سراستشهاد الحسين (ع) في القرآن الكريم
وإذ أبتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال أني جاعلك للناس أماما ..)
الابتلاء هنا بمعنى الاختبار وهو ذبح ولده إسماعيل(ع) حيث قال :
يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك، ماذا أنت قائل؟
قال إسماعيل(ع) يا أبتي افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين.
فلما صعدا إلى الجبل لكي يذبحه،فقد اجل الله هذا الذبح وفداه بكبش(خروف )في بعض تفسير العلماء وفي الحقيقة هو كبش فداء وهو(الحسين ع)
كما قال تعالى في آية أخرى في سورة الصافات
(وفديناه بذبح عظيم،وتركنا عليه في الآخرين)
الذبح العظيم هو سيد الشهداء الحسين (ع) ودليله في نفس الآية
(وتركنا عليه في الآخرين) أي في آخر أمة وهي امة محمد (ص) وهو آخر الأنبياء.
وقد تأجل هذا الذبح مرة أخرى قبل الإسلام فكان الذبيح هنا والد الرسول الأكرم (ص) حين نذر جد الرسول محمد (ص) نذرا إلى الكعبة المشرفة بان يذبح احد أبناءه إذا اكتمل عددهم ( 11أو12) فردا من الذكور، ولما رزقه الباري واكتمل العدد
قيل له أوف بالنذر ، قال افعل فلما وقعت القرعة على عبد الله (ع) أبو الرسول محمد(ص) لثلاث مرات امتنع جد الرسول (ع) من ذبحة لأنه يعلم في صلبه نور النبوة ،كما قال تعالى (ونرى تقلبك في الساجدين) أي حمل نور النبوة في أصلاب أجداد النبي المؤمنين العابدين الساجدين لله تعالى فهم على ملة إبراهيم الخليل... فقال عبد المطلب (ع) خذوا غيره من أولادي. قالوا إما هو أو تفديه بمائة ناقة. قال افعل، فأخذوا النوق فعقروها.
ولهذا أشار سيد المرسلين محمد(ص)وقال ( أنا ابن الذبيحين )
فكان يقصد بالذبح الأول إسماعيل(ع) والذبح الثاني ذبح عبد الله(ع)والده ، فتحقق الذبح وتجسد في سيد الشهداء الإمام الحسن (ع).
وكان سؤال إبراهيم لجبرائيل (عليهم السلام) من الذي سيكون المذبوح بدل ولدي إسماعيل، فأعلمه جبرائيل بأنه الحسين بن علي بن أبي طالب وصي محمد(ص)خاتم النبيين وأمته آخر الأمم......
إن إبراهيم(ع)عندما ابتلاه الله واختبره بذبح ولده فأراد أن يفعل ويحقق رأياه بالذبح فاجله الله تعالى نزلت في حقه الآية (وإبراهيم الذي وفى) فأعطاه الله علما ومعرفة من خلال أسمائه وكلماته التي أتمهن له وهم (محمد وآله)
(صلوات ربي عليهم)حيث قال (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن) فأعطاه الله درجة عالية ومنزلة أعلى وهي الإمامة حيث قال
( إني جاعلك للناس إماما)، وهذه الكلمات هم الرجال الذين اصطفاهم لنفسه وجعلهم من أسمائه وكلماته التامات ، وقد اعلم الله إبراهيم بأنهم من ذريته فقال (ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) أي هؤلاء لا يكونوا ظالمين لا لأنفسهم ولا لغيرهم،
صحيح إن الإسلام يجب ما قبله ولكن بالنسبة للإمام لا ينطبق عليه هذا القول لأنه معصوما عصمة الإلهية ، فالفرد لا يصبح إماما إذا سجد لصنم قبلا الإسلام أو شرب الخمر أو كان ظالما لنفسه أو لغيره حتى لو كان ذالك قبل الإسلام، لان الأئمة طاهرين مطهرين مختارين من قبل الله تعالى وقبل ظهورهم إلى عالم الدنيا فهم معصومون بالعصمة الإلهية من الزلل والخطأ ولهذا قال ( لا ينال عهدي الظالمين) والعهد هو الإمامة...
واعلم بان الكلمات التي ذكرها آدم فتاب عليه الله عندما اخطأ ،هي خمسة فقط (وهم أصحاب الكساء) محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين
(صلوات ربي عليهم) والآية هي (وتلقى آدم من ربة كلمات فتاب عليه)
وأما الخليل إبراهيم(ع) فقد أتمهن له أي أكملهم بأسماء الأئمة المعصومين وأتمهن بالإمام القائم(ع).
ومن خلال منصب الإمامة لإبراهيم قال تعالى(وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض..) وكان هذا بمنظار إني جاعلك للناس إماما، حيث دار حوار بين الخليل وجبرائيل حول الحسين ومصرعه في كربلاء ، وهذا الحوار فيه أسرار ممن لا تتحمله العقول وهو خاص لأهله ......والحمد لله وحده
منقول