كيف يمكن لأي مصور التقاط صورةٍ لن تُنسى أبداً؟ إن كنت مبتدئاً، فتوقف عن التقاط صورٍ تقليدية للطبيعة، سواء كانت صوراً للغروب، سلاسل الجبال، البحيرة أو المحيط. فهذه الصور من أقل الصور تميُزاً من بين عديد من الصور التي تم عرضها على برنامج طورته جامعة "إم آي تي" ليُقيّم أكثر الصور تذكّراً بالنسبة للإنسان.
أي نوع من الصور لا يُنسى حقاً؟
بالنسبة للنتائج التي أظهرها البرنامج، فإن الصور الغريبة وغير الاعتيادية هي التي يتم تذكّرها أكثر. على سبيل المثال، لافتةٌ في وسط الشارع مكتوب عليها "انطلق" بواسطة رشاش للطِلاء، كرسيٌّ غريب الشكل، رجُل مرتدٍ بدلة مصارعي السومو حاملاً لوحاً للتزلج على الجليد، أو رجلٌ عاري الصدر يرتدي قناعاً على شكل دُب.
بالإضافة أيضاً إلى الصور التي تُظهر جانباً من الإثارة أو القتال، مثل مقصٍّ طائر أو رجلٍ يقف في مواجهة دُب، أما صور غرف النوم، فغالباً ما تدفع إلى التثاؤب.
لقياس مدى تذكُّر الصور تم عرض مئات الصور للناس، وسُئلوا أيّ هذه الصور عُرِضت عليهم مرتين؟ فتم اعتبار الصور التي قالوا إنهم شاهدوها مرتين الأكثر قابليةً للتذكر، حسب ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست".
استعمل العُلماء نتائج الاختبار السابق في تطوير البرنامج الحاسوبي. ثم بدأ البرنامج في تحديد العوامل التي تجعل الصور أكثر التصاقاً بالذاكرة.
إدراك الأنماط
العوامل التي يُقيم البرنامج على أساسها تلك الصور غير معروف في أغلب الأحيان، تلك هي إحدى سِمات التعلم العميق، حيث يتم تدريب الحواسيب على إدراك الأنماط، تماماً مثل قُدرة الحواسيب على الرسم بأسلوب بابلو بيكاسو، أو السيارات التي تستطيع القيادة مثل الإنسان.
أديتيا خوسلا، المُشرف الرئيسي على البحث، يعتقد أن اكتشافات هذا البحث قد يكون لها أثر إيجابي على طُرق التعليم مُستقبلاً. فقد اكتشف فريق البحث أن ذاكرة الإنسان تتحسن حين يُعرض عليه عدد أكبر من الصور القابلة للتذكر. ربما تبدأ وسائل التعليم والكُتب التعليمية في استخدام الوسائل البصرية التي ثبت أنها تعلق بذاكرتنا.
ولكن يبدو أن هناك استثناءً واحداً كبيراً لدى البرنامج وهو الصور التاريخية الأشهر.
استثناءات لصور عرضت للتقييم
على سبيل المثال، صورة لرجل يقف أمام صف دبابات أثناء إطلاق النار في ميدان تيانانمن عام 1989. أشارت الخرائط التي تستخدم الرسم البياني الحراري أن عواميد الإنارة المُثبتة في الأرض هي الأكثر جذباً للانتباه في الصورة، وفي المُجمل كان تقييم الصورة من حيث التذكُر "منخفضاً".
ليست تلك الصورة هي الوحيدة التي نالت ذاك التقييم، بل أيضاً حصلت صورة لرجل يهبط على سطح القمر على تقييم "متوسط"، كما حصلت صورة جورج واشنطن وهو يعبر نهر ديلاوير على تقييم أسوأ.
قال خوسلا إن البرنامج الذي طوره فريقه مازال عاجزاً عن تقييم الصور في سياقها والمشاهد التي تنقلها وما تُحمله من مشاعر.
وأضاف أن "الهبوط على سطح القمر هو حدث تاريخي. وهناك العديد من المعاني الضمنية والأحداث مرتبطة بذلك الحدث".
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النقيب
