السومرية نيوز/ بغداد
انتقد المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي، الثلاثاء، "التوظيف السياسي لاستشهاد الشيخ محمد باقر النمر"، محذرا من أن بعض المحتجين على الفعل والمطالبين بالثأر يستغلون الفرصة لتصفية الحسابات مع الخصوم الداخليين والخارجيين، فيما لفت الى أن الشهداء لا تقام لهم مآتم التعزِية والتأبين بل محافل الثناء والإشادة بمآثرهم.
وقال اليعقوبي في كلمة أمام حشد كبير من فضلاء وأساتذة الحوزة العلمية بمكتبه في النجف، "لقد علمتُ عن قرب أن الشهيد الشيخ النمر كان يطلب الشهادة مصمماً عليها، وكان بوسعه دفع القتل عن نفسه بثمن لكنّه كان عازماً على نيلها حتى اتخذه الله تعالى شهيداً"، موضحا بالقول، "لقد فاجأنا الخبر، لأن مساعي كثيرة بعدة مستويات وبعدة اتجاهات بُذلت لتغليب صوت الحكمة والحق والإنصاف والتوقف عن تنفيذ حكم الإعدام وحصلت وعود بذلك أيام الملك السابق لكن الأمور تغيّرت في عهد السلطة الحالية وارتُكِبت هذه الحماقة الجاهلية المملوءة بالظلم والجور".
وتابع المرجع اليعقوبي، "لقد آلمنا أيضا التوظيف السياسي للحادث من قبل بعض المحتجين على الفعل والمطالبين بالثأر واستغلالهم الفرصة لتصفية الحسابات مع الخصوم الداخليين والخارجيين، مما أنسى أصل القضية والتعاطي الحكيم معها، فكانت هذه الأفعال إساءة للشهيد"، مشيرا الى أن "السلطات السعودية لم تكتف بقتله مادياً بإعدامه بل قتلته معنوياً بزجّه في قائمة من عتاة الإرهابيين المجرمين ليوحوا بوحدة التهمة، وبين الشهيد وبينهم كما بين الثريا والثرى، فقد كان يؤمن بالعمل السلمي في السعي لتحقيق مطالب الطبقات المحرومة وينهى عن العنف ويلتزم بحفظ النظام العام، وليست هذه جريمة يعاقب عليها".
وأضاف اليعقوبي، "كان على السلطات أن تفتح باب الحوار وان تستمع بإنصاف إلى هذه المطالب وتستجيب لكل ماهو حق وعدل، فهذا هو الذي يحبب الحكومات إلى الشعوب ويديم وجودها، أمّا إسكات صوت الشعوب المطالبة بحقوقها بالقتل والسجن والتعذيب والحرمان من حقوق الإنسان فإنه يولد العنف ويزيد من الهوّة السحيقة ويفتح الثغرات لاختراق الأعداء"، مشددا على إن "الوفاء للشهداء لا يكون بالحركات الاستعراضية والبيانات الهزيلة والكلمات التي لا واقع لها على الأرض، وإنما بنصرة مبادئهم التي ضحوا من اجل تحقيقها واقتفاء أثرهم والمضي على ما مضوا عليه".
وكانت وزارة الداخلية السعودية أعلنت، السبت (2 كانون الثاني 2016)، عن تنفيذ حكم الإعدام بحق رجل الدين نمر النمر بتهمة "التحريض"، فضلاً عن 46 شخصاً آخرين بتهمة "الإرهاب"، ما أثار موجة ردود فعل غاضبة على المستويين الشعبي والرسمي في العراق والمنطقة تنديداً بتنفيذ الحكم.
المصدر