : يا دكتور لا استطيع بكل هذه الأخلاق و الحنان الذي تعاملني به زوجتي أنأفتح عيني فيها حياءً منها وخجلا ً ؛ فقلت له : ومثلها يستحق ذلك بالفعل منك
انتهى كلام الدكتورخالدالجبير حفظه الله .
------------------------------------------------------
وأقول:
إخواني و أخواتي، قدتتعجبون من هذه القصة ومن صبر هذه المرأة ولكن اعلموا أن الإيمان بالله تعالى حقالإيمان والتوكل عليه حق التوكل والعمل الصالح هو ما يثبت المسلم عند الشدائدوالمحن وهذا الصبر هو توفيق من الله تعالى ورحمة.
يقول الله تعالى:
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْبِشَيْ ءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِوَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ(155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُممُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ(156) أُولَـئِكَعَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُالْمُهْتَدُونَ(157) - سورة البقرة
و يقول عليه الصلاةوالسلام:
((ما يصيب ُ المسلم َ مننصب ٍ ولا وصبٍ ولا هم ٍ ولاحزن ٍ ولا أذىً ولا غم ٍ، حتى الشوكة يشاكها إلا كفرالله بها خطاياه ))
فاستعينوا إخواني وأخواتي بالله وأسألوه حوائجكم وادعوه وحده
والجئوا اليه في السراءوالضراء إنه تعالى نعم المولى ونعم النصير وجزاكم الله خيرا ً ولا تنسونا من صالحدعائكم
لا تنس ذكر الله