عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كأني بالقائم عليه السلام على نجف الكوفة ، وقد لبس درع رسول الله صلى الله عليه وآله ، فينتفض هو بها فتستدير عليه ، فيغشيها بخداجة من إستبرق ، ويركب فرسا أدهم بين عينيه شمراخ ، فينتفض به انتفاضة لا يبقى أهل بلاد إلا وهم يرون أنه معهم في بلادهم فينشر راية رسول الله صلى الله عليه وآله عمودها من عمود العرش ، وسائرها من نصر الله ، لا يهوي بها إلى شئ أبدا إلا أهلكه الله ، فإذا هزها لم يبق مؤمن إلا صار قلبه كزبر الحديد ، ويعطى المؤمن قوة أربعين رجلا ولا يبقى مؤمن ميت إلا دخلت عليه تلك الفرحة في قبره ، وذلك حيث يتزاورون في قبورهم ، ويتباشرون بقيام القائم فينحط عليه ثلاثة عشر آلاف ملك وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا
قلت : كل هؤلاء الملائكة ؟
قال عليه السلام : نعم الذين كانوا مع نوح في السفينة والذين كانوا مع إبراهيم حين القي في النار ، والذين كانوا مع موسى حين فلق البحر لبني إسرائيل والذين كانوا مع عيسى حين رفعه الله إليه ، وأربعة آلاف ملك مع النبي مسومين وألف مردفين وثلاثمائة وثلاثة عشر ملائكة بدريين ، وأربعة آلاف ملك هبطوا يريدون القتال مع الحسين بن علي عليهما السلام فلم يؤذن لهم في القتال فهم عند قبره شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة ، ورئيسهم ملك يقال له : منصور فلا يزوره زائر إلا استقبلوه ولا يودعه مودع إلا شيعوه ، ولا يمرض مريض إلا عادوه ، ولا يموت ميت إلا صلوا على جنازته ، واستغفروا له بعد موته ، وكل هؤلاء في الأرض ينتظرون قيام القائم إلى وقت خروجه
بحار الأنوار