أنيابُ الخِيانة
~~~~~~~
رَحَلَ الطَيِبونَ عَن البسِيطة
فَافتًرشَ الظَلامُ كُلَ المَساحَات
خَيَمَ الليلُ مٌبكِراً
وبدأَ الذئبُ العواء
حظيرة’ خِنزيرٍ إستَعمَرت الحَديقةَ
فغَادَرتِ الخُيولَ مُعسكَرَ التَجنيد
وغادَرت العصافيرُ الصباح
لتبدءِ الكلابُ النُباح
أيُ ذريعةٍ حمقاءُ هَذه؟
ليستَبيحَ العَدلُ دمُ العَذَارى
وتُعَلقُ على أبوابِ القُضاةِ المشَانق!
وأيُ خِيارٍ صعبٌ هَذا ؟
أخي المُعمدُ بالخَطايا يَستبيحُ دَمي
يَستَلُ سيفَ الإثمِ عَمداً
يُغرقُني في مُعتركِ الظَلالِ
ويرفعُ رايةَ النصرِ فوقَ أشلائي
مَزقتني أنيابُ الخيانة
كُنتُ عارياً فوق ماءِ الفجر أسير
خارجاً مِن رداء الاثم أبحثُ عن طهارة
وأبي يُعاقِبُني لأنني إبنهُ الوحيد
وما زِلتُ على العهدِ له وكُلي ولاء
يمنعُ عَني رَغيفَ الخُبزِ
ويًكسرُ في وجهي المرايا
حتًى لا أرى نفسي حينَ أجوع
يا ويحَ حَظي لأنني مَيتٌ
وأبي مازَلَ على قيدِ الحياةِ
يَحتفي فوقَ قبري بنصره المزعوم
وأمي تُلوحُ بعاصفةِ الغَضَبِ من بعيد
وتَرفعُ مِنديلها المُخضبُ بالدماءِ
تُعانِقُ النجومَ
وإبني المُدللُ يَبرُني على إستحياءٍ
ويخيطُ فَمي كي لا أثور
ويُقسمُ عليَ أن لا البي نداء النُشُور
أيا ويحَ نَفسي حينما ألبي نداءَ الصَمتِ
وأغزلُ وجعي مع بعضِ شوكِ
كَي لا أثور .
إمتلأت الأرضُ بالخطايا
أنتشر الاثمُ في أوعيةِ القلوب
تآهت مَراكبُنا في قحطِ صحراءِ
ونَبتَ الاقحُوانُ على سَفحِ بحرٍ غَريق
أيا سماءُ لا تُمطري
فَلن تُنبتُ الارضَ سوى الذُنوب
وسَيبقى وَجعي مزروعاً
ولن أسمعَ بعدَ الغيم سوى الرعود
ولَن يَنبضُ القلبُ سوى الأنين .
عادل محمد الخطيب