هات ألواحك واصدح بأسفار الرواح
أيها الراهب واتلو تناهيدي
وسل مواكب الاحزان من أي صوب
أتت وكيف بدلت أغاريدي
هل كتبت في ألواحك هذي الجراح
قدر يسكب الحزن في قصيدي
ما قضينا ساعة في لقيا الصباح
وقضينا العمر في ليل وصيد
......... ............ .............
أيها الراهب أقم صلاة الوجد
ما الفرح إلا وهم يعتريك
لا تبالي بالصبح إن الليل
قدر من ميلادك يحتويك
ومواكب الأحزان تسري تحجب
النور قسرا عن ناظريك
ليت شعري أين منها المفر
وهي في الأيام خل وشريك
......... ......... ...........
يا ساعة من نعيم أين أنت
أين حلمي ورجائي ودعائي
يا ساقي الحزن ملأت كأسي
حنانيك إني تجرعت شقائي
يا ساعة من هناء كيف هنتي
على أقداري وبدلت غنائي
ما قامت في حياتي ليلة عرس
إلا ولملمت النجوم من سمائي
.......... ......... ............
مليكتي كيف هان على من هال
التراب رقيق المحيا وثغر عذوب
أتى بنور الصبح ومضة وراح
الموت به محلقا في الغيوب
آه من عبث الأقدار بقلب
يصطلي النار وينتظر فجر كذوب
أنى لذاك النور يوما أن يعود
ألقاني غريبا ومضى في الغروب
........... ........ ....... ........
قصي على الخالدين حكايا هوانا
واتلي قصائدي في الخلد ألحانا
وقولي بأن الثريا أنارت
لنا الليل فاحتوانا حنانا
ثم نادى المنادي فاعترانا
لافح من وهج النار رمانا
في غيابات الموت نحتسي نار
البعاد وتصطلي منها حشانا
.......... ............. ............
أيها الراهب قم واصدح بألمي
وتأنى عندما تتلو القصيد
فيه ذكرياتي وقلبي ودمي
وعمري الذي اشتاق البعيد
رب قافية سرت فأسمعت همي
لمن راق لها سكن الخلود
أنى لمواكب الحزن أن تمضي
وأنى لساكن الخلد أن يعود
( يحيى عبد الفتاح )