كثيرة هي قصص المعاناة والعَوَز في العراق المضطرب اليوم ، لكن بينها ما يوجع القلب اكثر من غيره ويستفز المشاعر الصماء ، حين يضطر المتعفف وأبي النفس الى ان يطعم اطفاله من النفايات و لا يمد يده لاحد غير الله.
والقصة تداولها ناشطون عبر شريط فديو على مواقع التواصل الاجتماعي ، لاسرة من تسعة افراد في مدينة الناصرية ، لا معيل لهم الا أب كبير السن يعمل باجر يومي وبمرتب لا يزيد عن 200 الف دينار عراقي في الشهر ، مبلغ بسيط ينفقه المترفون في العراق الجديد بوجبة عشاء واحدة .
ويظهر في شريط الفديو سيدة تدعى ( ام حيدر ) وستة من اطفالها في منزل عشوائي ( حواسم ) لا يحمي من برد ولا يقي من حر ، وقد تهدم جزء منه في موجة الامطار الاخيرة التي ضربت المحافظة .
والمعاناة هنا ليست في المنزل المهدم والراتب الذي لا يسد الرمق ، بل ان السيدة كشفت عن قِدرٍ تجمع فيه الخبز اليابس من النفايات لتطعم اطفالها وتسد جوعهم .
والانكى والامر هو عجزها عن علاج صبيها الوحيد والذي تشوهت يده بعد اصابته بكسر ، واحتراق طفلتها الصغيرة ، وحرمان اخرى من الدراسة ، وكل ذلك بسبب عسر الحال في بلد البترول والمال .
قصة ام حيدر باختصار هي تجميع لكل صور المعاناة في اسرة واحدة ، ملخص لمواجع الطيبين واهل الله والمنسيين ، والذين ما انفكوا يحمدون الله على "الستر والعافية".
المصدر
http://www.nasiriyah.org/ara/post/68103