إيران (صورة أرشيفية)
في معركتها الدبلوماسية الحالية ضد طهران وسعت الرياض دائرة المنتقدين لدور إيران في المنطقة وحشدت لتأييد عربي على مستوى العالمين العربي والإسلامي بالتوازي مع خطاب تجاوز الانتقاد.
وكانت إحدى ثمار هذا الحشد إعلان قائد الجيش الباكستاني، الأحد 10 يناير/كانون الثاني، أن أي تهديد لأراضي السعودية سيثير ردود فعل قوية من قبل إسلام آباد.
هذا الحديث الصارم، كما يبدو، جاء تتويجا لزيارة ولي ولي العهد السعودي، وزير الدفاع محمد بن سلمان إلى باكستان الأحد.
التصعيد بين القوتين الجيوسياسيتين في المنطقة أثار قلق المجتمع الدول وبلدان المنطقة، وأصبح هاجس الحرب يخيم على الوضع.
في هذه الأثناء اختتم الأحد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية بمشاركة وزراء الخارجية العرب، دانت الجامعة في ختامه على لسان أمينها العام نبيل العربي حرق سفارة وقنصلية السعودية في إيران.
وأشار العربي إلى أن الاجتماع في القاهرة يهدف إلى تأكيد التضامن العربي التام مع السعودية في أزمتها مع إيران، محملا الأخيرة مسؤولية خرق الاتفاقيات الدولية.
وأكد الأمين العام للجامعة أن المنطقة لا تحتمل أي "فتنة طائفية" تحاول إيران بثها، حاثا إياها على تحسين علاقاتها مع الدول العربية وعدم التدخل في شؤونها وانتهاك سيادتها.
الاستفزازات الإيرانية كما تسميها دول عربية لاقت ادانة قوية في البيت الخليجي وانسحبت على التخوفات من أن تمتد من البحرين إلى الإمارات فالكويت، وجميعها دول إما قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران وإما قدمت لسفيرها مذكرة اعتراض على تدخلها بالشأن السعودي وإحراق ممثلياتها في الجمهورية الإسلامية.
وسبق أن أعلن في ختام اجتماع للتعاون الخليجي أن للمجلس رؤية مشتركة حيال ما أسماه "الاعتداءات الإيرانية".
الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبداللطيف بن راشد الزياني، قال حينها إن دول المجلس تدين "الاعتداء الإيراني" على السفارة السعودية.
وهنا تقف دول الخليج صفا واحدا مع السعودية إزاء ما أسمتها بـ"الاعتداءات الإيرانية" على الممثليات السعودية في إيران.
رغم الخلافات الخليجية الداخلية، إلا أن الأزمة مع إيران وحدت الصف.. ويرى مراقبون أن الموقف الموحد لدول الخليج وحشدها للتأييد العربي والإسلامي الواسع، أجبر إيران على التراجع في تصريحاتها ضد الرياض، رغم التصريحات في بادئ الأمر.
الوضع على الجانب الإيراني.. من التهديد والوعيد إلى التهدئة
بدت التصريحات الإيرانية للمراقبين في بداية الأزمة حادة وتحمل طابع التهديد، إذ حذرت طهران من دفع الرياض ثمنا باهضا لما ارتكبته، فيما هاجم المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي ساسة السعودية وتوعدهم "بانتقام إلهي".
لكن حدة هذه التصريحات تحولت إلى دعوات للتهدئة، حيث أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الجمعة أن إيران ترغب في التهدئة مع الرياض، مشيرا إلى أن بلاده لا تريد تأجيج التوترات مع السعودية وسائر جيرانها الخليجيين.
وبعث ظريف رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، طلب منه إيصالها إلى كل من مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة قال فيها: "ليس لدينا أي رغبة في تصعيد التوتر في محيطنا".. "علينا جميعا أن نكون موحدين في وجه التهديدات التي يشكلها المتطرفون ".
تصريحات الوزير الإيراني، تدل على عدم رغبة الجمهورية الإسلامية في سياسة التصعيد والتفرغ للأهم، لا سيما أن طهران تمر على طريق وعر بعض الشيء.. فتطبيق الاتفاق النووي الذي تم إبرامه مع الدول الكبرى وتسوية الأزمة السورية، والأزمة اليمنية وعملية رفع العقوبات الاقتصادية عنها، تحتاج إلى التريث والتهدئة.
لكن السؤال الأهم، هل ستكون الأزمة السورية رهينة سياسة شد الحبل بين الرياض وطهران؟
إياد قاسم
المصدر
https://arabic.rt.com/news/806900-%D...%D8%A7%D9%86-/