السومرية نيوز/ بغداد
في منزل متواضع بمدينة بغداد، الأسرة وأقربائها تعد ترتيبات استقبال الابن للاحتفال بتخرجه المرتقب من الكلية العسكرية، وبالتعاون مع الجيران، بدأ الحضور يتوافدون مصطحبين معهم العديد من الحلويات، وذلك تزامناً مع حلول الذكرى الـ95 لتأسيس الجيش العراقي.
الأطفال يتجمعون ويترقبون بشغف وصول الضابط اليافع، الذي يعني بدء الحفل، فيما اغتنم الآباء الفرصة للحديث عن مآثرهم في العسكرية، وفيما حملت بعض النسوة أكياساً من حلوى الأفراح "الجكليت"، الذي يعتبر رميه في العراق إحدى عادات الاحتفال بالأفراح، تناول البعض الآخر المعجنات مع الشاي.
وتجاورت العائلات، في مشهد يحمل تمازج العراقيين بكل أطيافهم، والذين قرروا الاحتفال بتخرج ابن جارهم من الكلية العسكرية في ذكرى تأسيس الجيش العراقي، وبالرغم من كون معظم المحتفلين من المدنيين غير المعنيين بالأمور العسكرية، فإن السرور لم يفارق محياهم طيلة الحفل، فيما صدحت أصوات الموسيقى والغناء داخل المنزل.
الاحتفال المشترك بالتخرج جمع بين العسكر والمدنيين، ويقام بهدف المساهمة في تعزيز العلاقة بين الجيش والشعب، كما يقول العميد تحسين الخفاجي، مدير إعلام وزارة الدفاع التي ترعى الاحتفال المركزي السنوي بذكرى تأسيس الجيش العراقي.
ويضيف الخفاجي في حديث لـ السومرية نيوز بالقول، "إنها فرحة غامرة لا توصف، رؤية كوكبة من الشباب الأبطال الذين سيرفدون القوات المسلحة بدماء جديدة اكتسبت مهارة قتالية في التدريب والسلاح ومكافحة العمليات الإرهابية".
ويوضح العميد الخفاجي، أن "الجيش يعيد تجديد نفسه بنفسه من خلال الدورات التي تتخرج سنويا وفق أرقى البرامج من الكلية العسكرية العراقية التي خرجت ضباطاً كباراً وتخرج منها قادة عظام رفدوا الجيش بدماء متواصلة"، مؤكداً أن "رؤية دورة جديدة تتخرج، هي فرحة غامرة لكل من يحبه بلده وجيشه، ولكل من يريد بناء وحماية وطنه من خطر الإرهاب ويجعله ذو كرامة وسيادة واحترام".
أما عن الفرق بين أجيال الجيش العراقي على مدى 95 عاماً، يقول الخفاجي، إن "التدريب متجدد، ولا يمكن التمييز بين التدريب في السابق وحالياً، كونه يتجدد بتطور الأجهزة والأساليب القتالية"، مؤكدا أن "التدريب لا يقف عند مستوى واحد، ولا يمكن المقارنة بين التدريب السابق والحالي، كون الأجيال الحالية هي أفضل تسليحاً وتطوراً".
حلم يتحقق
وسط المحتفلين وقفت أم كريم تشرح للحاضرين بلغة بسيطة عن فرحتها بتخرج مصطفى، فيما وقف زوجها أبو كريم بقربها وهو يتحاور مع الحاضرين حاملاً بيده رتبة ملازم حيكت بعناية من أجل إهدائها لأبنه، أم كريم وزوجها انتظروا هذا الحدث منذ سنوات طويلة، وها هو حلمهم يتحقق برؤية ابنهم ضابط.
تقول أم كريم، "فعلنا المستحيل من اجل أن يكمل مصطفى دراسته ويلتحق بالكلية العسكرية التي رغبها بشدة، وها هو يفرحنا بتخرج"، وهو ما يؤكده زوجها أيضاً بالقول، "أعتقد أن الولد له مستقبل جيد اختاره بنفسه".
ضمان للشعب
يقول عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية ماجد الغراوي، "الجيش يستعيد ثقة الشعب وبدء يمسك زمام الأمور بعد تحرير الراضي المختصبة من قبل عصابات داعش"، موضحا أن "وضع الجيش يتحسن ويعمل بشكل مهني بعيداً عن الضغوط السياسية التي شاهدنا بالفترة السابقة"، داعيا القادة الأمنيين والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، الى "الاهتمام بالجيش، لأنه الضمان الوحيد للشعب العراقي بكل مكوناته".
ويؤكد الغراوي، "أهمية دعم الجيش بالتدريب وتهيئة كل الظروف المناسبة ليتمكن من القيام بمهامه وواجباته الأساسية وهي حماية العراق من أي تهديد خارجي"، مطالبا الحكومة والجهات التنفيذية بـ"تجهيز الجيش بأفضل الأسلحة الحديثة، لمواجهة الإرهاب المدعوم من دول خارجية، وضمان عدم تكرار الانتكاسات السابقة".
أما النائبة لقاء وردي، فتقول، إن "الإصلاحات التي شهدتها المؤسسة العسكرية، خلال الأشهر الأخيرة عندما تم تغيير القيادات، وتعزيز العقيدة عسكرية أثرت ايجابيا على المنتسبين"، مضيفة بالقول، إن "هذه الإصلاحات بدا تأثيرها واضحاً في المؤسسة عي عمليات الانبار".
وتؤكد وردي على "ضرورة تطوير المؤسسة العسكرية وجعلها بعيدة عن التأثيرات السياسية والحزبية، وكذلك محاسبة من يقصر بعمله، فضلا عن دعم الجنود بجميع المجالات".
جدير بالذكر أن الجيش العراقي تأسس عام 1921، وأولى وحداته تأسست خلال الانتداب البريطاني للعراق، حيث شُكل فوج موسى الكاظم واتخذت قيادة القوة المسلحة مقرها العام في بغداد، تبع ذلك تشكيل القوة الجوية العراقية عام 1931 ثم القوة البحرية العراقية عام 1937 وصل تعداد الجيش إلى ذروته في بداية حقبة التسعينيات، ليبلغ عدد أفراده 1,000,000 فرد، وبعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 أصدر الحاكم المدني للعراق بول برايمر حينها، قراراً بحل الجيش العراقي فأعيد تشكيل الجيش وتسليحه من جديد.
فـَ الف مبروك لأبطالنا ، أسود الجيش العراقي .