الإثنين 10 صفر 1431هـ - 25 يناير 2010م
عقب مغامرة مثيرة في غابة الأفيال والأسود ما فرقته أم درمان بين مصر والجزائر تجمعه أنغولا
شحاتة وسعدان في لقاء ودود
دبي - فراج إسماعيل
بدأت تحركات دبلوماسية مبكرة لتحويل مباراة الجزائر ومصر في الدور نصف النهائي لبطولة الأمم الإفريقية إلى لقاء مصالحة في حالة تجاوز الأخيرة للكاميرون مساء اليوم الاثنين 25-1-2010.
يأتي ذلك عقب مغامرة مثيرة خاضها المنتخب الجزائري في غابة إفيال كوت ديفوار متوجا بها صعوده إلى الدور قبل النهائي بعرض رائع وفوز كبير بثلاثة أهداف لهدفين، وهو ما تمناه معلق المباراة الجزائري حفيظ دراجي لأشقائه المصريين في مغامرتهم اليوم داخل غابة أسود الكاميرون.
التغلب على الانفعالات الماضية سواء بالنسبة لدراجي أو الكاتب الرياضي المصري المعروف ابراهيم حجازي والنجم الدولي السابق فاروق جعفر، أو بالنسبة للعاصمتين الجزائرية والمصرية، يوحي بأن ما فرقه لقاء أم درمان الشهير في تشرين أول (اكتوبر) الماضي، ستجمعه انغولا بين الدولتين العربيتين الكبيرتين.
انغولا تمسكت بالضوابط المعتادة في سفاراتها وقنصلياتها بخصوص تأشيرة الدخول ولم تمنح تسهيلات للدولتين خارج الاطار المتعارف عليه دوليا في المسابقات الرياضية. الجزائر من ناحيتها لن تكرر تجربة نقل الأنصار بطائرات عسكرية كما حدث في لقاء أم درمان عبر منح بعضهم جوازات سفر مؤقتة تم استخراجها في وقت قياسي، وهو ما قوبل بعد ذلك بانتقادات في البرلمان الجزائري.
روعة حفيظ دراجي
وإذا كانت كل هذه الاستعدادات تتوقف على نجاح مصر في تجاوز عقبة الكاميرون، فإن المعلق الجزائري حفيظ دراجي الذي علق على مباراة الجزائر وكوت ديفوار بإحدى القنوات الرياضية، كان رائعا للغاية وهو يتغلب على انفعالات الفرحة الطبيعية للعرض الرائع الذي قدمه محاربو الصحراء ونجاة الأفيال من فضيحة مدوية لو وفق مهاجمو الجزائر في تسجيل الفرص العديدة والسهلة التي أتيحت لهم.
دراجي لم ينس أشقاءه المصريين فتمنى لهم الصعود قائلا "لنضمن أن فريقا عربيا سيكون أحد طرفي النهائي". وفي لحظات الفوز لم يعط الأمر أكثر من حجمه فقال إنها مجرد لعبة، والخروج من الدور ربع النهائي أو الهزيمة ليس نهاية العالم، وقد يخسر الأفضل فهذه حال كرة القدم. ولم يتردد في الاعتراف بأن الهدف الملغي للأفيال في نهاية الوقت الاضافي هدف صحيح ولا تسلل فيها قائلا "هذه أخطاء الحكام، علينا وعليهم".
في المقابل رد ابراهيم حجازي في قناة النيل الرياضية الحكومية بعد انتهاء المباراة بالاشادة بالعرض الجزائري وقدرات محاربي الصحراء المبهرة الذين لم يفقدوا الأمل رغم تقدم الأفيال مرتين، احداهما كانت في الدقيقة 90 ثم توجوا مجهودهم الكبير الممزوج بالمتعة والفن الكروي بهدف مبكر في الوقت الاضافي لم يكتفوا به وإنما سعوا مرارا لتعزيزه لولا الحظ الذي ساند الأفيال بعد أن عجزوا تماما عن مجاراة الجزائريين.
حجازي يلوم زاهر
قمة الشجاعة أظهرها ابراهيم حجازي عندما رفض عرضا من سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة المصري نقله مراسل القناة المرافق للمنتخب، وهو عشر تذاكر مجانية لمن يتوقع الفائز في مباراة الدور قبل النهائي ليضافوا إلى 300 تذكرة مجانية بتأشيرات دخول سيمنحها المجلس القومي للرياضة للمشجعين المصريين للسفر إلى انجولا.
قال حجازي مستغربا من تصرف زاهر "اعتبر أنني لم اسمع شيئا. منتخبنا لم يتجاوز الكاميرون بعد. ننظر إلى الغد أولا. لا تأثروا على تركيز اللاعبين". ثم أضاف بلهجة غاضبة "لسمير زاهر أشياء غريبة أحيانا".
بينما عبر فاروق جعفر نجم كرة القدم في السبعينيات والتسعيينات من القرن الماضي عن انبهاره بالعرض الذي قدمه المنتخب الجزائري المونديالي والتكتيك رفيع المستوى الذي لعب به الشيخ رابح سعدان وقدرته على التحكم في مجريات المباراة وتوزيع لياقة لاعبيه على وقتها بالكامل، عكس الأفيال الذين أفرغوا لياقتهم بالكامل في الشوط الأول، ثم استسلموا بعد ذلك تاركين للحظ حماية عرينهم من مزيد من الأهداف.
كانت هناك أيضا لقطة مثيرة أخرى تجمع الحكم الدولي الجزائري محمد بنوزة الذي أدار مباراة غانا وانجولا في ربع النهائي بمساعدة المصري ناصر صادق.
وركزت القنوات الفضائية على الاثنين في وسط الميدان قبل انطلاق المباراة التي انتهت بفوز غانا بهدف نظيف، فيما ينظر صادق إلى ساعة بنوزة بود بالغ.
وكان حفيظ دراجي من القلة التي تبنت رؤية معتدلة للغاية قبل مباراة أم درمان مظهرا نقمته على الشحن الاعلامي المتعصب.
وشن هجومًا حادًا على بعض وسائل الاعلام الجزائرية والمصرية متهمًا إياها بتدمير علاقة الشعبين معًا لأجل مباراة كرة قدم لن تؤثر على أي منهما، داعيًا في نفس الوقت لتحرك جاد من أجل ايقاف أو اغلاق تلك الوسائل الاعلامية.
وقال في حوار تلفزيوني"لعنة الله على كرة القدم وكأس العالم التي أوصلتنا لتلك الدرجة، وصلنا لوضع سيء اقتصاديًا واجتماعيًا وحتى سياسيًا وان كان بطريقة غير مباشرة، رغم العلاقات الممتازة التي تربط الشعبين المصري والجزائري وفي كل شيء".
العربية.نت