تصادفنا يوميًا الكثير من الرموز الشائعة في العالم، لكننا قد لا ندرك معناها ونشأتها. وسنتعرف اليوم على تاريخ أهم هذه الرموز العالمية ومعناها الحقيقي.
الصليب المعقوف
سيشعر معظم الغربيين بالغضب إن رأوا الصليب المعقوف “swastika” لما له من ذكريات مرعبة عن ألمانيا النازية في عهد هتلر خلال الحرب العالمية الثانية. لكن هذا الرمز له جذور قديمة، وهو موجود ربما قبل التاريخ المسجل، فقد ظهر منقوشًا على الكثير من الآثار التاريخية، والمنحوتات، كما أنه ظهر في النصوص الدينية القديمة، وأقدم تصوير له كان في العصر الفيدي (4500-2500 قبل الميلاد).
وحتى الآن رمز الصليب المعقوف لا يزال مستخدمًا في الهندوسية، حيث تعني “Swasti” “سواستي” الميمون أو الخيّر. ومنذ ذلك الوقت فيتم رسم الرمز على أبواب المنازل لطرد الشرور.
عند الهندوس، يرتبط الصليب المعقوف بالشمس، أو الإله فيشنو. ويُعتقد أنه يمثل “سودارشانا شكرا” وهي عجلة الرب، والتي ترمز إلى التغيير المستمر في الكون.
سمكة المسيح
رمز مسيحي قديم، وتاريخه في المسيحية بدأ خلال اضطهاد الرومان للمسيحيين. فكان الرمز يُستعمل كوسيلة لتمييز المسيحيين عن غيرهم، فإذا ما التقى اثنان من الغرباء، أي لم يسبق أن تعرفا على بعض، فسيقوم الشخص الأول برسم قوس، ليدل على أنه مسيحي، وإن كان الشخص الآخر مسيحيًا فسيقوم برسم القوس الآخر. لكن التاريخ يقول بأن هذا الرمز مستخدم قبل ظهور المسيحية، وذلك في الثقافات الوثنية، والذي كان يشير إلى أشياء مختلفة، منها رحم “الأم العظيمة”.
إشارة “OK”
فإن سألت أي أمريكي إن كان موافقًا على شيء ما، فسيقوم بعمل هذه الإشارة. وهي تشير إلى أنه على ما يرام وأنه بخير، لكن هذا ليس المعنى العالمي الذي ترمز إليه. ففي كثير من الدول هذه الإشارة لا معنى لها، أو غير معروفة. أما في أوروبا، فهي إشارة عدائية، أي أن الشخص الذي تشير إليه “صفر”. وفي دول البحر المتوسط، ودول أمريكا الجنوبية فهي تشير إلى فتحة الشرج.
أما الجانب الإيجابي لها، فهي إيماءة من الطقوس البوذية والهندوسية. وهي تحديدًا “فيتاركا” والتي تمثل القرار والتعليم والسبب. وتصور الكثير من التماثيل البوذية هذه الإشارة.
جمجمة وعَظْمتان متقاطعتان
تقريبًا يدرك الجميع بأن هذا الرمز يشير إلى الخطر، وكثيرًا ما نشاهده مرسومًا على حاويات القمامة، والأشياء الخطيرة. وفي الخيال الشعبي فهو رمز مرسوم على علم القراصنة. وتاريخيًا فقد قام الإسبان بتصميم هذا الرمز لتحديد المقابر. وحتى اليوم يمكن مشاهدة هذا الرمز في الكنائس القديمة. ويجادل المؤرخون في أن القراصنة هم أول من استخدم الرمز لأنهم مرتبطون بالمقابر والموت.
