طلب مشاركة
طلب مشاركة
اشرأب عنقها من الباب نصف المفتوح ...نحو نهر زقاق هدأت ضجته...بدا و كأن كل الاطفال اختفوا فجأة باتفاق ...لربما كان الغداء سيد المشهد في البيوت الصامتة ...
تلك الصبية ما استطاعت يوما ان تقاوم اغراء الرغبة في التعرف على ما يجري من حولها ...في الخارج تزداد شناعة الفضول المقترف ...و ما افلحت امها يوما في ثنيها عن جريمة التلصص اللذيذة تلك، حد الشعور بالنشوة ...
مسحت حدقتاها لوحة الظهيرة ... تلك المرأة التي تقف كل يوم بانتظار احدهم تختفي في ظل الجدار و عباءتها تغطي كل شيء الا عينين خائفتين ...هاهي في موقفها المعتاد ...
و( تفاصيل) جارتهم ، التي تتناقل نساء الزقاق انتظارها لرسائل لا تصل منذ غادرها من لم يعد يتذكرها ، واقفة كأن ساعي البريد سيمر ويسرق الرسالة ان لم تلق هي القبض عليه بنفسها ..و لأنها لا تنساه ...تكتسي حكايتها على ألسن النسوة بطعم مر ...
رفعت رأسها الى اعلى دار اجمل من دور الزقاق ...يقابلهم ...تتدلى اغصان اللبلاب الخضراء من شبابيكه ...تحتفل بوجه ابنتهم اشجان التي تشارك صبيتنا ولعها في التطلع ...لكنها لا تتجاوز ظرفتي شباك اللبلاب ذاك ..لوحت لها بمحبة ....و ابتسامة مودة تعلو وجهيهما ..
ما كان في الزقاق من احد سوى غريبين ...احدهما يمعن النظر في الارض باحثا عن شيء ما ..و الثاني يتلمس بغرابة بعينيه الجدران ...كمن يتعرفها من جديد ...لمحته يقف في اخر الزقاق ...يتمسك بجدار كما يلوذ مؤمن بضريح الاولياء ...ثم يختفي ...
سمعت صوت امها يشق الظهيرة من الخلف ...مناديا : فيري ..عدت الى عادتك الحمقااااء ..اغلقي الباب ...
لم تهتز كثيرا ..فهذا طقس معتاد ....كلما مارست هوايتها ....و قبل ان تغلق الباب ..لمحت العم دافنشي يوشك ان يدخل داره عائدا ...تبسمت له و لوحت بيدها محيية ...بادلها ابتسامة ...او ربما تخيلت ذاك في زحمة انشغالها في الهرب الى الداخل قبل الصرخة الثانية .
لماذا لا يفاتح أحدكم سامر ليضيف سمايل يتمايل طررررربااااااا .... ثمل أنا ثممممممل بكل هذا ... مالذي يجري ؟!!! لماذا أنتم رائعوووووون هكذا و لهذا الحد ؟؟؟؟!!!!!!!!!!!
طلب مشاركة ..
حين اعلن المطر الماضي قسوته المفرطة على الجدران المحتدبة تلك التي تمارس صمت الملامح
موعدنا الباهت حمرة كالسماء الان كان .. نعم كان !!
ما زال الزقاق يرتل اسمك الثمل .. يحتفظ بما ابقته قدماك على رماله بصندوق
امام تجاعيد النافذة .. اغتيلت انفاسي
اصغاء الى ما كان .. دندنة خجل , ضحكة
رئة ما زالت تحاول شق الطريق لشهيق آخر
تُحاكيني الأنا
( تعثري مرة اخرى بتلك الذاكرة البليدة سورين .. مرة فقط ما زال برد ظله يُسامر روحي دثريها لمرة اخرى فقط .. )
ضحكة منتحبة قاطعتها آخر نظرات تلك الصبية فيري
تعساً لكِ سورين ..
رفعت قدميها بحذر خوف الوقوع بحفرة الذاكرة
وختمت نفسها الآخر وحديث الأنا والأنا
...
و تستمر الروعة في الاستبداد بمشهد الورشة .... و ننتظر المزيد من الأصدقاء الذين ما شاركوا حتى الآن