حلمٌ من بعيد
يتراءى أمامي
ينصهرُ في ايقونةِ روحي
لتولدَ من رحمِ الحروفِ
كلماتٌ حاكت قصائداً
من لغةِ أشواقٍ عصفت بي
لحواءَ خضع لها عرشُ الهوى
تغيبني في سكرةِ حبها
ثملٌ لا اصحو ابدا
و يعزفُ نايُ القمرِ
احلامَ الامنيات
لتضحكَ الكواكبُ
مفتونةً بمشكاةِ صدرٍ
يسري نورهُ مدادَ قصيدة
تتراقصُ الفراشاتُ حولَ ازهارها
تصدحُ اغنياتُ الطيور
و يَهبُ النسيمُ للصفصافِ شِعرَهُ
ليرممَ ذاكرةً محطمة
نسيت عشقا.. شغوفةٌ عشقا
سكنت ليل غربةٍ ذاب الشمعُ
في عتمتها كسيرا
فيسدلُ الليلُ جفونهُ
لتعودَ من الحلمِ حواء
و تعودُ الطيورُ تغني
لي انا
حينَ ارتقيتُ بين سحابتين
و رسمتُ حوائي كوناً
حينَ اسدلت خُصلاتٍ
و سحرت ندى جفوني
ليشرقَ وجهها شمساً
من تحتِ عباءةِ شعرها
و أُطلُ على حديقةِ انوثتها
لم يدخلها انسٌ و لا جان
تقطفُ لي الزهرةَ الوحيدة
تراقصني فيتعرى فؤادي امامها
حينَ ارتديتها بحرا و ارتدتني سماء
تأتيني من بينِ جراحي
تنبتُ أقحواناً و عشباً ندي
تلجُ مخبأي الاخير
في ذاكرةِ الياسمين
تُشعلُ شتائي لتكونَ معنى الربيع
تستفزُ كياني كأنها
رؤيا يراعاتٍ في مهدِ النور
سحرت كواكب غراء
على فمِ القصيدة
أبجديةُ الحبِ الاول
في سِر قلبها
تصوغُ بفتنتها تعاليماً
من أسرارِ الورود
ترقصُ رقصتها
على انغامِ اوتارِ قلبي
و يمضي الليلُ يمضي الليلُ
رويداً رويدا وجيعاً كسيرا
و يشرقُ الصبحُ يشرقُ الصبحُ
يمزقُ ستائرَ عيوني
لأصحو من حُلمي
بلا زورقِ نجاةٍ
يُنجيني من مغرقي
فادي شاهين