بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اثناء قرائتي لاحد المواضيع في منتدى النقاشات و الحوارات الجادة الذي كان محوره سؤال بسيط جدا و لكن اثار عاصفة من الردود
هل الحب له علاقة بالجمال ؟
و طبعاً اول ما سيخطر على بال الأغلبية هنا هو المظهر و المظهر فقط مع الاسف ، و نعني هنا بطابع الحال المظهر و الشكل الخارجي الذي كان المحور الرئيس لغالبية الردود من الأخوة الكرام الرجال كسبب للحب و الزواج
الذي يذكي الفكرة السائدة عن ان بعض الرجال يشكل له ذاك الجمال الخارجي المعيار الرئيسي لاختيار الزوجة حتى ان ذاك البعض يضع لائحة من الشروط لذلك المظهر من لون العيون و الشعر والخ و كلمة ال بعض تعني البعض هنا لان التعميم مرفوض و خطأ من حيث المبدأ بفضل من الله تبارك و تعالى و الا لكانت كل النساء ذوات المظهر العادي او الاقل من العادي بمقياس الجمال من وجهة النظر العامة في المجتمع ، لكن بقين دون زواج و هذا طبعا منتفي في الواقع كما نعلم و نلاحظ لان الجمال في عين الرائي بمعنى ان ما تراه جميلا قد يكون قبيحاً او ليس بذاك الجمال من وجهة نظر غيرك لاختلاف الطبائع و كل ما له علاقة بصياغة مكنون الشخصية لدى الانسان لذلك تختلف الشخصيات فتختلف تفضيلاتها بناءاً على ذاك فما يعجبك قد لا يعجب غيرك و العكس صحيح
يقول الله جل في علاه
بسم الله الرحمن الرحيم
(( وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ )) (221) سورة البقرة
صدق الله العلي العظيم
و في ذلك إشارة واضحة من الله العلي القدير على ان مكنون الروح و النفس هو المقياس للزواج و الحياة بشكل عام و هو المهم بغض النظر عن المظهر او الشكل او الهيئة الخارجية
اما في الحديث النبوي الشريف فيقول الرسول صلى الله عليه و اله و صحبه و سلم
(( تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ))
صدق رسول الله صلوات ربنا و سلامه عليه و على اله و صحبه اجمعين
فالرسول (ص) يشرح هنا الاسباب التي تدعو الى خطبة المرأة من وجهة نظر المجتمع بشكل عام و السائد و المتداول ، فالبعض يسعى للمال و اخر للحسب و اخر للجمال ( جمال المظهر ) و اخر للدين ( الخُلق اي جمال الروح ) و لكن في نهاية الحديث رسولنا الكريم (ص) ينصح الرجال بفضل من الله تبارك و تعالى بان يظفروا بذات الدين ( اي الخُلق ، جمال الروح ) فتلك هي الزوجة الصالحة فذاك هو الابقى و الاصح و الأصلح
نعم توجد أرواح بعيون زرقاء و خضراء و الخ من مقاييس و معايير الجمال من وجهة نظر بعض الرجال و لكن تحتاج الى بصيرة عميقة و نافذة لسبر العمق و روح تبحث عن الجمال بمعناه الحقيقي لرؤيته بعيدا ًعن السطحية لتتعدى الغلاف الجسدي و تنفذ الى الجوهر وبعيدا ايضا عن تلك الخماسية من الحواس و تأثيرها في الانجذاب للطرف الاخر، ان ترى بروحك لا بعينيك المادية و ان تستنشق عبق و عطر جمال المكنون بعيدا عن عبق العطور الصناعية اما الغلاف الخارجي و ان كان لن يسترعي نظرة ثانية فستعشقه لروعة جمال المحتوى و الجوهر
لن احتاج القول انه من الخطأ ان نحكم على الناس من المظهر و الانطباع الاول فالكل تقريبا يعرف ذلك و يصادق عليه و هذه الجملة العراقية البحتة،،،"ما ينطلع بيه لرأس الشارع " لها كل الاحترام و التقدير كرد لان لكل انسان رأي بُني على طبيعته و حياته لذلك وجَب الاحترام و لذلك و بما اني انسانة ايضاً و لي رأي يجب احترامه و تقديره و الاقتناع به ان كان صائب بعيداً عن المكابرة و العناد و التمسك بالرأي لمجرد إثبات شيء معين ،ف رأيي هنا ان لكل انسان ملامح جمالية و لكن تختلف الأذواق كما قلت سابقاً كما و قد تنجذب الروح لشخص معين بغض النظر عن شكله الخارجي فتستشعر الراحة معه و تُسكن له روحك دون اي سبب معين و واضح و قد يكون هذا هو الحب او المودة
و ان كانت رؤية المجتمع العامة قاصرة و تحكم على الكتاب من الغلاف فتبحث عن الغلاف المزركش و المزخرف و الجذاب بغض النظر عن المحتوى ليترك ليُقلب و يُقرأ لاحقاً او يهمل و يُنسى و لكن منذ متى كان رأي الأغلبية له المصادقة و السيادة و السيطرة ان كان خطأ ؟! ستكون الحجة بان ،،هذا هو الواقع،،! و منذ متى نحن نسمح للواقع المزري و الخطأ بان يُسيرنا بتيه الخطى دون ان نحاول على الاقل تغيره الى الصواب و نشق طريقنا الى النور في نهاية ذاك النفق ؟!