قطب الحلاقة
قطب أو عصا الحلاقة هي ذات لون أبيض، وخطوط حمراء. لكن ما علاقتها بحلاقة الشعر أو اللحية؟ فقديمًا كانت للحلاق مهام أخرى يقوم بها. فكان الناس يعتقدون بأنه يمكن الشفاء من المرض بخروج الدم الفاسد من أجسادهم، فكانوا يذهبون إلى الحلاقين لعمل جروح يخرج منها هذا الدم، ومن ثم تنظيف الدماء بالضمادات والمناشف. وبعد ذلك يقوم الحلاق بتعليق الضمادات في الخارج، وفي وقت الرياح كانت هذه الضمادات تلتف حول القطب، فقديمًا كان قطب الحلاقة يرمز إلى خروج الدم، أما اليوم فهو رمز للحلاقين.
قرون الشيطان
كان “روني جيمس ديو” منشد المعادن الثقيلة، وكاتب الأغاني هو من حقق شعبية لهذا الرمز، والذي يرادف اليوم الصخور والمعادن، وليس بالضرورة أن يكون له معنى شيطاني. وقد تعلم روني هذه الحركة من جدته والتي تشير إلى “كورنا” ولها معنى خرافي وهي إيماءة تعني طرد الشر. لكن كن حذرًا من استخدام هذه الإيماءة في منطقة بحر البلطيق على أي شخص، لأنها تعني أنك أقمت علاقة غير مشروعة مع زوجته!
صولجان هرمس
وهو الرمز الذي تستخدمه المنظمات الطبية، وهو عصا مع ثعبانين ملتفين وفوقهما جناحان. لكن لماذا تستخدم منظمات الصحة رمز الثعابين؟ يرجع الأمر لقبل 100 عام حين استخدم الفيلق الطبي بالجيش الأمريكي عصا إسكيلبيوس وهو إله الطب والشفاء عند الإغريق. وكان يتكون من عصا بثعبان ملتف. لكن حصل خلط ممن قام باختيار رمز العصا، مع صولجان هرمس والذي كان يُستخدم للإشارة إلى التجارة. ومن هنا فَقَدَ صولجان هرمس معناه الأساسي، وتحوّل إلى الطب.
رمز السلام
وحصل هذا الرمز على الشعبية على يد حركة الهيبيز في الستينيات والسبعينيات والتي نشأت كثورة لرفض سيطرة الكبار، ونشأت في الجامعات الأمريكية ثم انتقلت إلى الدول الغربية الأخرى. وقد وجدت هذه الحركة في المخدرات والجنس والكحول والموسيقى متنفسًا لها وطريقة للتمرد. وكان الرمز موجودًا على حافلاتهم وملابسهم وكل الأماكن التي يتواجدون فيها.
وقد قام “جيرالاد هولتوم” بتصميم الشعار لتمثيل نزع السلاح النووي البريطاني، وهو يمثل رجل يائس يداه ممتدتان للأسفل، ولم يوثق هولتوم حقوق الرمز، لذلك فَقَدَ معناه الأساسي، وأصبح مرتبطًا بالسلام.
رمز الهلال والنجمة
أصبح الرمز معروفًا خلال القرن التاسع عشر كرمز وطني عصري للإمبراطورية العثمانية خلال مرحلة التنظيمات التي تأسست بغرض تطوير الدولة. وفي عام 1844م استُخدم الهلال والنجمة بلون أبيض على خلفية حمراء والذي لا يزال كعلم للدولة التركية، مع تغييرات قليلة. وكذلك استخدمت دول أخرى رمز الهلال، مثل: ليبيا، وتونس، والجزائر، وكذلك أذربيجان، وباكستان، وماليزيا وموريتانيا.
وفي الخمسينيات والستينيات بدأ استخدامه كرمز للإسلام والمسلمين. وقد تبنت هذا الرمز الحركات القومية العربية والإسلامية مثل الجمهورية العربية الإسلامية المقترحة عام 1974م، وأمة الإسلام في الولايات المتحدة عام 1973م.
تاريخيًا كان الهلال مرتبطًا بالقسطنطينية حتى في زمن فيليب المقدوني، بينما غالبًا ما ترمز النجمة إلى كوكب الزهرة.
المصدر: 1 ، 2