حينما تجلس وحيداً ، وتحرك الريح الصفراء خصال شعرك ، مستهزءه بوجودك وغير مبالية بما أثقلت كاهلك مما تبرع فيه كالآلام والاحزان ، فيرتوي من دمعك العطاشى من الشامتين ، ويرقص الضامرون الغيض فرحاً ! ... حينها تشعر ؛ كأنك شجرة أصابها اليأس !
الأوراق -
لم تكن خضراء كما العادة ! إنما طغى عليها اللون الأصفر ، فهي أقرب ما تكون للأحتضار . لا تستطيع التنفس ، رغم أحتضانها للضوء ! واضح عليها الأعياء والأنحناء ، فقدت مرونتها بالتعامل مع الآخرين ، فهي تتكسر حين لمسها رغم أن ذلك لم يكن من صفاتها ولا طباعها !
الغصن -
فقد أستقامته التي كان يمتاز بها ، وضاعت حيويته وصبره الطويل في مواجهة الريح لقد كان مرناً ، نشيطاً ، يعشق أوراقه ويمدها بالطاقة والتفائل على طول الوقت ، كان مثالها الأعلى ، ربما ما أصابها كان بسببه !
الجذع -
صحيح ان لونه لم يكن برّاقاً بل كان مائلاً للون القهوة ، غير أن روحه كانت برّاقة وتشع بالامل . فقد الكثير من الصبر ولكنه لايزال " واقفاً " ، المشكلة أن البقاء على الوقوف ليس هو قياس الحياة هنا ! ولكن .. تقاس حياة الجذع من خلال أغصانه وأوراقه ، فهل ذلك الجذع ميت ؟!
بعدما مررتم بأوراقة و رأيتم وصف أغصانه !
الجذر -
هو بيت القصيد ، وسبب بداية الموت وشلل الأطراف والعجز بالتنفس وشحوب اللون وذهاب بريقه . وهو كذلك عكس هذا كله - في حين - ما .
عندما تصاب الجذور بعدم الرغبة بأمتصاص الغذاء ، ويصيبها ملل الحياة البائسة - تحدث الكارثة !!!
رغم أن الجذر هو دائماً خلف الكواليس ، إلا أن المسرحية لا تكتمل بدونه .. ولو أصابه شيء ما ! لكان ذلك بلاء للبقية . كان من أجمل مسميات التضحية دفنه لنفسه ِ بالتراب ، ليستمتع غيره بالضوء والهواء ونظرات الأعجاب من هنا وهناك ، وهو من يستحق الأحترام والأجلال .
الفقير : جواد الزهيراوي 2016!