مر رجل على رسول الله صلى الله عليه و اله و صحبه و سلم فقال: ما تقولون في هذا؟ قالوا: حري إن خطب أن يُنَكح، وإن شفع أن يُشَفع، وإن قال أن يُسمع. قال: ثم سكت، فمر رجل من فقراء المسلمين، فقال: ما تقولون في هذا؟ قالوا: حري إن خطب أن لا يُنَكح، وإن شفع أن لا يُشَفع، وإن قال أن لا يُسمع. فقال رسول الله صلى الله عليه واله و صحبه و سلم: هذا خير من ملء الأرض مثل هذا .
هذا كان رأي الأغلبية التي حكمت بناءأً على المظهر الخارجي وذاك كان رد رسول الله صلوات ربنا جل في علاه عليه و على اله و صحبه و سلم عليهم و اعتقد ان الفكرة جلية و المعنى واضح و هذا ينظم تحت اهمية المظهر الخارجي كمصدر و مرجع للاحترام و التقدير و مسبب للانجذاب من وجهة نظر البعض من البشر سواء الرجال و النساء و فداحة خطأ الاكتال و المصادقة عليه و الأخذ به و اعتماده كمصدر
و تلك الجملة التي لا يلبث الكثير بترديدها ( الله جميل يحب الجمال ) و لكن من قال ان القصد هنا هو جمال الشكل الخارجي و الغلاف الجسدي و الهيئة الجسمانية ! ذاك هو الله تبارك في علاه و هو حاشاه و تعالى عن تلك النظرة ذات القصور الواضح و السطحية العميقة
قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله و صحبه و سلم
"إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم. ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"
و في حديث اخر
"ألا إن في الجسد مضغة إذا صُلحت صلح الجسد كله وإذا فُسدت فُسد الجسد كله ألا وهي القلب"
و الجسد هنا ليس بمعنى الجسم و شرح ذاك قد يطول
صدق رسول الله صلوات ربنا و سلامه عليه وعلى اله و صحبه اجمعين
لا اعتقد ان اي فتاة منا بوعي كافي يمكن حتى ان تحترم من يظهر التقدير و الاحترام و الاعجاب لها متخذاً مظهرها الخارجي كمرجع و مصدر لتلك المشاعر فتلك نظرة قاصرة جدا وسطحية الى ابعد حد لا تجذب اهتمام الا من كان بقصورها و سطحيتها مع شديد احترامي اما التحجج بان جمال المظهر هو المدخل او السبب لسبر الجوهر و الروح و التعرف عليها فذاك كمن يحاول استنشاق عبق زهرة قد تكون بلا رائحة لمجرد ان جمال شكلها شد انتباهه
ف دعوة للنظر ابعد قليلاً من ذلك و أعمق ايضاً و بما اني قد استفضت اكثر مما كنت انوي لذلك ارجو ان تكون كلماتي مستساغة و متقبلة و تلقى لها صدى في القلوب و العقول على حد سواء و لكم جميعاً تقديري العميق و احترامي الجزيل و وفقكم الله تبارك و تعالى الى ما فيه كل الخير لكم و للجميع
و لان هذا الموضوع بفضل من الله تبارك و تعالى كتب و سببه الموضوع عن العلاقة بين الحب و الجمال للعزيزة نور، خادمة العترة و أسيرة الزمان صاحبة الموضوع فأحب ان أتقدم بجزيل شكري و تقديري و امتناني لها و لكل من
العزيزة .R.F.A
العزيزة تفاصيل
العزيزة آلياسمينة
الاخ الكريم رامي الأصيل
الاخ الكريم عدنان الواثق
الاخ الكريم ضياء الصافي
الاخ الكريم أحمد العثماني
لولا فضل الله تبارك و تعالى الذي سبب موضوعها البسيط بروعته و ردودهم لما كان موضوعي هذا ف لله تبارك و تعالى الحمد و الشكر سعة رحمته و عظمة عظمته دائماً و ابداً و لان من شكر عباده فقد شكره فلها و لهم مني أجزل الشكر و الامتنان مرة اخرى مغلف بعميق التقدير و الاحترام
و احببت من خلال موضوعي هذا ان اسجل جزيل شكري و امتناني ايضا و شديد تقديري و احترامي ل
العزيزة Reem Fadal
الاخ الكريم ارشد bm
الاخ الكريم Murtadha AL-hilfy
الاخ الكريم محبوب القلوب
الاخ الكريم المهاجر الزيدي
لردودهم خلال الموضوع
عميق امتناني لكل من مر و سيمر من هنا قارئا و معلقا
وفق الله الجميع لما يحب و يرضى دائما ًبإذنه تعالى