مساؤكم ابعد ما يكون عن حيرتي في هذا الواجب ....اليكم ما انتهيت اليه ....و عن غير ثقة :
...............................................
واحد و عشرون كذبة في لندن ....واحد و عشرون فجرا ً فقط هو كل ما كان يفصلهم عن ادعاء انني رحلت ُ لأن قلبي لم يعد يحتمل ....
زعموا ان قلبي ....هو من خذلني ..و هو الذي ما خذل يوما ً ايَّ سبيل ٍ للبطولة ِ توسلَ اليه ليسير فيه ...
و لأنني تركتهم مدينين لي ....بتكذيب الكذبة التي ما صدّقها يومها أحد ....اطللت ُ برأسي آملا ً باسترداد شيء ٍ من دَين ..! آملا ً ربما باعتذار ..
لكنني حين جئت ُ وجدتُني أُلبِس ُ العمائمَ السوداء وجهي ...و ماكان وجهي يوما ً اسود َ كما هو اليوم !
وجدتُني على اغلفة كراريس ثورة لا اعرفها .....وجدتني اسما ً لأفكار ٍ ما قصدتُها ان تولَدَ مشوهة ً هكذا ...يا سادتي ....اقسم ُ انني ما هكذا نطقتُتها ...
و هل ينفع ُ قسَمُ ( يساري ٍ) مثلي حين يناوءُ قسم َ ( سادتنا ) حين يقولون انهم أدرى بما كنتُ اعنيه مني ....سأكون يساريا ً جدا ً ...كافرا ً جداً و مناهضا ً للثورة العظمى التي صادف َ ان كنتُ بالامس ِ والِدَها ...والدٌ بينه و بين مجهول النسب الملصَق ِ به ما يُتم ُّ به صبي ٌّ فطامه ...
رفعت ُ صوتي لأذكّرهم : يا سادتَهُم .....انا اذكر ُ جيدا ً انني يوما ً قلت ُ انه لا خير في ثورة تنقل الانسان من الظلم الى الظلام ...
ماذا ؟.....لم اقل ؟....نعم ...صدقتم ...انتم اولى بالمؤمنين من أنفسهم ...و ادرى بما في صدورهم ....وما نطقته يوما ً السنتهم .!!
لكنني ....لست ُ مؤمناً....كافر ٌ انا بكم ...
و انا اعتذر ُ لأنني عدت ُ مطالِبا ً بآعتذار ....
ايها المغفلون ......عن كلِّ شيء قلتُه يوما ً ....و حدَّثوكم به ....أعتذِرْ.
(د.علي شريعتي .)