يراودني الحنين إليك زفانا
وحلمٌ لازم الأمس زمانا
ليت جني لم يكن يوما صديق
وليت صدري بشكواه
كان بالأمس يضيق
قد كان وهما خلتَه بالأمس مبدأ
لم يكن إلا ضلالا في دياجى الأمس
على الأرجاء كالظل تمدا
ليتها بالأمس منك تبدت
على العينان ما فتأت تؤرق مضجعي
من نظرة تحرك خافقا كجناح عصفورٍ
يحسن التحليق في سماء الأضلعِ
كم كنت أهواك حينها
ولكم كنت أجهل أسرار الهوى
كم من نظرةٍ عجلي
حملت من الأشواق
ما فاضت به الأعماق
من حلمٍ يكدح شرارة الأمل
كم من بسمةٍ سلبت من النجوم سني
داعبت في الخيال منى
وهمسات كأنغام كمان
تفسر سر لحنٍ
يردده الفؤاد غنا
وحلم بالأمس ضاع ولم يكتمل
ما ذلت أذكر أحرفا
من بين شفاهٍ ترتجف
ونظرة خجلي
وصوت كنار
يعيد مع المذياع مرددا
كلميني (يا مرايا)
ولكم كنت أجهل
كل معنى ما بين سطر وسطر
في الزوايا
وما كنت أحسبها حكاية
مع الأيام أسطورة تبقى
لها بخبايا النفس ثنايا
كنتِ حينها وردة
تفوح بأحلى عبير
ذات عبق فريد مثير
وكنت في ريعان صبا
أصعد الدرجات وثبا
نحو قمة مبدأ
كان وهما
إيثار نفسا
تدعى الحب فيك توهما
على نفسٍ
هوتك بعنفوان
كان جرمٌ
بيناً وخطأ
أورث النفس بعد الحرمان
منكِ ظمأ
أتذكرين زفانا
تلك الأمسية
أنت نحو الدار برفقة
أم التاج تسارعين خطى
وركضا تسارعت خطايا نحو المركبة
وتثبتت قدماي منتصف الطريق
وأنا أراك كأنما البدر
من العلياء تدلى
لحظات مرت وثوانِ
حسنك الباهر فيها قد تجلى
وليتني كنت من سبات الوهم أفيق
وتمضى السنين
والزمان بالبين جواد
وباللقاء ضنين
ثم التقينا صدفة
في لقاء لم يدم سوى بعض حين
أضرم النار المؤججة
خلف غضبان النوى
فما كان إلا أن يكون
وعصفت بنا ريح الحنين
وقرأنا ما قرأنا في العيون
وغرقنا بين أمواج شجون
ثم افترقنا في سكون
وبالأعماق اشتعل الحنين
وعزفنا كل الحان الأنين
قد أضعنا الأمس منا
ترى أتستكينِ واستكين
أم نصرع النأي المرير
بعنفوان الوجد في فجر لقاء
بقلمى/ ود جبريل/ ود امدر