شريعة حمورابي، أقدم قانون مكتوب في التاريخ من بابل القديمة في العراق
4 سبتمبر 2011
شريعة حمورابي من أقدم التشريعات التاريخية التي تم فك رموزها إذ يرجع تاريخها الى عام 1790 قبل الميلاد. ما يميزها هو شموليتها و تكاملها لكثير من نواحي الحياة في مملكة بابل حيث كثرت التشريعات و القوانين في ذلك الوقت. حمورابي هو سادس ملوك مملكة بابل و لم يكن يحب أن يطلق عليه لقب الاله و لكنه فضل أن يلقب بخليل الالهة و هو معنى اسم “حمورابي”. صورة لحمورابي و هو يأخذ الأوامر من اله الشمس عند البابليين “شمش”:
وجدت أول نسخة من هذه التشريعات محفورة على عمود بازلتي طوله 2.5 متر وعددها 282 تشريع أو قانون. تم اكتشاف العمود في ايران من قبل أحد علماء الاثارعام 1901 و هو الان محفوظ في متحف اللوفر في باريس وهو نسخة من عدة أحجار نقشت عليها التشريعات والتي وزعت على الأماكن التي كانت تتبع للحكم البابلي في العراق، صورة للعمود و يظهر في قمته حفر لصورة حمورابي مع اله الشمس:
قوانين العقوبات التي وجدت على العمود كانت مقسمة الى فئات اعتمادا على الحالة الاجتماعية للشخص ان كان عبدا أو مملوكا وهي تصب في التشريع الشهير لحمورابي” العين بالعين و السن بالسن”. أكثر من نصف التشريعات تتعامل مع أمور العقود و الصفقات و الأجور، و ما يقارب من ثلث التشريعات يتناول قضايا تتعلق بامور الأسرة و العلاقات الأسرية كالزواج و الطلاق و الميراث و الابوة و العلاقات الزوجية. و هناك مجموعة صغيرة من التشريعات متعلقة بالامور العسكرية.
يوجد تشابه كبير بين شريعة حمورابي و شريعة التوراة التي نزلت على سيدنا موسى عليه السلام بالرغم من وجود فاصل زمني كبير بينهما فسيدنا موسى ولد بعد حمورابي بـ 400 عام، و من أمثلة قوانين حمورابي التي وجدت لها قوانين مشابهة في التوراة:
قانون حمورابي 195: إذا ضرب ولد والده فعليهم أن يقطعوا يده
قانون حمورابي 250: إذا عجل، وهو مار في الطريق، نطح رجلاً ما وأماته، هذه القضية لا تستوجب التعويض
قانون حمورابي 197 ـ 200: إذا كسر سيد عظم سيد آخر، فعليهم أن يكسروا عظمه.
إذا قلع سيد سن سيد من طبقته، فعليهم أن يقلعوا سنه
الجدير بالذكر أن هناك انقسام في الراي بين العلماء حول تزامن سيدنا ابراهيم مع حمورابي، فبعض العلماء يرى أن حمورابي جاء بعد سيدنا ابراهيم و ليس قبله و ما شريعته الا نسخة متصرف بها من الصحف التي نزلت على سيدنا ابراهيم، بينما تجمع الكثير من المصادر التاريخية على ان سيدنا ابراهيم خرج من بلاد بابل الجنوبية على أيام حكم حمورابي حاملاً معه شرائع بلاده الأصلية التي بقيت تراثاً لدى أبنائه وأحفاده على التوالي يعملون بها ويتقاضون بموجبها و دليلهم الى ذلك هو زواج إبراهيم من هاجر الجارية فقد جاء في قوانين حمورابي أن للسيد ان يتزوج على زوجته العاقر (سارة)، لينجب منها في حين يغيب هذا الامر في قوانين العهد القديم. فقد ورد في قانون حمورابي المادة 145 ما نصه: “إذا تزوج سيد زوجة، ولم تهد له أولاداً، وقرر أن يأخذ جارية فلهذا الرجل أن يأخذ ويأتي بها إلى بيته على أنها امرأة ثانية”.
صورة لقالب من الطين عليه بعض التشريعات:
من بعض أحكام شريعة حمورابي المثيرة للاهتمام، اخترنا لكم:
* إذا وجه شخص اتهام ضد شخص اخر، وذهب المتهم إلى النهر وقفز في النهر، فاذا غرق المتهم في النهر يجوز للذي وجه له التهمة بالاستيلاء على منزله. ولكن إذا أثبت النهر أن المتهم غير مذنب بأن يخرج منه دون ان يصاب باذى، فيجب وضع الذين جلبوا هذا الاتهام حتى الموت ، بينما يقوم الذي قفز في النهر بأخذ منزل الشخص الذي اتهمه
* اذا تزوج رجل بامراة و لم يدخل بها، فان هذه المرأة لا تعتبر زوجة له
* اذا حكم قاض في قضية و أصدر حكمه النهائي و كتبه و تبين فيما بعد أن حكمه كان خاطئا و أنه هو المتسبب في ذلك الخطأ، فإنه يدفع 12 ضعف الغرامة التي فرضها في حكمه و يحرم من ممارسة عمله كقاض نهائيا
* اذا قام عبد لشخص حر بضرب رجل حر اخر تقطع أذنه
* اذا ضرب رجل امرأة حرة و أفقدها جنينها بسبب تلك الضربة فعليه أن يدفع عشرة شيكلات كتعويض لها.
يذكر أن الشيكل كان متداولا في ذلك الوقت و حتى قبل ذلك و قد وجد أن أول استخدام له كان حوالي 3000 سنة قبل الميلاد و هو إما أن يكون عملة معدنية أو مقدار من الشعير تتم المقايضة به وتداول به اليهود في فترات متفاوته في تاريخهم من ما جعلهم يختارون إسم الشيكل لعملتهم المتداوله في هذه الأيام. الصوره التاليه لشيكل فضي صك 68 سنه قبل الميلاد.
: