هذا حسيننا فأين يزيدكم ؟
في كل عام تمر علينا الفاجعة الكبرى لواقعة الطف الاليمة حيث الحسين (ع) على الثرى خيل العدى كسرت ضلوعه مسلوب العمامة والردى مذبوح من القفى ,, كلمات يرددها ارباب المنابر والسير قرابة الف واربعمائة عام مضت على استشهاد ابي الضيم واصحابه واهل بيته ,,وكلما مر الزمان ذكره يتجدد ,, وجعل الله افئدة من الناس تأوي اليه وتنتصر لدمه وهذه واحدة من دلائل الخلود للذين يحفظون عهد الله و وسنة نبيه صلى الله عليه واله وسلم .
ان الحشود المليونية التي تفوق ثلاث اضعاف تلك الحشود التي تأم بيت الله الحرام ,, هذه الحشود المليونية التي امنت بالحسين فكراً ومنهجاً وقصدته مشياً على الاقدام ومن مسافات بعيدة محولة هذه الشعيرة من شعيرة محلية تقتصر على شيعة اهل البيت عليهم السلام الى تضاهرة اسلامية تشارك بها مئات الالاف من المسلمين القادمين من شتى اقطاب الارض وما ان تحط رحالهم ارض العراق الطاهرة يقصدون الحسين (ع) مشيأ على اقدامهم وقد سبقتهم قلوبهم متلهفة لزيارت عنوان التضحية والفداء وقربان الشهادة والصدق الوفاء .
ان الذي ينظر الى واقعة الطف من الزاوية المعنوية يجد ان مايحصل في قضية الحسين (ع) مدلولاً حياً لصدق ماوعد الله به عباده الصالحون وترجمان للعاقبة التي كتبها الله لعباده المخلصين وكيف لا وقد اثر ابن النبي ان يضحي بالغالي والنفيس من اجل اعلاء كلمة الحق والانتصار للمظلوم وعدم الرضوخ للباطل مهما كانت العواقب ,, فكيف بالحسين (ع) وهو الامام المعصوم ان لايجود بالنفس وهي اعلى غاية الجودي وهو يعلم ان الله يصدق وعده ويضاعف اجر من هاجر اليه .
ان تظاهرة عاشوراء والتي تتجدد كل عام انما هي السراج الذي ينير طريق الالهيين الذين يريدون ان تملأ الارض قسطاً وعدلا ,, بعدما ملأت ظلماً وجورا وهي الطريق الذي يمهده المؤمنون لاستقبال صاحب العصر والزمان ليسلموا له الراية ,, راية الحق التي دافعوا عنها بكل ما أوتوا من قوة وقدموا لها ارواحهم وعيالهم ومالهم قرابين لكي تبقى شعلت التضحية والفداء وضاءة في سماء المنتظرين المهدويين .
والذي يثير الاستغراب ذلك الصمت القاتل من وسائل الاعلام العربية والاسلامية وتعمدهم اخفاء حقيقة الثورة الحسينية الخالدة وتغطيتهم لمهرجانات الفسق والفجور وصرف الاموال الطائلة على برامج مبتذلة محاولين صرف انظار الراي العام عن الرجال الذين صنعوا المجد والخلود ببذلهم مهجهم وكل مايملكون .
ان صرخة الحسين ( هيهات منّا الذلّة ) لاتزال مدوية في اذان الطغات ,, ومهما طال بهم الامد فلابد ان يأتي اليوم الذي يدفعون ثمن بغيهم وظلمهم وطغيانهم و( ما صدام اللعين وشين العابدين بن علي وقبحي مبارك والمهووس القذافي ) عن هؤلاء ببعيد وان مصيرهم هو نفس المصير وان اجلهم ات لامحال يومها لاتنفعهم معذرتهم اذا كانوا يستطيعون .
ويطهر ارض الاسلام المقدسة من ارجاس اتباع اللعين يزيد ابن معاوية واتباع معاوية ابن ابي سفيان وسوف يمتد ليحرر شعوب العالم من براثن الاستكبار العالمي وما يوم تحرير الارض المقدسة فلسطين ببعيد .
ان على الدول الاستكبارية وعملائها بالمنطقة ان يعوا جيداً ان مخططاتهم سوف تسحقها اقدام زوار الحسين (ع) وسوف تزلزل هذه الاقدام عروشهم وتقدح شرارة التحرير في اذهان شعوبهم وسوف يكون مصيرهم مصير الذين سبقوهم ,, الذل والمهان والخلود في قعر جهنم وبأس المصير .
ان مانشاهده كل عام من زحف مليوني الى القباب الشامخات في كربلاء المقدسة دليل واضح على صدق المنهج وسلامة الطريق ودليل واضح ايضاً على كذب ادعاء اعداء الحسين (ع) فعلى المسلمين ان ينتبهوا الى انفسهم وان لاتفوتهم الفرصة فأن تعرف الحق تعرف اهله ,, فهذا حسيننا فاين يزيدكم .